حرب أوكرانيا: روسيا تكثف هجومها وزيلينسكي يزور بريطانيا

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في بيان إثر اجتماع مع قادة عسكريين، إن "المعارك راهنا تتقدم بنجاح في منطقتي" فوغليدار وباخموت". وذكر عمليات السيطرة الأخيرة على سبع بلدات بما فيها سوليدار المجاورة لباخموت.

 حرب أوكرانيا: روسيا تكثف هجومها وزيلينسكي يزور بريطانيا

أعلنت موسكو أن هجومها يجري "بنجاح" (Getty Images)

كثفت القوات الروسية هجومها الشتوي في شرق أوكرانيا، وجلبت عشرات الآلاف من القوات التي حشدتها في الآونة الأخيرة إلى ساحة المعركة، وأعلنت موسكو أن هجومها يجري "بنجاح"، بينما توقعت كييف أن توسع موسكو نطاق عملياتها مع تعرض بلدات في الشمال الشرقي والجنوب للقصف.

ويزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المملكة المتحدة، اليوم الأربعاء، في ثاني رحلة خارجية له منذ بدء الغزو الروسي لبلاده قبل سنة تقريبا، على ما أعلنت الحكومة البريطانية التي تعهدت تدريب طيارين عسكريين أوكرانيين.

ويلتقي زيلينسكي خلال الزيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ويلقي كلمة أمام البرلمان ويتفقد قوات أوكرانية تتلقى تدريبات في هذا البلد، على ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة البريطيانية.

وهذه المرة الأولى التي يغادر فيها زيلينسكي الأراضي الأوكرانية منذ زيارة استمرت ساعات قليلة للولايات المتحدة في 21 كانون الأول/ديسمبر. والتقى يومها الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض وألقى خطابا أمام الكونغرس حيث وقف له أعضاء المجلسين مصفقين.

ويأتي ذلك، فيما أعلن وزراء دفاع ألمانيا وهولندا والدانمارك، الثلاثاء، أنهم سيسلمون أوكرانيا "ما لا يقل عن 100 دبابة ليوبارد 1 إيه5.. في الأشهر المقبلة". ويتزامن ذلك مع زيارة غير معلنة هي الأولى لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إلى كييف منذ تعيينه.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في بيان إثر اجتماع مع قادة عسكريين، إن "المعارك راهنا تتقدم بنجاح في منطقتي" فوغليدار وباخموت". وذكر عمليات السيطرة الأخيرة على سبع بلدات بما فيها سوليدار المجاورة لباخموت. وكانت القوات الأوكرانية قد انسحبت من سوليدار في كانون الثاني/يناير.

وحذر شويغو الغرب من أي زيادة لمساعدته العسكرية لأوكرانيا، مشددا على أن "مثل هذه الخطوات تجر دول حلف شمال الأطلسي إلى الصراع ويمكن أن تؤدي إلى تصاعده بشكل غير متوقع".

وقال الجيش الأوكراني، أمس الثلاثاء، إن 1030 جنديا روسيا قتلوا خلال 24 ساعة، في أعلى حصيلة يومية في الحرب. ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل. وزعمت روسيا من جهتها أنها قتلت أعدادا كبيرة من القوات الأوكرانية في الأسابيع القليلة الماضية، فقالت إنها أوقعت 6500 قتيل أوكراني في كانون الثاني/يناير.

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف، في مقابلة مع "رويترز"، أمس الثلاثاء، إن من المتوقع أن يستهدف الكرملين خاركيف في الشمال الشرقي أو زابوريجيا في الجنوب.

وأضاف متحدثا في مكتبه بكييف "المحاولات لشن هجوم سواء في اتجاه خاركيف أو زابوريجيا ستتم بالطبع.. مدى نجاحهم سيعتمد علينا".

وأكدت القوات المسلحة الأوكرانية، إن أكثر من 30 بلدة وقرية في خاركيف، و20 تجمعا محليا في زابوريجيا تعرضت للقصف.

ولفت مسؤولون أوكرانيون كبار، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إلى أن موسكو ستحاول في الأسابيع القليلة المقبلة شنّ هجوم كبير آخر بقوات حشدتها حديثاً، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي في 24 شباط/فبراير الحالي.

وقال دانيلوف "إنهم بحاجة إلى شيء لعرضه أمام شعبهم، ولديهم رغبة كبيرة في القيام بشيء كبير.. بحلول هذا التاريخ".

وبعد أن فشلت روسيا في الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف العام الماضي، وخسرت أراضي في النصف الثاني من عام 2022، تستفيد موسكو الآن من مئات الآلاف من القوات التي استدعتها في الخريف، في أول تعبئة لها منذ الحرب العالمية الثانية.

وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تفاخر روسيا بأول مكاسبها منذ نصف عام، لكن التقدم كان تدريجيا، إذ لم تستولِ موسكو بعد على مركز سكاني رئيسي واحد في حملتها الشتوية، على الرغم من مقتل الآلاف.

وتركز القتال منذ شهور على باخموت التي تسيطر عليها أوكرانيا في إقليم دونيتسك الشرقي، وهي مدينة كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 75 ألف نسمة. وأحرزت روسيا تقدما واضحا نحو تطويقها من الشمال والجنوب، لكن كييف تقول إن المدينة صامدة.

وكرر دانيلوف توقعات كييف السابقة، بأن روسيا لا تزال تريد الاستيلاء على جميع مناطق دونيتسك ولوغانسك في الشرق، التي زعمت موسكو أنها تابعة لها العام الماضي، في استفتاءات رفضتها أوكرانيا والغرب، ووصفتها بأنها مزيفة.

وشنت موسكو أيضا هجوما في الجنوب على فوهليدار، وهي معقل تسيطر عليه أوكرانيا أيضاً في دونيتسك على أرض مرتفعة عند التقاطع الإستراتيجي بين خطوط الجبهة الشرقية والجنوبية.

التعليقات