بايدن اعتبرها "غير منطقية": البنود الـ12 للمقترح الصيني لتسوية في أوكرانيا

بايدن: "بوتين يصفّق لها. كيف يمكن أن تكون جيّدة؟" | زيلينسكي: "من الضروري العمل مع الصين سعيًا إلى إيجاد حل للنزاع مع روسيا. | الخارجية الروسية: "نشاطر بكين اعتباراتها"، لكن على كييف "الاعتراف بالحقائق الجديدة المتصلة بالأراضي" الأوكرانية

بايدن اعتبرها

(الأناضول)

نشرت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، مقترحًا من 12 بندًا قالت إنه "لتحقيق السلام في أوكرانيا"، وذلك بالتزامن مع مرور عام على اندلاع الحرب.

وفي تعقيبه، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الجمعة، إنه "من الضروري العمل" مع الصين سعيًا إلى إيجاد حل للنزاع مع روسيا، وإنه يعتزم لقاء نظيره الصيني، شي جينبينغ. وأوضح في مؤتمر صحافي: "أنوي لقاء شي جينبينغ. سيكون ذلك مهمًا للأمن العالمي. الصين تحترم وحدة الأراضي ويجب أن تفعل كل شيء لضمان مغادرة روسيا أراضي أوكرانيا".

من جهتها، قالت الخارجية الروسية في بيان إنها "تقدر" جهود الصين" و"نشاطر بكين اعتباراتها"، لكن على كييف "الاعتراف بالحقائق الجديدة المتصلة بالأراضي" الأوكرانية التي أعلنت موسكو ضمها.

بايدن: بوتين يصفّق لها

وفي تصريح لشبكة "إيه بي سي"، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنّه لا يرى في هذه الخطة أيّ شيء "يمكن أن يفيد أيّ طرف آخر غير روسيا".

وأضاف بايدن أنّ "بوتين يصفّق لها. كيف يمكن أن تكون جيّدة؟".

وفي ذات السياق نقلت شبكة "سي إن إن"، عن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك ساليفان، قوله إن الوثيقة "كان من الممكن أن تتوقف عند النقطة الأولى، احترام سيادة جميع الدول". وأضاف: "الحرب قد تنتهي غدًا إذا أوقفت روسيا مهاجمة أوكرانيا وسحبت قواتها".

من جهته، اعتبر، خورخي توليدو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، أنه "لا يوجد أي ذكر لمعتدٍ (في النص)، وهو أمر غريب بعض الشيء لأن من الواضح أن هناك معتديًا. رسالتنا إلى الصين هي أن عليها مسؤولية ... ضمان احترام مبادئ وقيم وأهداف الأمم المتحدة ، ولا سيما في مسائل الحرب والسلام".

إلى ذلك، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه "لا يريد رفضها"، ولكنها، أي الوثيقة الصينية، "ليست خطة سلام، إنها موقف تعيد فيه الصين تأكيد جميع المواقف التي تم التعبير عنها منذ البدء".

كما وعبّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، عن موقف مماثل بقوله إن الصين "ليس لديها الكثير من المصداقية" في ما يتعلق بأوكرانيا، معربًا عن شكوكه في أن يكون في وسع مقترحات بكين أن تضع حداً للحرب.

وتدعو الصين، المحايدة رسميًا، إلى احترام سيادة الدول بما في ذلك أوكرانيا لكنها تحث المجتمع الدولي، في الوقت نفسه، على مراعاة ما تصفه بـأنها "مخاوف موسكو الأمنية".

وتنص المبادرة الصينية التي نُشرت على موقع وزارة الخارجية الصينية على البنود التالية، وجاءت بعنوان "موقف الصين تجاه الحل السياسي للأزمة في أوكرانيا":

1- احترام سيادة كل الدول: يجب أن يكون هناك التزام صارم بالقانون الدولي المعترف به، بما يشمل أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. إن سيادة كل الدول واستقلالها ووحدة أراضيها يجب الحفاظ عليها بشكل فعّال، وهذا يشمل كل الدول، صغيرة كانت أم كبيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، فهي كلها متساوية في المجتمع الدولي. على جميع الأطراف التمسك بالمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية والدفاع عن العدالة الدولية. ينبغي تعزيز المساواة والتطبيق المتكافئ للقانون الدولي، مع رفض المعايير المزدوجة.

2- التخلي عن عقلية الحرب الباردة: لا يجب أن يكون ضمان أمن دولة ما على حساب الآخرين. إن أمن منطقة ما لا يجب أن يتم عبر تعزيز أو توسيع التكتلات العسكرية. يجب أخذ المصالح والمخاوف الأمنية لكل الدول على محمل الجد ومعالجتها بصورة صحيحة.

لا يوجد هناك حل سهل لقضية معقدة. إن كل الأطراف يجب أن تتبع رؤية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة للأمن، مع مراعاة السلام والاستقرار على المدى الطويل، والمساهمة في تشكيل هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام. على كل الأطراف معارضة السعي لتحقيق الأمن على حساب أمن الآخرين، وتلافي المواجهة بين التكتلات، والعمل معا من أجل السلام والاستقرار في القارة الأوراسية.

