محاولة اغتيال عمران خان والاتهام بالتآمر السياسيّ... باكستان تدخل "مرحلة خطرة"

تعتمد الحكومة بشكل متزايد على جيشها القوي من أجل بقائها، بحسب المحلل الذي أشار إلى "أنه وضع خطير - ليس للعملية الديمقراطية فحسب، ولكن للبلاد أيضا- خاصة في ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية"، لأن "مشاكل الفقر والجوع والتنمية لا تشكّل أولوية".

محاولة اغتيال عمران خان والاتهام بالتآمر السياسيّ... باكستان تدخل

أمام مشفى في لاهور حيث تلقى عمران خان العلاج (Getty Images)

دخل "الوضع السياسي في باكستان مرحلة خطرة"، بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق، عمران خان، والاتهام بالتآمر السياسي الذي أطلقه عقب ذلك، بحسب ما يرى محلّلون.

ونجا عمران خان من محاولة اغتيال، الخميس الماضي، بينما كان يتقدم مسيرة من مدينة لاهور نحو العاصمة إسلام أباد، شارك فيها الآلاف من أنصاره في إطار حملة للمطالبة بانتخابات جديدة، بعدما أُقصي من منصبه في الربيع.

عمران خان بعد نجاته من محاولة الاغتيال (Getty Images)

واتهم رئيس الوزراء السابق الذي أصيب بالرصاص في ساقيه، خليفته شهباز شريف، ووزير الداخلية رانا ثناء الله، وقائدا كبيرا في الجيش، بالتخطيط لاغتياله، وتحميل مسؤولية ذلك لمسلح مدفوع باعتبارات دينية.

"تكثر الشائعات في بلد له باع في الفوضى السياسية"

ونقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء عن المحلل توصيف أحمد خان، القول إن "الوضع السياسي في باكستان دخل مرحلة خطرة".

ويرى أحمد خان أنه "في بلد له باع في الفوضى السياسية، تكثر الشائعات".

ورغم إقصائه عن السلطة في نيسان/ أبريل، لا يزال خان يحظى بتأييد شعبي كبير.

(Getty Images)

وتعتمد الحكومة بشكل متزايد على جيشها القوي من أجل بقائها، بحسب المحلل الذي أشار إلى "أنه وضع خطير - ليس للعملية الديمقراطية فحسب، ولكن للبلاد أيضا- خاصة في ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية"، لأن "مشاكل الفقر والجوع والتنمية لا تشكّل أولوية".

ويهاجم خان وشريف بعضهما البعض منذ شهور، ويتبادلان الاتهامات بعدم الكفاءة والفساد، بلغة ونبرة يغلب عليهما الازدراء؛ لكن اتهام خان العلني لمسؤول عسكري يشكّل سابقة في غياب أي دليل لدعم مزاعمه التي نفتها الحكومة أيضا، معتبرة أنها "أكاذيب وتلفيقات".

ولطالما اعتُبر انتقاد المؤسسة العسكرية التي حكمت باكستان على مدى معظم تاريخها البالغ 75 عاما خطا أحمر، لكن خان لا يكف عن انتقادها، رغم صعوده منها إلى السلطة.

وحثّ الجيش في بيان، الجمعة، الحكومة على رفع دعوى تشهير ضد خان. كما تم استهداف مسؤولين في حزبه "حركة إنصاف الباكستانية".

مناصرون لعمران خان، خلال احتجاج بعد محاولة اغتياله (Getty Images)

وتمت ملاحقة البعض بالفعل بتهمة "إثارة الفتنة" واتهامات أخرى منذ مغادرة خان منصبه، بالإضافة إلى صحافيين مقربين من رئيس الوزراء السابق.

وحذّر المحلل السياسي أحمد خان من "حملة قد تستهدف الحزب"، مشيرا إلى أن حزب "إنصاف" قد ينقسم.

"الدولة فقدت شرعيّتها"

وفي حال خروج تظاهرات ضخمة مؤيدة للزعيم السابق، بهدف إظهار شعبيته أمام خصومه والجيش، فقد تكون النتيجة "فوضى ويأس وخيبة أمل".

وفي ظل هذا التوتر، من غير المرجح أن يتم التحقق بشكل سليم من الاتهامات المتبادلة ونفيها من كلا الجانبين، بحسب ما نقلت "فرانس برس" عن المحلل قيصر بنغالي.

(Getty Images)

وذكر بنغالي أن هذا يفسح المجال أمام نظريات المؤامرة، موضحا أن "الدولة فقدت شرعيتها... (وكذلك) الشرطة والقانون والمؤسسات الأخرى، وحتى القضاء".

وأضاف أن الجيش "يتساءل عما حدث وماذا يمكن أن يفعل" الآن.

التطرّف الدينيّ "سلاح يستخدمه حزب ’إنصاف’ والجيش والدولة"

ونفت الحكومة أي تورّط لها في محاولة الاغتيال، ووجهت أصابع الاتهام فيها إلى مسلح مدفوع باعتبارات دينية.

وتواجه باكستان منذ عقود جماعات إسلامية عنيفة مؤثرة بقوة على جزء كبير من السكان ذي الغالبية المسلمة.

ويقول خان إن خصومه يتهمونه بـ "تدنيس الدين أو النبي".

وأوضح بنغالي أن "التطرف الديني سلاح يستخدمه حزب ’إنصاف’ والجيش والدولة على حد سواء"، مضيفا: "لذلك تتجه الأمور نحو وضع خطير للغاية".

(Getty Images)

لكن الأزمة السياسية تخفي وراءها أخرى أكثر إلحاحا، ألا وهي الأزمة الاقتصادية.

وأشار المحلل الاقتصادي إلى أن "الدولة مفلسة وكل الموارد التي بحوزتها تم إنفاقها على الدين والدفاع ورواتب الموظفين".

وتابع: "مهما كانت الفتات المتوفرة، فإن السياسيين يتقاتلون (على ما تبقى)... ولهذا السبب أصبح الصراع تافهًا للغاية".

التعليقات