التغيرات المناخية تقلب الولاية رأسًا على عقب... ماذا تقول الدراسات بشأن كاليفورنيا؟

تشهد كاليفورنيا موجة من التغيّرات بفعل التغيّرات المناخيّة على مدار الأعوام القليلة الماضية، والتي تسبّبت في تحوّل حرائق الغابات والفيضانات إلى "ضيف دائم"

التغيرات المناخية تقلب الولاية رأسًا على عقب... ماذا تقول الدراسات بشأن كاليفورنيا؟

(getty)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة، في تقرير نشرته اليوم الخميس، إنّ الأمطار الكثيفة المتوّقعة، ستؤثر بشكل كبير على شمال كاليفورنيا، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث كوارث جديدة. وكانت أسوشييتد بريس، قد نشرت صورًا وثّقت فيها الدمار الهائل الذي حدث في كاليفورنيا جراء سلسلة العواصف الشديدة التي اجتاحتها.

ووقع الإعصار الكبير على بعد 1000 ميل من شاطئ شمال غرب المحيط الهادئ، والذي كان دورانه بعكس اتّجاه عقارب الساعة، ويمكن أن تشهد المناطق الواقعة على طول ساحل شمال كاليفورنيا حتّى يوم الجمعة "طقسًا جامحًا وشديدًا"، سيؤثر على سير الحياة في الولاية، بكافّة مناحيها.

وأودت العواصف في كاليفورنيا حتّى الآن بحياة 17 شخصًا، ممّا أدّى بالسلطات إلى إخلاء مناطق عديدة. وقال مكتب حاكم الولاية، في بيان، إنّ العواصف قد تسبّبت بمقتل ما يزيد عن ضحايا حرائق الغابات في العامين الماضيين. وأضاف "ما يزال أمامنا عدّة أيّام من الطقس الشتويّ الرديء".

وجرفت السيول طفلًا بعمر 5 سنوات، في مدينة باسو رويلز في لوس أنجلس، ولا يزال البحث عنه جاريًا حتّى الآن.

التغيرات المناخية… إلى أين؟

(getty)

وتشهد كاليفورنيا موجة من التغيّرات بفعل التغيّرات المناخيّة على مدار الأعوام القليلة الماضية، والتي تسبّبت في تحوّل حرائق الغابات والفيضانات إلى "ضيف دائم"، وذلك بعد أن شهدت هذه الولاية اندلاع الحرائق بصورة مستمرّة وغير مسبوقة.

ويحاول المسؤولون في الولاية البحث عن حلول جذريّة تقي الولاية من الكوارث التي تحلّ عليها في فترات متقاربة على مدار الأعوام السابقة.

وكان عام 2017، هو نقطة التحوّل الفارقة بالنسبة لولاية كاليفورنيا، إذ أُعلن عن انتهاء عصر "موسم الحرائق"، ليتمّ التعامل معها على أنّها ضيف دائم طوال العام، كما ازدادت كثافة الأمطار في الولاية، وبدأ خلال السنوات الماضية، رصد حرائق في فصلي الربيع والشتاء أيضًا.

ولعبت التغيّرات المناخيّة دورًا كبيرًا، إذ أصبح ملاحظًا أنّ فصل الربيع يأتي أسرع من السنوات الماضية. وكشفت دراسة أكاديميّة عام 2020، أنّ الطقس في الولاية "سوف يواجه تقلّبات عديدة، بين سنوات مطيرة وأخرى جافّة خلال الأعوام المقبلة".

وتشير أكثر من دراسة أكاديميّة، إلى أنّ الأعوام السابقة من تاريخ كاليفورنيا (150 عامًا تقريبًا) كانت رطبة بشكل غير اعتياديّ، وذلك مقارنة بالألفي عام التي سبقتها، حيث توضح جذوع الأشجار في قاع البحيرات والأنهار، أنّ العديد من الأنهار قد جفّت أثناء فترات الجفاف التاريخيّة.

وارتبطت فترات الجفاف هذه بالحقب الدافئة في تاريخ الأرض، والتي استمرّت لمدّة قرنين على الأقلّ، وهو ما يجعل العلماء يعتقدون أنّ الحرارة المرتفعة الناتجة عن الاحتباس الحراريّ، سوف تتسبّب في فترة أخرى من الجفاف في ولاية كاليفورنيا.

الفيضان الضخم

أ ب

وفي آب أغسطس 2022، حذّرت دراسة من جامعة كاليفورنيا، إلى إمكانيّة حدوث "فيضان ضخم" بسبب التغيّرات المناخيّة، وذلك كما جاء في تقرير نشرته صحيفة "هيل" الأميركيّة. وبرّر العلماء الدراسة، باحتماليّة حدوث جريان المياه بعد عواصف شرسة، وحذّرت الدراسة أيضًا من أنّ كلّ درجة ترتفع فيها حرارة الأرض، سوف تزيد من حدوث فيضانات كارثيّة.

ووضع الباحثون سيناريوهين مختلفين، من خلال استخدام النماذج الحاليّة للمناخ، بالإضافة إلى نماذج توقّعات الطقس، وحذّروا من نشوء عواصف كارثيّة خلال السنوات بين 2081 و 2100. أمّا السيناريو الآخر، فتحدّث عن نشوء تلك العواصف في وقتنا الحاليّ.

وحذّر باحثون إلى غرق لوس أنجلس وساكرامنتو كاملة تحت الماء، إذا عانت الولاية مجددًا من "طوفان عظيم" كالذي حدث خلال 1862.

التعليقات