إيران: تصريحات شولتس وماكرون استفزازية ومدعاة للعار

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الأحد، تعليقا على تصريحات شولتس، إن ألمانيا تهرب من مسؤوليتها الدولية تجاه احترام سيادة الدول. وأضاف "ننصح السلطات الألمانية بإعادة العقلانية إلى أجواء العلاقات، ومنع المزيد من الارتباك في العلاقات".

إيران: تصريحات شولتس وماكرون استفزازية ومدعاة للعار

مظاهرات أوروبية مساندة للاحتجاجات في إيران (gettyimages)

استنكرت الخارجية الإيرانية التصريحات التي أدلى بها المستشار الألماني، أولاف شولتس، وتحدث فيها عن "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" في إيران، واعتبرتها "تدخلا استفزازيا وغير دبلوماسي" من قبل المسؤول الألماني.

كما انتقدت تصريحات نقلت عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعم فيها ما وصفها بـ"الثورة في إيران"، ووصفت هذا الموقف بأنه "مدعاة للأسف والعار".

وتأتي تصريحات المسؤولين الألماني والفرنسي بعد يومين فقط من تصريحات مشابهة لدبلوماسيين أوروبيين، قالوا فيها إن دول الاتحاد الأوروبي تؤيد فرض عقوبات جديدة على إيران، على خلفية تعاطي السلطات الإيرانية مع الاحتجاجات الشعبية التي تفجرت في البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني، أثناء احتجازها من قبل "شرطة الأخلاق" منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، بسبب مخالفتها قواعد اللباس.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الأحد، تعليقا على تصريحات شولتس، إن ألمانيا تهرب من مسؤوليتها الدولية تجاه احترام سيادة الدول.

وأضاف "ننصح السلطات الألمانية بإعادة العقلانية إلى أجواء العلاقات، ومنع المزيد من الارتباك في العلاقات".

ووجه شولتس انتقادات حادة إلى القيادة الإيرانية، وقال في رسالته الأسبوعية عبر الفيديو "ما نوع الحكومة التي تطلق النار على مواطنيها؟، من يتصرف بهذا الشكل يجب أن يتوقع مقاومتنا"، مضيفا "نريد مواصلة تكثيف الضغط على الحرس الثوري والقيادة السياسية".

وأتت تصريحات شولتس ردا على تهديدات إيرانية سابقة، حيث هدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مؤخرا بردود فعل تجاه ألمانيا، بعد انتقادات برلين لتصدي طهران العنيف للاحتجاجات.

وكتب عبد اللهيان عبر "تويتر"، قائلا إن "اتخاذ مواقف استفزازية وغير دبلوماسية لا يعد إشارة على الرقي أو الذكاء. يمكن لألمانيا أن تحسم أمرها باختيار المشاركة من أجل مواجهة تحديات مشتركة أو من أجل التصادم، وهنا سيكون ردنا مناسبا وحازما".

واشتدت حدة الخطاب بين برلين وطهران عقب نشوب الاحتجاجات المنتقدة للنظام في إيران، حيث ناقش البرلمان الألماني "بوندستاغ" طلبا من الكتل البرلمانية لأحزاب الائتلاف الحاكم، دعت فيه إلى دعم الاحتجاج في إيران من خلال فرض عقوبات إضافية على طهران وتحسين حماية المعارضين الفارين من هناك.

أما بشأن الموقف الفرنسي، اعتبر المتحدث الإيراني التصريحات التي نقلت عن ماكرين، وحديثه عن دعم "الثورة في إيران" تصرفات معادية ضد بلاده "ستنقش بلا شك في ذاكرة الشعب الإيراني العظيم".

كما استنكر لقاء الرئيس الفرنسي بأحد رموز المعارضة الإيرانية ورفاقه على هامش منتدى باريس للسلام، معتبرا أن اجتماعا كهذا يعد "انتهاكا صارخا لمسؤوليات فرنسا الدولية في مكافحة الإرهاب والعنف"، وفق تعبيره.

وتأتي هذه التصريحات، بعد يومين فقط من تأكيد دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي أن دول الاتحاد تؤيد فرض عقوبات إضافية على إيران، بسبب "حملة القمع" التي تشنّها على الاحتجاجات المناوئة للحكومة.

ومن المتوقع أن تطال الإجراءات العقابية 31 فردا وكيانا، من بينهم على سبيل المثال ممثلون كبار في الشرطة وقوات الباسيج شبه العسكرية، وسيتم منع الأفراد المستهدفين من السفر إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد أي أصول لهم داخل التكتل.

التعليقات