زلزال تركيا وسورية: عملية إنقاذ الناجين تتحول لحملة بحث عن الموتى

في مدينة نورداغي، الواقعة بمحافظة عازي عنتاب في جنوب شرق تركيا، تحولت عملية إنقاذ ناجين من تحت الأنقاض إلى حملة للبحث عن "الموتى". لكن عائلات الضحايا تتمسك بأي بريق لاستعادة أفرادها المفقودين، سواء أكانوا أحياء أم جثثا هامدة.

زلزال تركيا وسورية: عملية إنقاذ الناجين تتحول لحملة بحث عن الموتى

بانتظار خروج الموت من بين الركام (أ.ب)

تضاءلت آمال العثور على ناجين في جنوب تركيا وشمال غرب سورية، بعد مرور أسبوع على الزلزال الذي ضرب المنطقة وخلف مقتل أكثر من 37 ألف شخص.

في مدينة نورداغي، الواقعة بمحافظة عازي عنتاب في جنوب شرق تركيا، تحولت عملية إنقاذ ناجين من تحت الأنقاض إلى حملة للبحث عن "الموتى". لكن عائلات الضحايا تتمسك بأي بريق لاستعادة أفرادها المفقودين، سواء أكانوا أحياء أم جثثا هامدة.

نزله جالسة على كرسي من البلاستيك منذ أيام، تنظر إلى الرافعات والجرافات التي تسعى لإزالة أنقاض المباني المنهارة تماما بمدينة نورداغي التركية القريبة من مركز الزلزال القوي الذي اجتاح جنوب تركيا وشمال غرب سورية في 6 شباط/فبراير، وأسفر عن مقتل أكثر من 37 ألف شخص.

قالت نزله لفرانس24 وبصوت متقطع: "أنا هنا منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال، أنتظر أخي وأفراد عائلتي المسنين"، مضيفة: "كنت في كهرمان مرعش ساعة وقوع الكارثة، فحضرت فور ما استطعت إلى هنا للوقوف على أخبار عائلتي". فرغم الإنهاك والإرهاق، ورغم تقلص آمال العثور عن ناجين، إلا أنها تترقب أي خبر مفرح أو محزن.

الرافعات والجرافات تواصل عملية البحث عن ناجين بمدينة نورداغي التركية، لكن أهالي الضحايا يخشون تشويه الجثث.

الحقيقة أن نزله ليس لديها أي أمل بإخراج أفراد عائلتها أحياء من تحت الأنقاض، فهي على يقين بأنهم قضوا جراء الكارثة، لكنها مصممة على استعادة جثثهم لأجل دفنها في كرامة.

وأسرت قائلة: "ماتوا كلهم، ماتوا، لقد ماتوا جميعا.. لكن علينا استعادة جثثهم ودفنها، هذا شيء بالغ الأهمية.. إنهم كبار وقدامى العائلة، كانت تربط بيننا علاقات قوية، ولهاذ السبب أريد تشييعهم".

لا تنوي نزله العودة لدارها في كهرمان مرعش قبل "إتمام مهمتها". إنها ترغب في مغادرة جنوب شرق تركيا والرحيل إلى إسطنبول.

بانتظار ذلك، فهي تتابع عمليات البحث عن كثب يوما بعد يوم، وترى دفن الضحايا فتتابع "نحو 70 شخصا حتى الآن". وقالت إنها "منهكة"، لا تنام بالليل ولم تعد قادرة على البكاء وأن ليس لديها أي أمل في العيش.

وهي تناشد المجتمع الدولي بإغاثة ضحايا الزلزال، عازمة على متابعة عمليات البحث لغاية النهاية.

وفيما كنا نتحدث إليها، انضمت إلينا ابنتها التي وصلت من إسطنبول. أما باقي أفراد العائلة، لاسيما زوجها ونجلها، فهم منتشرون بمختلف أنحاء البلاد.

ليست نزله وحدها من تراقب عمل الرافعات والجرافات، إلى جانبها العديد من عائلات الضحايا التي تنتظر أيضا وسط قلق يتضاعف ساعة تلو الأخرى وغضب يشتد على مر الدقائق.

ففيما تزيل هذه الماكينات أنقاض المباني المنهارة، تخشى العائلات أن يتم المساس بكرامة موتاها وانتهاك حرمتهم، وهو ما لا يتمناه أبدا عمال الإغاثة. فكيف العمل؟.

التعليقات