إيران تسعى لتحريك مباحثات الاتفاق النووي

قال وزير الخارجية الإيراني، الذي سيمثّل بلاده في القمة الإقليمية التي تنعقد في الأردن، إن هذه المحطة "ستشكّل فرصة جيدة بالنسبة إلينا لاستكمال هذه المباحثات". وكرر أمير عبد اللهيان تحميل بلاده الطرف الآخر خصوصا الولايات المتحدة، مسؤولية عدم انجاز المباحثات.

إيران تسعى لتحريك مباحثات الاتفاق النووي

توضيحية من طهران (Getty Images)

رأى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الإثنين، أن القمة الإقليمية التي يستضيفها الأردن هذا الأسبوع قد تشكّل "فرصة" لتحريك المباحثات المتعثرة بشأن إحياء الاتفاق النووي، فيما أجرى مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، دون أن يتضح إذا ما أفضت هذه المباحثات إلى معالجة الخلاف المتعلق بآثار اليورانيوم في مواقع غير معلنة.

ويستضيف الأردن اعتبارا من يوم غد، الثلاثاء، قمة إقليمية تجمع العراق ودول الجوار إضافة إلى فرنسا، ومن المقرر أن يحضرها وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ومعاونه إنريكي مورا، الذي تولى التنسيق المباشر لمباحثات النووي بين إيران والقوى الدولية الموقعة على الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وقال وزير الخارجية الإيراني، الذي سيمثّل بلاده في القمة، إن هذه المحطة "ستشكّل فرصة جيدة بالنسبة إلينا لاستكمال هذه المباحثات". وكرر أمير عبد اللهيان تحميل بلاده الطرف الآخر خصوصا الولايات المتحدة، مسؤولية عدم انجاز المباحثات.

مورا وكبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني (Getty Images)

وأبدى أمله في حصول "تغيير في المقاربة الأميركية التي شهدناها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وأن يتصرف الجانب الأميركي بطريقة واقعية"، داعيا للاختيار "بين النفاق وبين طلب إنجاز اتفاق وعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، الاسم الرسمي للاتفاق النووي.

وخلال الأسابيع الماضية، تراجع التركيز على ملف المباحثات النووية في العلن بينما تشهد إيران منذ 16 أيلول/ سبتمبر، احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، على خلفية عدم التزامها قواعد اللباس الصارمة. وأثارت التحركات توترا إضافيا بين إيران ودول غربية عدة أبدت دعمها للمحتجين وفرضت عقوبات على طهران بسبب "قمع" السلطات للاحتجاجات.

مسؤولو وكالة الطاقة الذرية يغادرون إيران... النتيجة غير واضحة

وشكّل العثور في مراحل سابقة على آثار يورانيوم في مواقع لم تصرّح إيران بأنها شهدت أنشطة نووية، نقطة تباين أساسية خلال المباحثات. وتطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران منذ أشهر، بتقديم ايضاحات بشأن العثور على هذه المواد في ثلاث منشآت على أراضيها.

وفي إطار استكمال البحث بهذا الملف، زار وفد من الوكالة التابعة للأمم المتحدة، طهران حيث عقد لقاءات مع مسؤولين بينهم رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، وفق وكالة "إيسنا".

وأوضحت الوكالة في وقت سابق، اليوم، أن الوفد الذي ترأسه نائب المدير العام، ماسيمو أبارو، "غادر (...) طهران صباح اليوم إلى فيينا بعد زيارة استغرقت يوما واحدا"، مشيرة إلى أنه ناقش مع الجانب الإيراني خلالها "قضايا الضمانات (...) والتعاون والبرامج المستقبلية المشتركة".

أمير عبد اللهيان وبوريل (Getty Images)

وتثير قضية المواقع توترا بين إيران، وكل من الوكالة ودول غربية. ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، انتقد مجلس محافظي الوكالة مرتين عدم تعاون إيران في هذه المسألة. وردت طهران في الأولى بوقف العمل بكاميرات مراقبة عائدة للوكالة في منشآتها، وقامت عقب الثانية بالمباشرة بإنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% في منشآة فوردو.

وسبق للغربيين ان انتقدوا طلب إيران إغلاق ملف المواقع غير المعلنة قبل إحياء الاتفاق النووي، ودعوها للتعاون مع الوكالة لحلها من خلال توفير أجوبة تقنية موثوقة. من جهتها، تعتبر طهران القضية "مسيّسة" وجزءا من اتهامات ضدها.

وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية، بأن المستشار الكبير للمرشد الأعلى، كمال خرازي، قال في مؤتمر بالعاصمة طهران إن موضوع الضمانات النووية هي القضية العالقة المتبقية لإحياء الاتفاق النووي.

ونقلت الوكالة عنه قوله إن "إيران مستعدة للعودة إلى التزاماتها حسب الاتفاق النووي. الكثير من المشكلات في المفاوضات وجدت طريقها إلى الحل والقضية الوحيدة المتبقية الآن هي الضمانات".

وأضاف أنه "نأمل أن تُحل هذه المسألة أثناء زيارة وفد الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) إلى طهران".

من جانبها، أفادت وكالة أنباء "الطلبة" الإيرانية، بأن وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرى محادثات مع فرق إيرانية واجتمع مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي. وأضافت الوكالة أن الجانبين تبادلا وجهات النظر بخصوص "التعاون والبرامج المشتركة المستقبلية إضافة إلى القضايا ذات الصلة بالضمانات".

الصحف الإيرانية ترصد تطورات المحادثات النووية (Getty Images)

ولم تذكر وسائل الإعلام الإيرانية التي أوردت خبر زيارة مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما إذا كانوا قد عالجوا المأزق المتعلق بآثار اليورانيوم في مواقع غير معلنة، أو أن الخلافات ظلت على ما هي عليه دون زحزحة في مواقف الجانبين أو التوصل إلى تسوية.

وكان إسلامي قد صرّح الأسبوع الماضي بأنه يأمل أن تساعد الزيارة في حل القضايا العالقة بين الجانبين.

وأبرمت إيران مع قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا) في عام 2015، اتفاقا بشأن برنامجها النووي أتاح رفع عقوبات عنها لقاء خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه أحاديا عام 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران التي ردت بالتراجع تدريجا عن معظم التزاماتها.

وبدأت إيران وأطراف الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحيائه في نيسان/ أبريل 2021. وتعثر التفاوض مطلع أيلول/ سبتمبر 2022، مع تأكيد الأطراف الغربيين أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم كان "غير بنّاء".

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام الماضي إن إيران فشلت في تفسير سبب وجود آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في عدة مواقع غير معلنة، والتي قالت الوكالة إنها أثرت على قدرتها على القول ما إذا كان العمل النووي الإيراني جزءا من مشروع للطاقة السلمية كما تؤكد طهران دائما.

التعليقات