واشنطن تلجأ إلى الصين ومجلس الأمن ضد تصعيد كوريا الشمالية

وذكر أن هاريس دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث ملف كوريا الشمالية، وهو موقف سبق أن أعرب عنه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي للصحافيين.

واشنطن تلجأ إلى الصين ومجلس الأمن ضد تصعيد كوريا الشمالية

(Gettyimages)

ستطلب الولايات المتحدة الأميركية مساعدة الصين، الحليف الأبرز لكوريا الشمالية، لكبح جماح بيونغ يانغ التي اختبرت صاروخا قادرا على بلوغ البر الرئيسي الأميركي؛ حسب ما أفاد مسؤول اليوم، الجمعة.

وذكر مسؤول رفيع يرافق نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، في جولتها الآسيوية "سيكون ذلك بالتأكيد جزءا من دبلوماسيتنا في محاولة لإقناع الصين بالانضمام إلى الدول التي تدين ذلك علنا اليوم واستخدام نفوذها لإقناع كوريا الشمالية".

وأكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته الرواية اليابانية بأن الصاروخ كان بعيد المدى.

وقال إن "تحرّك اليوم شكّل تصعيدا إضافيا" إذ إن الصاروخ كان "قادرا على بلوغ الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى حول العالم".

وشاركت هاريس التي تحضر المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بانكوك، في جلسة الجمعة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ لكنها لم تعقد اجتماعا ثنائيا معه، بحسب المسؤول.

وذكر أن هاريس دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث ملف كوريا الشمالية، وهو موقف سبق أن أعرب عنه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي للصحافيين.

وقال المسؤول الأميركي إن "الولايات المتحدة تعتقد أن على مجلس الأمن عقد اجتماع ومناقشة هذه المسألة".

وأطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات، الجمعة، وفقا للجيش الكوري الجنوبي، هو الأحدث في سلسلة قياسية من عمليات الإطلاق الصاروخية خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت تتوقع سيول وواشنطن أن تكون بيونغ يانغ تستعد لإجراء تجربة نووية وشيكة.

وأفادت هيئة الأركان الكورية الجنوبية بأنها "رصدت صاروخا بالستيا طويل المدى مفترضا، جرى إطلاقه قرابة الساعة 10:15 صباحا (01:15 بتوقيت غرينتش) من منطقة سونان في بيونغ يانغ باتجاه البحر الشرقي".

من جهتها، أشارت طوكيو إلى أنّ الصاروخ قطع مسافة ألف كيلومتر وأن اليابان لم تحاول تدميره أثناء تحليقه. وأوضح وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا، أنّ الصاروخ وصل إلى أقصى ارتفاع يتمثّل بستة آلاف كيلومتر، مستنتجا أنّه "صاروخ بالستي من طراز آي سي بي ام (ICBM)، وهو من الأسلحة الأقوى في ترسانة كوريا الشمالية".

كذلك، قال رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا إنّ "الصاروخ البالستي الذي أطلقته كوريا الشمالية يبدو أنه سقط في منطقتنا الاقتصادية الخالصة غربي هوكايدو"، واصفا عملية الإطلاق الصاروخية هذه بأنها "غير مقبولة إطلاقا".

وبعد عدّة ساعات، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أنها أجرت مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، مباشرة بعد إطلاق الصاروخ.

وقالت الوزارة في بيان إنّ هذه المناورات "تؤكّد من جديد الإرادة الحازمة لليابان والولايات المتحدة للاستجابة لأيّ موقف (...) وتعزّز أيضا قدرات الردع والاستجابة للتحالف الياباني الأميركي".

ودانت الولايات المتحدة "بشدة" إطلاق الصاروخ قائلة إنه "يشكل انتهاكا صارخا للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي ويثير بلا داع توترا ومخاطر زعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة".

