خامنئي يتوعد "المتمردين" واعتقال ابنة اخته لإدانتها النظام

نقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي -أثناء استقباله أعضاء من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري- اتهامه للمتظاهرين بأنهم "مجموعة من الجهلة، أو جنود مأجورون".

خامنئي يتوعد

دعا الحرس الثوري الإيراني، اليوم ،"المغرر بهم إلى العودة لحضن الأمة" (أ.ب)

وجه الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، نداء جديدا للمشاركين في المظاهرات المستمرة بالبلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها بمركز للشرطة في سبتمبر/أيلول الماضي، في حين تعهد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بالتصدي "للمتمردين"، فيما اعتقلت السلطات الإيرانية ابنة شقيقة خامنئي بعدما سجّلت مقطع فيديو تصف فيه السلطات التي يقودها خالها بـ"النظام المجرم وقاتل الأطفال".

تتحدر فريدة مرادخاني من فرع من العائلة يملك سجلا في معارضة القيادة الدينية الإيرانية، وقد سجنت في السابق في البلاد.

وكتب شقيقها محمود مرادخاني على تويتر أنها اعتقلت، الأربعاء الماضي، بعدما توجهت إلى مكتب المدعي العام بناء على استدعائها.

بعد ذلك، نشر شقيقها، أمس السبت، مقطع فيديو على يوتيوب مع رابط له شاركه على تويتر، نددت فيه بـ"القمع والواضح والصريح" الذي يتعرض له الإيرانيون، وانتقدت تقاعس المجتمع الدولي.

وقالت "أيها الأحرار، كونوا معنا! قولوا لحكوماتكم أن تكفّ عن دعم هذا النظام المجرم وقاتل الأطفال".

وأضافت "هذا النظام ليس مخلصا لأي من مبادئه الدينية ولا يعرف أي قانون أو حكم سوى القوة والحفاظ على سلطته بأي طريقة ممكنة".

لم يكن من الواضح متى تم تسجيل هذا الفيديو.

واشتكت مرادخاني من أن العقوبات التي فرضت على النظام بسبب حملته القمعية كانت "مثيرة للضحك"، معتبرة أن الإيرانيين تركوا "بمفردهم" في كفاحهم من أجل الحرية.

مرادخاني هي ابنة بدري أخت خامنئي التي اختلفت مع عائلتها في الثمانينيات وهربت إلى العراق في ذروة الحرب بين البلدين. وانضمت إلى زوجها رجل الدين المعارض علي طهراني، الذي ولد باسم علي مرادخاني أرانغيه.

واكتسبت مرادخاني شهرة كناشطة مناهضة لعقوبة الإعدام، كما اعتقلت سابقا في كانون الثاني/يناير من هذا العام.

ويأتي هذا الاعتقال بعد مؤتمر عبر الفيديو في تشرين الأول/أكتوبر 2021 ،أشادت فيه بفرح ديبا، أرملة الشاه محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به الثورة الإسلامية في العام 1979.

وقالت وكالة أنباء ناشطي حقوق الإنسان (HRANA) إنه تم الإفراج عنها بكفالة في نيسان/أبريل، وإن اعتقالها الأربعاء الماضي بدأ في إطار قضاء عقوبة بالسجن 15 عاما.

ولم تتضح التهم الموجهة إليها على الفور. بحسب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فقد اعتقل حوالي 14 ألف شخص على خلفية الاحتجاجات التي بدأت بعد وفاة مهسا أميني التي اعتقلتها شرطة الأخلاق.

وقتل ما لا يقل عن 416 شخصا، بينهم 51 طفلاً، في حملة القمع، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من النروج مقرا.

الاحتجاجات تتواصل في إيران

وقد دعا الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد ،"المغرر بهم إلى العودة لحضن الأمة" على حد قوله.

وتواصلت المظاهرات في عدد من الجامعات الإيرانية احتجاجا على وفاة الشابة أميني.

ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي، أمس السبت، مشاهد عن تنظيم طلاب في جامعة "أمير كبير" للتكنولوجيا بالعاصمة طهران، اعتصاما في الجامعة احتجاجا على اعتقال السلطات عددا من زملائهم.

وشدد الطلاب على أنهم سيواصلون الاعتصام ومقاطعة دخول قاعات الامتحانات إلى أن تستجيب السلطات الإيرانية لمطالبهم بالإفراج عن زملائهم المعتقلين ووقف فصل الطلاب من الجامعات.

ونشر اتحاد طلاب المنظمات الإسلامية تدوينة على حسابه في تليغرام، أكد فيها أن طلبة جامعة العلوم والثقافة بطهران نظموا احتجاجا تضامنيا مع أبناء محافظة كردستان التي تتواصل فيها المظاهرات على خلفية مقتل أميني منددا بـ "قتل قوات الأمن للمتظاهرين في المحافظة".

بالمقابل، أشاد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بالمتطوعين المنضمين إلى صفوف الحرس الثوري، من أجل "قمع المظاهرات في البلاد".

ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي -أثناء استقباله أعضاء من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري- اتهامه للمتظاهرين بأنهم "مجموعة من الجهلة، أو جنود مأجورون".

وأثنى على أهمية دور الباسيج في قمع المظاهرات، ودعا إلى معاقبة من وصفهم بـ"المتمردين والإرهابيين".

ومنذ 16 أيلول الماضي، تتواصل الاحتجاجات في أنحاء إيران ردا على وفاة الشابة أميني بعد 3 أيام على توقيفها لدى شرطة الأخلاق المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.

التعليقات