3- وقف الأعمال العدائية: إن الصراع والحرب لا يفيدان أحدا. إن على كل الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس، وتفادي ما يؤجج التوترات ومنع تدهور الأزمة أكثر بما يؤدي إلى خروجها عن السيطرة.

على كل الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا في العمل بنفس الاتجاه لاستعادة الحوار المباشر بأسرع وقت ممكن، من أجل خفض التصعيد تدريجيا وفي النهاية الوصول إلى وقف إطلاق نار شامل.

4- استئناف محادثات السلام: إن الحوار والمفاوضات هما الحل الوحيد القابل للتطبيق للأزمة الأوكرانية. يجب دعم وتشجيع الجهود المؤدية إلى الحل السياسي للأزمة. على المجتمع الدولي البقاء ملتزما بالخيار الصحيح لتعزيز مفاوضات السلام ومساعدة الأطراف في الصراع على فتح باب للحل السياسي في أقرب وقت ممكن، وتهيئة الظروف والمنصات لاستئناف المفاوضات. ستواصل الصين تأدية دور بنّاء في هذا الإطار.

5- إيجاد حل للأزمة الإنسانية: من المطلوب دعم جميع التدابير التي تؤدي إلى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتشجيعها. يجب أن تخضع العمليات الإنسانية لمبادئ الحياد وعدم التحيز، ولا ينبغي تسييس القضايا الإنسانية، ويجب حماية سلامة المدنيين بشكل فعال، بما يشمل إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من مناطق النزاع. إن هناك حاجة لبذل مزيد من الجهود لزيادة المساعدة الإنسانية للمناطق ذات الصلة، وتحسين الظروف الإنسانية، وتوفير وصول سريع وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بهدف منع حدوث أزمة إنسانية على نطاق أوسع. يجب دعم الأمم المتحدة في أداء دور تنسيقي في إرسال المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع.

6- حماية المدنيين وتبادل أسرى الحرب: على الأطراف المشاركة في الصراع الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وتفادي مهاجمة المدنيين والمنشآت المدنية وحماية النساء والأطفال وبقية ضحايا الصراع، واحترام الحقوق الأساسية لأسرى الحرب.

إن الصين تدعم تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، وتدعو كل الأطراف لتهيئة الظروف من أجل خلق ظروف أكثر ملاءمة لهذا الغرض.

7- الحفاظ على سلامة المنشآت النووية: تعارض الصين الهجمات المسلحة على محطات الطاقة النووية وغيرها من المنشآت النووية السلمية، وتدعو كل الأطراف للالتزام بالقانون الدولي بما يشمل معاهدة الأمان النووي وتجنب الكوارث النووية التي يصنعها الإنسان. تدعم الصين الوكالة الدولية للطاقة الذرية في لعب دور بنّاء في تعزيز سلامة وأمن المنشآت النووية السلمية.

8- تقليص الأخطار الإستراتيجية: يجب عدم استخدام الأسلحة النووية وتجنب خوض حروب نووية، وينبغي معارضة التهديد باستخدام الأسلحة النووية، ومنع الانتشار النووي وتجنب الأزمة النووية. تعارض الصين البحث والتطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف من الظروف.

9- تسهيل تصدير الحبوب: إن كل الأطراف بحاجة إلى تنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود الموقعة من طرف روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بشكل كامل وفعال وبطريقة متوازنة، ودعم الأمم المتحدة في لعب دور مهم في هذا الصدد. تقدم مبادرة التعاون بشأن الأمن الغذائي العالمي التي اقترحتها الصين حلا عمليا لأزمة الغذاء العالمية.

10- وقف العقوبات الأحادية الجانب: العقوبات الأحادية الجانب والضغوط القصوى لن تحل القضية، إنما هي فقط تخلق مشكلات جديدة. إن الصين تعارض العقوبات الأحادية غير المصرح بها من طرف مجلس الأمن الدولي. ينبغي على الدول المعنية التوقف عن إساءة استخدام العقوبات الأحادية الجانب و"الولاية القضائية الطويلة الذراع" ضد الدول الأخرى، وذلك حتى تتمكن من القيام بدورها في تخفيف حدة الأزمة الأوكرانية، وتهيئة الظروف للدول النامية من أجل تعزيز اقتصاداتها وتحسين حياة شعوبها.

11- الحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والتوريد: على كل الأطراف المحافظة جديا على النظام الاقتصادي العالمي القائم ومعارضة استخدام الاقتصاد كوسيلة أو سلاح لتحقيق أهداف سياسية. إن الجهود المشتركة مطلوبة لتخفيف تداعيات الأزمة ومنعها من التشويش على التعاون الدولي في مجال الطاقة والأموال والتجارة والغذاء والنقل وتقويض تعافي الاقتصاد العالمي.

12- دعم مرحلة إعادة الإعمار: يحتاج المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات لدعم إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب في مناطق النزاع. الصين مستعدة لتقديم المساعدة ولعب دور بنّاء في هذا المسعى.

التعليقات