تقرير: الرئيس الصيني يستعد لزيارة موسكو... قريبا

يعتزم الرئيس الصيني، شي جينبينغ، لزيارة موسكو وعقد قمة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فيما تسعى بكين إلى لعب دور أكثر فعالية يهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا.

تقرير: الرئيس الصيني يستعد لزيارة موسكو... قريبا

(Getty Images)

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الثلاثاء، بأن الزعيم الصيني، شي جينبينغ، يستعد لزيارة موسكو لعقد قمة مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، خلال الأشهر المقبلة.

وقالت الصحيفة إن بكين تريد لعب دور أكثر فعالية يهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن الأشخاص المطلعين على خطة زيارة الرئيس الصيني، إن اجتماع شي مع بوتين سيكون جزءا من الدفع لمحادثات سلام متعددة الأطراف، والسماح للصين بتكرار دعواتها لعدم استخدام الأسلحة النووية في الصراع.

ويأتي تقرير "وول ستريت جورنال" بعد يوم على زيارة بايدن المفاجئة وغير المعلن عنها إلى كييف.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، دعت الصين إلى "تعزيز حوار السلام" في أوكرانيا، مؤكدة أنها "قلقة للغاية" من النزاع الذي "يتفاقم بل يخرج عن السيطرة".

وتشكل الحرب في أوكرانيا ملفًا حساسًا بالنسبة لبكين التي تقيم علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية منذ سنوات عديدة مع موسكو، تعززها المصلحة المشتركة المتمثلة في موازنة القوى مع واشنطن.

وتتبنى الصين موقفًا رسميًا محايدًا في الملف الأوكراني، وتدعو إلى احترام سيادة الدول بما في ذلك أوكرانيا، وتحضّ المجتمع الدولي على الأخذ في الاعتبار مخاوف موسكو الأمنية.

وقبيل أيام من دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثاني في 24 شباط/ فبراير، أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن خشيته من أن تكون الصين تفكّر بتزويد روسيا بأسلحة، ما نفته بكين.

وقال وزير الخارجية الصيني، تشين غانغ، خلال مؤتمر في بكين: "لقد مرّ عام تقريبًا منذ أن شهدت الأزمة في أوكرانيا تصعيدًا عامًا".

وأضاف أمام عشرات السفراء والدبلوماسيين الأجانب، أن "الصين قلقة للغاية من هذا النزاع الذي يتفاقم بل يخرج عن السيطرة".

وتنظر بكين بحذر لعمليات تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وقال تشين غانغ "ندعو الدول المعنية إلى التوقّف في أسرع وقت ممكن عن صبّ الزيت على النار، وإلى التوقّف عن إلقاء اللوم على الصين".

وأضاف "سنواصل تعزيز حوار السلام (...) وسنعمل مع المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحوار والتشاور، ومعالجة مخاوف كلّ الأطراف، والسعي لتحقيق الأمن المشترك".

وقارن تشين غانغ أيضًا بين أوكرانيا وتايوان، الجزيرة التي لا تنفكّ بكين تتعهّد استعادة السيطرة عليها، وبالقوة إذا لزم الأمر.

ودعا أيضًا "الدول المعنية" إلى "التوقّف عن إثارة الضجيج بصياحها ‘اليوم أوكرانيا، وغدًا تايوان‘"، في ردّ على المخاوف من غزو عسكري صيني محتمل للجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.

وتابع "الضغوط ومحاولات احتواء الصين الآتية من الخارج، تصبح قوية أكثر فأكثر" و"تشكل تهديدًا جديًا لسيادة الصين وأمنها".

وأكد أن "الصين لا تزال ملتزمة بمسار التنمية السلمية. لم تشرع قط في نزاع أو حرب، ولم تغزُ شبرًا واحدًا من أرض بلد آخر".

في ما يخصّ أوكرانيا، أكدت بكين الأسبوع الماضي أنها ستعرض قريبًا مقترحًا للتوصّل إلى "حلّ سياسي" للنزاع الأوكراني.

ويُنتظر وصول كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، إلى روسيا، في آخر محطة من جولة أوروبية له شملت فرنسا وإيطاليا والمجر وألمانيا.

وأعلن الكرملين، أمس، الإثنين، أن وانغ قد يلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال زيارته، وفق ما أفادت وكالة أنباء "تاس" الروسية.

وتتزايد الضغوط الغربية على الصين التي لم تدعم يومًا الهجوم الروسي كما أنها لم تنتقده أبدًا، لكنّها أبدت مرات عديدة دعمها لموسكو في مواجهة العقوبات الغربية.

وقال بلينكن إن "تقديم دعم فتاك لروسيا لمساعدتها في حربها العدوانية في أوكرانيا ستترتب عنه عواقب حقيقية على علاقاتنا مع الصين".

وأضاف "سيسبب ذلك مشكلة حقيقية للصين في علاقاتها مع العديد من الدول الأخرى، وليس فقط الولايات المتحدة".

وحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من أن تسليم الصين أسلحة إلى روسيا سيشكل "خطًا أحمر" بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، وصف الاتهامات الأميركية بأنها "معلومات زائفة". وقال إن "الولايات المتحدة هي التي ترسل أسلحة إلى ساحة المعركة بدون توقف وليست الصين".

التعليقات