أكثر من 4 آلاف و 300 قتيل و19 ألف جريح بزلزالين ضربا تركيا وسورية

وصلت الحصيلة الاجمالية المؤكدة لعدد القتلى في البلدين إلى أكثر من 4,300، بعد هزات أرضية عنيفة ضربت بالقرب من الحدود التركية السورية سجلت أقواها 7,8 درجات، فيما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، تنكيس الأعلام والحداد 7 أيام عقب الزلزال.

 أكثر من 4 آلاف و 300 قتيل و19 ألف جريح بزلزالين ضربا تركيا وسورية

جانب من عمليات الإنقاذ في تركيا (Getty Images)

واصل عمال الإنقاذ في تركيا وسورية بأيديهم العارية ووسط برد قارس، اليوم الثلاثاء، عمليات البحث عن ناجين بين أنقاض آلاف المباني التي انهارت جراء سلسلة زلازل عنيفة هزت البلدين.

ووصلت الحصيلة الاجمالية المؤكدة لعدد القتلى في البلدين إلى أكثر من 4,300، بعد هزات أرضية عنيفة ضربت بالقرب من الحدود التركية السورية سجلت أقواها 7,8 درجات، فيما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، تنكيس الأعلام والحداد 7 أيام عقب الزلزال.

يأتي ذلك فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم، من أن الزلزال، قد يتسبب بسقوط ثمانية أضعاف عدد الضحايا الذين أُعلن عنهم حتى الآن على الأقل، في حصيلة غير نهائية في سورية وتركيا.

وأعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية "أفاد" أن حصيلة ضحايا الزلزال في تركيا بلغت 2,921 قتيلا، ما يرفع الحصيلة الاجمالية للقتلى في تركيا وسورية إلى 4,365.

وهناك مخاوف من أن يستمر عدد القتلى في الارتفاع بهذه الوتيرة، خاصة وأن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن قرابة 20 ألف شخص لقوا مصارعهم.

وأكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن عدد الأبنية التي دُمّرت من جراء الزلزال، وصل إلى 5606. وبحسب الهيئة التركية لإدارة الكوارث، أُخرج 7340 ناجيًا حتى مساء الإثنين من بين الأنقاض.

جانب من عمليات الإنقاذ في تركيا (Getty Images)

أما في أنحاء سورية، فقد قتل 1,444 شخصا على الأقل، بحسب وزارة الصحة وفرق إغاثة.

فقد أعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع عدد القتلى الى 711 في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 733 شخصا.

وذكرت وكالة "أفاد" أن أكثر من 14 ألف شخص أصيبوا حتى الآن في تركيا، في حين بلغ عدد الجرحى في سورية 3,411.

وأكد الدفاع المدني شمالي سورية أن "مئات العائلات لا تزال تحت الأنقاض ونواصل البحث وسط صعوبات بسبب الهزات الارتدادية".

وجاء في تعميم وقع عليه الرئيس التركيّ، مساء الإثنين: "نتيجة الزلازل التي ضرب بلدنا في 6 شباط/ فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية لغاية الأحد 12 شباط/ فبراير".

وفي وقت سابق، أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، ارتفاع ضحايا الزلزال إلى 1541 قتيلا و9 آلاف و733 مصابا.

جانب من عمليات الإنقاذ في تركيا (Getty Images)

وأفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية بارتفاع عدد الهزات الارتدادية إلى 130، فيما بلغ عدد المباني المدمرة 2834. ولاحقا، أفاد أقطاي بوقوع 145 هزة ارتدادية وانهيار 3471 مبنى في الزلزال.

بدوره، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن 3 آلاف و500 فرد من الجيش يساهمون في عمليات البحث والإنقاذ، فيما أفاد الجيش الروسي بأن أكثر من 300 جندي روسي ينتشرون في سورية، باشروا المساعدة في رفع الأنقاض إثر الزلزال. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنه تمت تعبئة 300 جندي وستين آلية، بهدف "رفع الأنقاض والبحث عن ضحايا وتقديم مساعدة طبية إليهم في المناطق التي تعرضت لأكبر من قدر من الدمار".

وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، ارتفاع عدد القتلى إلى 538 وإصابة 1353 آخرين، في حصيلة غير نهائية يتم تحديثها تباعا من مناطق سيطرة حكومة النظام السوري. وكانت الوزارة قد أحصت في وقت سابق، 430 قتيلا.

وسُجلت معظم الإصابات في محافظات حلب، واللاذقية، وحماة، وطرطوس. وشهدت مدن عدة دمارا كبيرا، بينها جبلة واللاذقية، إذ انهارت فيها أبنية بأكملها، موقعة خسائر بشرية وأضرارا جسيمة.

