بوتين يقرّ بنزاع "طويل الأمد" في أوكرانيا: "التهديد بحرب نوويّة يتزايد"

بعد عدة تهديدات صدرت عن مسؤولين روس في الأشهر الماضية، ألمح بوتين اليوم، إلى أن موسكو لن تستخدم السلاح النووي إلا ردا على هجوم من هذا النوع.

بوتين يقرّ بنزاع

الرئيس الروسي، بوتين، خلال الاجتماع المتلفز (Getty Images)

أقرّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، بأن النزاع في أوكرانيا "طويل الأمد"، ملمحا في الوقت نفسه إلى أنه لن يستخدم السلاح النووي.

وقال بوتين خلال اجتماع متلفز مع المجلس الروسي للمجتمع المدني وحقوق الإنسان، القريب من الكرملين: "لم نصبح مجانين، نعلم ما هي الأسلحة النووية".

والرئيس الروسي الذي نفى على الدوام رغبته في السيطرة على أراض جديدة في أوكرانيا، برّر مرة جديدة الحرب التي بدأها قبل أكثر من تسعة أشهر. وأضاف: "في ما يتعلق بالعملية الطويلة لنتائج العملية العسكرية الخاصة، فهي بالطبع عملية طويلة".

وأُرغمت روسيا على التراجع في الربيع عن كييف، ثم في الخريف من عدة مناطق أخرى.

الرئيس الروسي، بوتين، خلال الاجتماع المتلفز (Getty Images)

وفي رده إلى أحد المتحدثين، قال بوتين، اليوم: "ظهرت أراض جديدة"، وهذا يُعد "نتيجة مهمة بالنسبة إلى روسيا".

وأضاف: "أصبح بحر آزوف بحرا داخليا، وهذا أمر جدي" في إشارة إلى البحر المتاخم لروسيا ولجنوب شرق أوكرانيا الذي باتت تسيطر عليه موسكو بالكامل.

من جانب آخر، أعلن بوتين في أيلول/ سبتمبر عن ضم أربع مناطق أوكرانية أخرى، رغم أن السيطرة الروسية عليها، ليست سوى جزئية، فيما تجري معارك بشكل شبه يومي.

وهذا الشهر، اضطر الجيش الروسي إلى الانسحاب من خيرسون، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، في تراجع تلاه التراجع في أيلول/ سبتمبر من شمال شرق أوكرانيا.

ولطالما نفى الكرملين أن هجومه على أوكرانيا يهدف إلى السيطرة على مناطق جديدة، مؤكدا أنه يريد الدفاع عن السكان الناطقين بالروسية وإنهاء التحالف بين كييف والغرب الذي ترى فيه روسيا تهديدًا.

"التهديد بحرب نوويّة يتزايد"

وبعد عدة تهديدات صدرت عن مسؤولين روس في الأشهر الماضية، ألمح بوتين اليوم، إلى أن موسكو لن تستخدم السلاح النووي إلا ردا على هجوم من هذا النوع.

وقال الرئيس الروسي: "نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع. (اللجوء اليها) يستند إلى ما نسميه 'الرد انتقاما': إذا تعرضنا لضربة، نضرب ردا على ذلك".

ولكنه كشف أن "التهديد بحرب نووية يتزايد"، نظرا للمواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محملا الأميركيين والأوروبيين مسؤولية ذلك.

وقبل دقائق قليلة من ذلك، وخلال هذا الاجتماع المتلفز، تطرق بوتين إلى تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط المدنيين، مشيرا إلى أن روسيا نشرت نصفهم فقط في أوكرانيا.

وأوضح بوتين أن "من بين 300 ألف من مقاتلينا الذين تمت تعبئتهم ورجالنا والمدافعين عن الوطن، يوجد 150 ألفًا في منطقة العمليات"، مضيفًا أن 77 ألفًا منتشرون بشكل مباشر في مناطق القتال. وما زال الآخرون في طور التدريب في روسيا.

وكان الإعلان عن التعبئة، قد أثار موجة نزوح للروس نحو الخارج، وكشف عن مشاكل التجهيز الخطيرة التي يواجهها الجيش.

وتعهد بوتين مجددا أنه لن تكون هناك موجة ثانية من التعبئة.

مقتل مدنيين أوكرانيين

وميدانيا، تواصل القصف اليوم مع مقتل ستة مدنيين وإصابة خمسة في ضربة روسية على مدينة كوراخوفي التي تبعد 50 كلم غرب دونتيسك في شرق أوكرانيا، حيث يتركز القسم الأكبر من المعارك حاليا.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن "الإرهابيين هاجموا مدينة خوراكوفي المسالمة. تعرضت سوق ومحطة حافلات ومحطات وقود ومبان سكنية لضربات. قتل ستة مدنيين على الأقل وأصيب خمسة بجروح"، واصفا القوات الروسية بأنها "غير إنسانية".

وقبل ذلك بيوم، قُتل ستة مدنيين في دونيتسك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ 2014، في ضربات أوكرانية بحسب السلطات المحلية.

وأمام النكسات الميدانية قرر الكرملين منذ تشرين الأول/ أكتوبر تركيز الهجمات على منشآت الطاقة الأوكرانية، وحرم السكان من الكهرباء والمياه والتدفئة، في وقت تدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وأطلق الجيش الروسي نحو 70 صاروخا على البنى التحتية الأوكرانية، أول من أمس الإثنين، لكنه لم يتسبب سوى بدمار معتدل بحسب كييف، التي قالت إنها اعترضت 60 من هذه الرؤوس بفضل دفاعاتها الجوية التي قدمها الحلفاء الغربيون جزئيا.

التعليقات