إجراءات أمنية مشددة في إسبانيا بعد إرسال مغلفات ملغومة إحداها لرئيس الوزراء

أكدت وزارة الداخلية الإسبانية تسلم مكتب رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، رسالة تحتوي على عبوة متفجرة "مشابهة" للرسائل التي وصلت للسفارة الأوكرانية ولشركة تصنيع أسلحة إسبانية، الأربعاء، ولقاعدة جوية، اليوم الخميس.

إجراءات أمنية مشددة في إسبانيا بعد إرسال مغلفات ملغومة إحداها لرئيس الوزراء

إجراءات أمنية حول السفارة الأوكرانية في مدريد (Getty Images)

كشفت السلطات الإسبانية، اليوم الخميس، أن رسالة مفخخة تحمل مواصفات "مماثلة" لتلك التي انفجرت أمس، الأربعاء، في السفارة الأوكرانية في مدريد، أرسلت الأسبوع الماضي إلى رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، كما أفادت بوصول طردين مفخخين إلى مبنى وزارة الدفاع وقاعدة توريخون دي أردوز الجوية العسكرية.

وأفادت السلطات بأن خبراء المفرقعات فككوا رسالة ملغومة خامسة، مع تشديد الأمن في إسبانيا لمواجهة موجة من العبوات الناسفة التي أرسلت لأهداف رفيعة المستوى من بينها رئيس الوزراء وسفير أوكرانيا في مدريد. وكانت الطرود موجهة لرؤساء الجهات المرسلة إليها.

وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية حول المباني العامة والدبلوماسية في جميع أنحاء البلاد بعد سلسلة الرسائل الملغومة، فيما قال كاتب الدولة لشؤون الأمن بوزارة الداخلية الإسبانية، رافائيل بيريز، إن "محتويات جميع الطرود في الحالات الخمس متشابهة".

وأوضح بيريز في مؤتمر صحافي بمقر الوزارة أن الطرود تحوي "مواد حارقة محلية الصنع"، ولفت إلى أن جميع الطرود مرسلة من داخل الأراضي الإسبانية. بدوره، أكد نائب وزير الداخلية أن المؤشرات الأولية توحي بأن جميع العبوات الخمس مرسلة من داخل إسبانيا.

وأضاف وزير الدولة المسؤول عن الأمن، رافائيل بيريث، أن العبوات المصنوعة يدويا أرسلت في طرود بنية اللون غير متفجرة بل تحتوي على مسحوق قابل للاشتعال وسلك تفجير يشعلان "ألسنة لهب مفاجئة". وأكد أن الطرود كانت موجهة لرؤساء الجهات المرسلة إليها.

تشديد إجراءات الأمن في إسبانيا (Getty Images)

وقال بيريث إن إحدى العبوات اشتعلت وأصابت فرد أمن بالسفارة الأوكرانية في مدريد، بينما أشعل أفراد الأمن ثلاثة طرود أخرى في بيئة محكومة وتُركت إحداها سليمة لفحصها. وتابع أنه "يبدو أنها جميعا مرسلة من داخل البلاد لكننا نستند في هذا التخمين على الفحص الأولي بالعين المجردة، دون أن يكون لدينا بعد تقرير فني مستفيض".

وأضاف أن الأمر لا يبدو أنه يستدعي انعقاد اللجنة الأمنية لتقييم الحاجة لرفع مستوى التهديد الإرهابي في إسبانيا، وهو حاليا عند ثاني أعلى مستوى، بعد هجمات لجهاديين في أنحاء أوروبا على مدار السنوات العشر الماضية.

وأوضح مصدر مطلع على التحقيق، تحدث لوكالة "رويترز"، أنه في حين أن تلك العبوات مصنوعة يدويا فإنها "ليست شيئا يمكن لأي شخص أن يصنعه"، مضيفا أن المحققين يحاولون حاليا تتبع مصدر محتويات تلك الطرود.

وقال مصدر قضائي إن المحكمة العليا الإسبانية المتخصصة في قضايا الإرهاب فتحت تحقيقا.

وقالت وزارة الداخلية في بيان إن "ظرفًا يحتوي على مواد نارية" وموجها "إلى رئيس الحكومة بيدرو سانشيز"، تم "كشفه وإبطاله من قبل الأجهزة الأمنية لرئاسة الحكومة" في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية، عن اعتراض رسالة جديدة "مشبوهة"، اليوم، مخبأة في ظرف أرسل بالبريد إلى قاعدة عسكرية جوية كبيرة بالقرب من مدريد. وقالت الوزارة "بين الساعة الثالثة والرابعة صباحا، عثرت أنظمة الأمن في قاعدة توريخون دي أردوز الجوية، على ظرف يحتوي على مواد مثيرة للشبهة".

حراسة مشددة عند المدخل الرئيسي لقاعدة توريخون دي أردوز الجوية (Getty Images)

وأضافت أن "أفراد الشرطة الوطنية والحرس المدني توجهوا إلى القاعدة لتأمين المنطقة ومحققي الشرطة يقومون بتحليل هذا الظرف الذي كان موجها إلى مركز الأقمار الاصطناعية" تابع للاتحاد الأوروبي داخل القاعدة الجوية القريبة من مدريد.

وتستخدم هذه القاعدة التي تقع بالقرب من مدريد، خصوصا لسفر أعضاء الحكومة الإسبانية بالطائرات.

ويقدم مركز الأقمار الاصطناعية، الذي أرسلت إليه العبوة المتفجرة المشتبه بها، دعما للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي من خلال جمع المعلومات من أنظمة الاستخبارات الفضائية، وفقا لموقعه الإلكتروني عبر الإنترنت.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، وصف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، هذه الأنظمة بأنها "عيون أوروبا".

وأصيبت موظفة في السفارة الأوكرانية في مدريد بجروح طفيفة، الأربعاء، في انفجار رسالة داخل السفارة، وفق ما أفاد مصدر في الشرطة الاسبانية.

وكانت الشرطة الأسبانية قد أعلنت العثور على رسالة ملغومة أخرى موجهة إلى شركة "إنستالازا" للأسلحة في سرقسطة شمال شرق إسبانيا. وتقوم شركة إنستالازا بتصنيع قاذفات الصواريخ (سي90) التي أرسلتها إسبانيا إلى أوكرانيا.

التعليقات