مأساة عائلة سوريّة فقدت 61 من أبنائها بالزلزال: "لم ينجُ من أسرتي إلا أنا وشقيقي"

بعض أبناء العائلة نجوا من الزلزال وماتوا في حريق بالخيام | الطفل محمد الغنام: لم ينجُ من أسرتي البالغ عددها 6 أفراد إلا أنا وشقيقي.

مأساة عائلة سوريّة فقدت 61 من أبنائها بالزلزال:

أفراد من العائلة خلال نقل جثمان أحد المتوفين ("الأناضول")

أحدثت كارثة الزلزال التي ضربت جنوبيّ تركيا وشماليّ سورية، أثرا عميقا في حياة الملايين، غير أنها كانت أشدّ وطأة على عائلة الغنّام السورية، التي فقدت 61 شخصا من أبنائها.

الغنّام عائلة تقطن في عزمارين بمحافظة إدلب، وهي بلدة واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية شمال غربي البلاد، حيث تحتضن نحو 1300 منزلا، تدمّر المئات منها في الزلزال.

أفراد من العائلة خلال نقل جثمان أحد المتوفين ("الأناضول")

وفي 6 شباط/ فبراير الماضي، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية زلزالان عنيفان بلغت قوتهما 7.7 و7.6 درجات، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلَّف دمارا ماديا هائلا.

موت جماعيّ

حازم الغنام (48 عاما)، هو من الناجين الذين جرى إنقاذهم بمساعدة أهالي المنطقة من تحت الأنقاض.

وقال حازم إن "منازلهم تضررت من الهزات العنيفة ما دفع أسرته للانتقال إلى الخيام"، لافتا إلى أن "ناجين من أسرته لقوا مصرعهم في إحدى الخيام إثر نشوب حريق فيها".

وعن تأثير ما رآه خلال الزلزال على نفسه، أوضح حازم: "لقد كانت صدمة قوية جدا بالنسبة لعائلتنا، فعلى مر العصور لم يسبق لها أن تعرضت لموت جماعي بهذه الصورة".

وتابع أن "معظم البلدة أصبحت مدمرة، ومعظم أبنيتها باتت غير قابلة للسكن بفعل الزلزال، لذا فإن كثيرا من الأسر تقطن حاليا في خيام نصبت ضمن نطاق البلدة".

وأظهرت معطيات فريق "منسقو الاستجابة سورية" المعني برصد بيانات الهجرة، أن الزلزال تسبب في تضرر مئات المنازل وبأحجام متفاوتة في بلدة عزمارين، فيما دمر أكثر من 300 منزل وباتت غير صالحة للسكن.

تأزُّم نفسيّ... أصوات من تحت الركام

من المواقف التي تركت في نفس حازم أثرا، أن "عمال الإنقاذ نجحوا في انتشال ابن عمه من تحت أنقاض مبنى مدمر، ولدى شروعهم في مغادرة المكان، سمعوا من تحت الأنقاض أصوات أطفال، ما كان له أعظم الأثر عليهم".

وأوضح أنه "بعد جهود إضافية، تمكن الفريق من إخراج أم وطفليها، من نفس الأسرة، من تحت ركام ذلك المبنى، وهم بحالة جيدة الآن، فكانت لهذه الحادثة أثرا واسى مصابهم العظيم".

("الأناضول")

ومعربا عن أسفه الشديد، أشار حازم إلى أنه "بعد دفن 61 شخصا من أسرته، مرّ بفترة تأزم نفسي على وقع هذه الخسائر، خاصة بعدما رأى جثمان أحد أقاربه مشوها بفعل تهدم جدران المنزل عليه".

جثامين ضحايا الغنام، وهي إحدى العائلات السورية البارزة بالمنطقة، دفنت جنبا إلى جنب في مقبرة واحدة في عزمارين، البلدة الأكثر تضررا في الشمال السوري من الزلزال المزدوج.

تحت الأنقاض

الطفل محمد الغنام، أحد الناجين من تحت الركام، قال إنه "لم ينجُ من أسرته البالغة عدد أفرادها 6 إلا هو وشقيقه"، موضحا أنه "قضى 8 ساعات عصيبة تحت الأنقاض ينتظر النجدة".

وأضاف محمد (12 عاما): "أختي مكثت 5 ساعات تحت الأنقاض، وأنا مكثت 8 ساعات"، مشيرا إلى أنه "يقطن حاليا مع عمه، بعد أن فقد والده، واثنين من أشقائه".

("الأناضول")

وبنبرة ملؤها الحزن والألم، أكد الطفل أنه "يواظب على زيارة قبري أبيه وأمه، ويدعو لهما بالرحمة".

وأدى الدمار الكبير في بلدة عزمارين، إلى مصرع 251 شخصا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة 284 آخرين بجروح، ما يشير إلى هول المأساة الإنسانية التي حلّت بهذه البلدة.

("الأناضول")

التعليقات