إيران تندد بـ"صمت" المجتمع الدولي في ظل الاحتجاجات

وأضافت الوزارة أن "الصمت المتعمّد للمروّجين الأجانب للفوضى والعنف في إيران، في مواجهة العمليات الإرهابية... ليس له نتيجة سوى تشجيع الإرهابيين وتعزيز الإرهاب في العالم".

إيران تندد بـ

(Gettyimages)

نددت إيران، السبت، بـ"صمت" المجتمع الدولي بعد هجمات دامية شهدتها عدة مدن إيرانية، ووصفتها بأنها أعمال "إرهابية".

يأتي هذا التنديد مع استمرار التظاهرات في أنحاء البلاد، والتي اندلعت على إثر وفاة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر، وفي الوقت الذي أكد فيه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أنّ "الذين يعملون وراء الكواليس أضعف من أن يضرّوا بالنظام".

وتتهم طهران، التي تعتبر معظم هذه التظاهرات "أعمال شغب"، قوات خارجية بالوقوف وراء حركة الاحتجاج في محاولة لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان نشرته وكالة أنباء "إرنا" إنّ "الشعب الإيراني والمجتمع الدولي شهدا في الأيام الأخيرة أعمالا إجرامية من قبل مجموعة من الإرهابيين لا تعرف الرحمة ضدّ المواطنين الأبراء والمدافعين عن أمن إيران في مدن إيذه وأصفهان ومشهد".

وأضافت الوزارة أن "الصمت المتعمّد للمروّجين الأجانب للفوضى والعنف في إيران، في مواجهة العمليات الإرهابية... ليس له نتيجة سوى تشجيع الإرهابيين وتعزيز الإرهاب في العالم".

وقُتل عشرة أشخاص، الأربعاء، بينهم امرأة وطفلان، إضافة إلى ضابط في الشرطة، خلال هجومين منفصلين في إيذه وأصفهان، وفقا لوسائل إعلام ومصدر طبي. وعزت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الهجوم إلى "إرهابيين".

وفي مشهد، قُتل اثنان من أفراد قوات الباسيج شبه العسكرية طعنا، الخميس، أثناء محاولتهما التدخّل ضدّ "مثيري الشغب"، بحسب وكالة "إرنا". وأعلن جهاز السلطة القضائية، السبت، عن اعتقال المنفّذ المفترض للهجوم.

وقالت وزارة الخارجية "من واجب المجتمع الدولي... إدانة الأحداث الإرهابية الأخيرة في طهران".

من جهة أخرى، اتهمت إيران، السبت، "أعداءها" بالسعي لممارسة "ضغوط قصوى" عليها، في الوقت الذي تشهد فيه المحادثات لإحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 تعثّرا.

وقال وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان "في الأيام الأخيرة والأسابيع الأخيرة، حاول أعداء إيران التأثير على الوضع الداخلي الإيراني".

واعتبر أنّ تصرّفاتهم "أدّت إلى الهجمات الإرهابية في شيراز وإيذه".

وقُتل 16 شخصا في 26 تشرين الأول/أكتوبر في هجوم على مرقد شيعي في شيراز الواقعة في جنوب إيران، تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته.

وقال عبداللهيان خلال مؤتمر صحافي في طهران مع نظيره العماني بدر البوسعيدي "نعتبر أن هذه الأحداث تتماشى مع الضغوط القصوى لأميركا والدول الأوروبية الثلاث ضدّ الشعب الإيراني"، مشيرًا إلى قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الذي ينتقد إيران وتبنّاه الخميس مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال "قبل أسبوعين، أجرى وفد يضمّ مسؤولين من وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية اجتماعاً بنّاءً مع رافاييل غروسي" المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف "ولكن فجأة، من أجل التأثير على الوضع الداخلي وممارسة الضغوط القصوى واستمرارا لسياسة النفاق، وضعت الولايات المتحدة قرارا ضدّ إيران على الطاولة واستغلت الوكالة مرة أخرى".

وفي السياق ذاته، نقل التلفزيون الرسمي عن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي السبت قوله "سعى هؤلاء الذين يتصرّفون من وراء الكواليس لإخراج الناس إلى الشوارع لكنّهم لم ينجحوا... الآن يحاولون .. إرهاق السلطات. إنهم مخطئون لأنّ أفعالهم تجعل الناس متعبين، وبالتالي يكرهونهم أكثر".

وأضاف "هذه الحوادث والجرائم والدمار تخلق مشاكل للناس والتجّار، لكن أولئك الذين يعملون وراء الكواليس أضعف من أن يضرّوا بالنظام، وسوف يفشلون".

وأكد أنه "يجب (عبر القضاء) معاقبة مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير ومحاولات إشعال الحرائق في المحلات التجارية وسيارات التجّار والناس على أساس جرائمهم".

وأشار إلى أنّ "العدو فشل حتى الآن، لكن يمكنه السعي للوصول إلى قطاعات مختلفة من السكان مثل العمّال والنساء. لن ينجحوا لأنّ كرامة (النساء والعمّال) أسمى بكثير من أن ينضمّوا إلى الأشخاص الذين يخدعونهم".

التعليقات