ما علاقة "تيك توك" بالأمن القومي الأميركي؟

أثيرت تسؤلات حول علاقة "تيك توك" بالأمن القومي الأميركي، وطبيعة الحجج التي يطرحها المعارضون لاستخام "تيك توك" في الولايات المتحدة، وهل ما إذا كانت هذه الحجج كافية لحظره أميركيا أو إرغام الشركة الأم على بيع التطبيق إلى شركة محلية؟ 

ما علاقة

(Getty Images)

تتزايد التحذيرات في الولايات المتحدة من تطبيق "تيك توك" ومن المخاطر التي تشكلها روابطه مع الصين على الأمن القومي، بحسب منتقديه، وسط تصعيد الإجراءات الولايات والبرلمانات الأميركية، في مسعى لحظر البرنامج على نطاق واسع.

وأثارت هذه الإجراءات التسؤلات حول علاقة "تيك توك" بالأمن القومي الأميركي، وطبيعة الحجج التي يطرحها المعارضون لاستخام "تيك توك" في الولايات المتحدة، والداعين إلى حظره، وهل ما إذا كانت هذه الحجج كافية لحظره أميركيا أو إرغام الشركة الأم على بيع التطبيق إلى شركة محلية؟

تعتمد منصة "تيك توك"، على غرار منافساتها "إنستغرام" و"سناب شات" و"يوتيوب" بشكل كبير على تداول بيانات مستخدميها، وغالبيتهم من الشباب الذين لا يكترثون كثيرًا لهذا الأمر.

ويساور منتقدو "تيك توك" القلق من وصول هذه البيانات إلى شركة "بايت دانس" (الشركة الأم) التي تخضع نظريًا لسيطرة الحزب الشيوعي الصيني.

إلا أن بعض الخبراء يعتبرون أن هذه المخاوف مبالغ فيها، مشيرين إلى أن العديد من الجهات الخبيثة يمكنها الوصول إلى هذه البيانات بغض النظر عمن يملك المنصة.

وأوضح الباحث في كلية السياسة العامة بجامعة ديوك، جاستن شيرمان، أنه "إذا كنا نتحدث عن البيانات المتعلقة بالمواطنين الأميركيين، فلا توجد قونين تنظمها... هناك القليل جدًا من اللوائح التنظيمية".

خلال جلسة استماع للجنة الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ حول أمن البيانات على "تيك توك" و"سناب تشات" (Getty Images)

وأضاف "تقوم الشركات باستمرار بجمع كميات هائلة من البيانات، سواء كانت شركات أميركية أو أجنبية". وتؤكد "تيك توك"، بحسب ما أعلنت هذا العام، أنها ستخزن جميع المعلومات المتعلقة بالمستخدمين الأميركيين، في الولايات المتحدة.

ومثل جميع التطبيقات، من المحتمل أن يؤمن "تيك توك" الوصول إلى البيانات والميزات الأخرى على هاتف المستخدم.

وفي هذا السياق، قال المختص في أمن المعلومات والمدير العام لـ Cyber Threat Alliance، مايكل دانيال، إنه "عندما تقوم بتنزيل تطبيق على الهاتف، فمن الممكن استخدام هذا التطبيق للوصول إلى أشياء أخرى" في الهاتف.

وأوضح المنسق السابق للأمن السيبراني في مجلس الأمن القومي الأميركي، أنه من خلال التطبيق يمكن لمشغل خبيث على وجه الخصوص "تفعيل الميكروفون أو الكاميرا الخاصة بهذا الجهاز من دون أن يعلم المستخدم بذلك".

وأشار مسؤول الإستراتيجيات الأمنية في شركة Cato Networks للأمن السيبراني، إيتاي ماور، إلى برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية، ويستخدمه بعض القادة السياسيين لمراقبة المعارضين.

وأوضح "مع تيك توك، قد نقوم بتثبيت الإصدار الصيني من ‘بيغاسوس‘ على هواتفنا الذكية"، مضيفًا "أعتقد أن هذا هو ما يقلق الحكومة في الولايات المتحدة".

ومن المخاطر المرتبطة بـ"تيك توك"، يشير الخبراء كذلك إلى إمكانية قيام السلطات الصينية برقابة محتوى معين ليتماشى مع سياسة الحزب الشيوعي الصيني.

وأوضح دانيال أن "الحكومة الصينية يمكنها أن تأمر تيك توك بعدم السماح بتسريب المحتوى الداعم للاحتجاج في التيبت أو تايوان، عبر منصتها، وبالتالي تشكيل مشهد المعلومات" المتاح للمستخدمين.

(Getty Images)

من جانبها، تشدد "تيك توك" على أنها لم تتدخل أبدًا في محتواها لإرضاء السلطات الصينية.

واعتبر شيرمان أنه "بالنظر إلى كيفية قيام السلطات الصينية بمراقبة المعلومات والحد من عمل الصحافيين، فليس من المستبعد على الإطلاق أن يتكرر الأمر على تيك توك في أي مكان آخر".

بالاضافة إلى احتمال تعديل المحتوى ذي التوجه السياسي، يثير المراقبون احتمال استخدام "تيك توك" للتأثير على الرأي وتعطيل العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة، على غرار الحملة التي قادتها روسيا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

وأظهرت دراسة أجرتها منظمة Global Witness ومركز الأمن السيبراني للديمقراطية التابع لجامعة نيويورك، بالفعل أن "تيك توك" قامت بتسريب العديد من مقاطع الفيديو التي تحتوي على معلومات مضللة أثناء الحملة الأخيرة للانتخابات التشريعية الأميركية.

بعد دراسة مقارنة، سجلت "تيك توك" "أسوأ النتائج بين جميع المنصات التي تم اختبارها"، وبينها "فيسبوك" و"يوتيوب". وفي ردها على هذه الثغرات، وضعت الشبكة الاجتماعية تدابير جديدة من الاعتدال وتطلب الآن التحقق من الحسابات الحكومية والسياسية.

ويشكك بعض الخبراء في قدرة "تيك توك" على طمأنة مخاوف الولايات المتحدة، حيث تم نبذ المنصة، من حيث المبدأ، بسبب علاقاتها مع الصين. وهو أمر من شأنه أن يزداد تدهورًا مع سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب في كانون الثاني/ يناير.

ويمارس الجمهوريون، الأكثر عداءً للصين من الديمقراطيين تقليديًا، ضغوطًا على حكومة الرئيس جو بايدن، التي تتفاوض حاليًا مع تيك توك على بروتوكول محتمل من شأنه معالجة مخاوف الأمن القومي.

وتتواصل المحادثات منذ أكثر من ثلاث سنوات، وفقًا لموقع بوليتيكو، وما زالت الخلافات قائمة داخل الحكومة، مما قد يؤدي إلى تعثرها والدفع بالدولة الأميركية إلى إرغام شركة "بايت دانس" على بيع "تيك توك".

التعليقات