عمليات إنقاذ في بلدة سرمدا بريف إدلب (Getty Images)

وفي مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية والتي شهدت على ضراوة المعارك وحملات القصف خلال سنوات الحرب، نقلت وكالة "سانا"، التابعة للنظام السوري، عن مصدر في محافظة حلب، انهيار 46 مبنى على الأقل، ما أدى إلى مقتل 156 شخصا من إجمالي الضحايا.

وفي حي الأربعين في مدينة حماة، انهار مبنى مؤلف من ثمانية طوابق، فيما انهمكت فرق الإنقاذ والإسعاف في انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض، فيما أعلنت وزارة التربية إغلاق المدارس في جميع المحافظات حتى نهاية الأسبوع، في وقت أفادت وزارة النقل عن وقف العمل بمصفاة بانياس نتيجة أضرار لحقت بأجزاء منها.

دمار هائل خلفة الزلزال في سورية (Getty Images)

وفي مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة النظام، أوردت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) مقتل 380 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين.

ورجّحت ارتفاع حصيلة القتلى مع "وجود مئات العائلات تحت الأنقاض"، وسط "صعوبات كبيرة والحاجة لمعدات ثقيلة للإنقاذ". وأحصت المنظمة انهيار أكثر من 133 مبنى بشكل كامل و272 بشكل جزئي، عدا عن تصدّع آلاف المباني في شمال غرب سورية.

وأفادت وكالة "فرانس برس" بأنه في شمال سورية، سقطت أبنية بأكملها فوق رؤوس قاطنيها. وبدت الأضرار جسيمة في المناطق الأقرب إلى الحدود التركية مثل مدن أعزاز وجرابلس وجنديرس شمال حلب، وسرمدا شمال إدلب.

ووقع زلزال آخر وسط تركيا بقوة 7.5 درجات أعقبه هزات أرضية ارتدادية امتدت نحو الأراضي الفلسطينية وسورية وتركيا ولبنان والعراق؛ فيما لم يبلغ عن ضحايا أو أضرار إثر الهزات الارتدادية.


وتواصلت دول ومنظمات على الصعيد الدولي مع السلطات التركية والنظام السوري، لتقديم المساعدات الإنسانية إزاء ما خلفه الزلزال من ضحايا ودمار في مناطق مختلفة من البلدين.

وأعلنت تركيا عدم وجود خطر حدوث تسونامي في سواحلها على البحر المتوسط، إثر الزلازل التي ضربت جنوبي البلاد.

وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) في بيان، إنه "لا يوجد حاليا أي خطر حدوث موجات تسونامي في سواحل البلاد شرقي البحر المتوسط عقب الزلزالين اللذين وقعا اليوم بقوة 7.7 و7.6 درجات ومرزهما قضائي بازارجيق وألبيستان في ولاية قهرمان مرعش".

وأعلن وزير التعليم التركي، عن تعطيل الدراسة في كافة أنحاء البلاد حتى 13 شباط/ فبراير الجاري.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن "زلزال مرعش الذي وقع فجرا يعد أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ زلزال أرزينجان عام 1939".

وأضاف أن "دولتنا تحركت عبر كافة مؤسساتها على الفور منذ لحظة وقوع الزلزال، وولاياتنا استنفرت كل إمكانياتها".

وطلب إردوغان من الأفراد والمؤسسات الراغبة في تقديم المساعدة، التنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية، مشيرا إلى أن تركيا تلقت عروضا للمساعدة من أكثر من 45 دولة إلى جانب "الناتو" والاتحاد الأوروبي.

ووقع الزلزال الأول الساعة 03:17 على عمق نحو 17.9 كلم. وبحسب الوكالة الحكومية التركية لإدارة الكوارث AFAD، بلغت قوة الزلزال 7,4 درجات.

ويعدّ هذه الزلزال الأكبر في تركيا منذ زلزال 17 آب/ أغسطس 1999، الذي تسبّب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.

وشعر السكان بالزلزال في البلاد ولبنان وسورية وقبرص وفي القاهرة أيضا.

وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم.

وأواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ضرب زلزال بقوة 6.1 درجات شمال غرب تركيا موقعا حوالى خمسين جريحا ومتسببا بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.

وفي كانون الثاني/ يناير 2020، ضرب زلزال بقوة 6.7 درجات منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.

دمار خلفه الزلزال في تركيا (gettyimages)
(gettyimages)
(gettyimages)

التعليقات