وسط أجواء استقطاب: البرازيليون ينتخبون رئيسا للبلاد

دعي أكثر من 156 مليون برازيلي، إلى انتخاب رئيس في اقتراع غير واضح النتيجة، إثر حملة شهدت أجواء شديدة التوتر، فهل يعود لولا إلى الحكم في سن السابعة والسبعين وهل يستطيع بولسونارو الفوز أو يرفض الهزيمة؟

وسط أجواء استقطاب: البرازيليون ينتخبون رئيسا للبلاد

بولسونارو ولولا دا سيلفا منافسة محتدمة (gettyimages)

يتوجه الناخبون البرازيليون إلى مراكز الاقتراع، اليوم الأحد، اعتبارا من الساعة الثامنة في البلاد المترامية الأطراف، وذلك بالجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.

ودعي أكثر من 156 مليون برازيلي، إلى انتخاب رئيس في اقتراع غير واضح النتيجة، إثر حملة شهدت أجواء شديدة التوتر، فهل يعود لولا إلى الحكم في سن السابعة والسبعين وهل يستطيع بولسونارو الفوز أو يرفض الهزيمة؟

وبدت البرازيل منقسمة وسط أجواء استقطاب شديد، تخللتها كميات هائلة من المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما تبادل المرشحان الشتائم أمام عشرات ملايين المشاهدين.

وتتوقع استطلاعات الرأي منذ أشهر ولاية ثالثة من أربع سنوات لرئيس البلاد السابق اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلا أن الرئيس اليميني المتطرف المنتهية ولايته جايير بولسونارو، يحتفظ ببعض الأمل إثر النتيجة غير المتوقعة التي سجلها في الدورة الأولى من الانتخابات في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر بحصوله على 43 % من الأصوات في مقابل 48 % للولا.

واستفاد بلوسونارو الذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تخلفه أكثر من 10 نقاط مئوية عن منافسه، من دينامية مؤيدة له في المرحلة الفاصلة بين الدورتين.

وتعزز نتائج الاستطلاع الأخير للرأي الذي أعده معهد داتافوليا المنشورة، مساء السبت، من أمل بولسونارو مع تقلص الفارق وتوقع فوز لولا بنيله 52 % من الأصوات في مقابل 48 % للرئيس المنتهية ولايته. ويبلغ هامش الخطأ 2 % في حين سبق أن أخطأت استطلاعات الرأي في توقعاتها.

وقال رئيس تحرير "أميركاز كوارترلي" براين وينتر "المعركة محتدمة أكثر مما كان يتوقع الجميع. ستكون انتخابات فيها الكثير من الغموض".

والسؤال الرئيسي المطروح: في حال فاز لولا بالانتخابات هل سيقبل بولسونارو بالنتيجة مساء الأحد؟.

وبعد هجمات متواصلة حول نظام صناديق الاقتراع الالكترونية "الاحتيالي"، ندد بولسونارو في الفترة الأخيرة بوجود خلل مفترض في بث الاعلانات الإذاعية خلال حملته الانتخابية. لكنه أكد أن الذي "يحصل على أكبر عدد من الأصوات يفوز" من دون أن يكون كلامه مقنعا.

ورأى روجيريو دولترا دوس سانتوس من جامعة فلومينيسي الفدرالية، أن "بولسونارو سيطعن بالنتيجة".

ويخشى كثيرون أن يتكرر في البرازيل سيناريو الهجوم على مبنى الكابيتول إثر هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقد يستهدف على سبيل المثال المحكمة العليا التي لطالما شن بولسونارو حملة كبيرة عليها.

ورأى المحلل أن بولسونارو يمكنه الاعتماد على "دعم ناخبيه الأكثر راديكالية والتسبب باضطرابات"، لكنه استبعد احتمال مشاركة القوات المسلحة في مغامرة انقلابية مشددا على أن المؤسسات الديموقراطية متينة في البرازيل.

وكانت الحملة الانتخابية بعيدة كل البعد عن "الحكمة". فقد كال بولسونارو الشتائم للولا واصفا إياه بأنه "كذاب" و"سجين سابق" و "مدمن كحول" و"مصدر عار وطني" وقد رد عليه الأخير مؤكدا أن منافسه "معتد على أطفال" و"آكل لحوم بشر" و"مرتكب جرائم إبادة" و"ديكتاتور صغير".

وتبادل المرشحان الاتهامات بالكذب وقد غذى بولسونارو وبدرجة أقل لولا، آلة التضليل الإعلامي.

فقد نشرت وسائل التواصل الاجتماعي وهي مصدر المعلومات الوحيد لغالبية مستخدميها البرازيليين البالغ عددهم 170 مليونا، كمية غير مسبوقة من المعلومات الكاذبة.

وفي إطار هذه الحملة، أُهملت الهموم الفعلية للشعب البرازيلي لا سيما التضخم والبطالة والفقر والجوع التي يعاني منها 33 مليون برازيلي.

وكان الرهان الرئيسي في الفترة الفاصلة بين الدورتين الانتخابيتين محاولة استقطاب 32 مليون شخص امتنعوا عن التصويت في الدورة الأولى (21 %).

ويؤكد لولا أنه يريد حماية الديموقراطية وجعل "البرازيل سعيدة" مجددا، بعد ولايتين أخرج خلالهما نحو 30 مليون برازيلي من براثن الفقر في ظل ازدهار اقتصادي.

أما بولسونارو الشعبوي فيريد الدفاع عن "الخير في مواجهة الشر" والعائلة والله والوطن والحرية الفردية.

ورغم ولاية شهدت أزمات خطرة من بينها جائحة كوفيد، لا يزال يحتفظ بقاعدة أنصار متشددين، وتمكن من فرض خطه السياسي في وجه يسار لم يرفع الصوت كثيرا ويمين تقليدي شهد انهيارا كبيرا.

وفي حال انتخابه سيكون لولا الشخصية السياسية المركزية في السياسة البرازيلية منذ أربعة عقود، قد سجل عودة لافتة بعدما دخل السجن بين العامين 2018 و2019 إلى أن الغيت ادانته بتهمة الفساد.

وهو المرشح المفضل في صفوف النساء والفقراء والكاثوليك وفي شمال شرق البلاد الريفي. في المقابل، يدعم الرجال والطبقات الميسورة ومؤيدو السلاح وأوساط الأعمال والانجيليين بولسونارو عموما.

وعلى الرئيس الجديد أن يتعامل مع برلمان أكثر يمينية منذ الانتخابات التشريعية في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، إذ يشهد تمثيلا قويا للحزب الليبرالي بزعامة بولسونارو.

التعليقات