على الجانب الكندي، وصف رئيس الوزراء جاستن ترودو إطلاق الصاروخ بأنّه عمل "طائش". وقال للصحافيين "هذا غير مقبول أبدا ولا يمكن أن يستمر".

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنّ إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي "يستدعي ردا حازما وموحدا من المجتمع الدولي".

وقالت في بيان "هذا الانتهاك الجديد لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر على كوريا الشمالية القيام بأيّ نوع من الإطلاق باستخدام تقنيات بالستية" هو "استفزاز جديد ... يشكّل تهديدا خطيرا للاستقرار الإقليمي وللأمن الدولي".

وفي 3 تشرين الثاني/نوفمبر، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات، لكن عملية الإطلاق هذه باءت بالفشل على ما يبدو وفقا لسيول وطوكيو. وكانت بيونغ يانغ انتهكت في آذار/مارس الماضي ما فرضته على نفسها في العام 2017 من وقفٍ اختياري لإطلاق هذا النوع من الصواريخ البعيدة المدى.

وأطلقت كوريا الشمالية أيضا صاروخا بالستيا قصير المدى الخميس، بعد ساعات على تحذير وزير خارجيتها من رد "شرس" على تعزيز التحالف الأمني بين سيول وطوكيو وواشنطن.

وكثفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان مناوراتها العسكرية المشتركة في الأشهر الأخيرة في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية التي ترى في هذه المناورات تدريباتٍ على غزو لأراضيها أو قلب نظامها.

خلال اجتماع عقد الثلاثاء على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، حاول الرئيس الأميركي إقناع نظيره الصيني شي جينبينغ بالتدخل لدى كوريا الشمالية حتى تتخلى عن إجراء تجربة نووية.

وكان بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك-يول ورئيس الوزراء الياباني كيشيدا قد وعدوا الأحد برد "قوي وحازم" إذا أجرت بيونغ يانغ هذه التجربة التي ستكون، في حال حصولها، الأولى لكوريا الشمالية منذ العام 2017 والسابعة في تاريخها.

ونددت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي الخميس بتلك الاجتماعات بين الزعماء، قائلة إنها "تُدخِل الوضع في شبه الجزيرة الكورية في مرحلة لا يمكن التنبؤ بها".

وشددت تشوي على أنه كلّما حاولت واشنطن تعزيز تحالفها الأمني مع طوكيو وسيول "سيكون رد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أشد شراسة"، مستخدمة الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.

وأطلقت كوريا الشمالية دفعة غير مسبوقة من المقذوفات أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، بينها صاروخ بالستي سقط قرب المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية التي ندد رئيسها يون بـ"غزو" لأراضي بلاده.

وفي الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر أطلقت 23 صاروخا أي أكثر مما أطلقت طوال سنة 2017 حين تبادل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب التهديدات.

وفي أيلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر، أطلقت بيونغ يانغ عدة صواريخ، حلق أحدها فوق اليابان للمرة الأولى منذ خمس سنوات. وقدم النظام الكوري الشمالي هذه التجارب على أنها محاكاة لضربات "نووية تكتيكية" ضد أهداف في كوريا الجنوبية.

يقول محللون إن كوريا الشمالية التي يُمنَع عليها بموجب قرارات الأمم المتحدة إطلاق صواريخ بالستية، قد أصبحت أكثر جرأة بسبب احتمال إفلاتها من أي عقوبات أخرى قد تُفرض عليها، بسبب الانقسامات في مجلس الأمن.

من جهتها، اتهمت روسيا الجمعة الولايات المتحدة بـ"اختبار صبر" بيونغ يانغ بعد إطلاق الصاروخ. وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن موسكو تبقى "وفية" للبحث عن حل "دبلوماسي" لشبه الجزيرة الكورية لكن "الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة (...) يفضلون مسارًا مختلفًا (...) كما لو أنهم يختبرون صبر بيونغ يانغ". واضاف "نحن نراقب الوضع بقلق".

التعليقات