تزايد حوادث الغرق بين المهاجرين في البحر وانتشال عشرات الجثث

يواجه المهاجرون في البحر المتوسّط الظروف القاسية أثناء رحلاتهم، والتي تكون مميتة في بعض الأحيان، كما يواجهون الاستغلال والإيذاء من المهرّبين وتجّار الأرواح.

تزايد حوادث الغرق بين المهاجرين في البحر وانتشال عشرات الجثث

(Getty)

انتشلت قوّات خفر السواحل التونسيّة، ما لا يقلّ عن 70 جثّة لمهاجرين أفارقة غرقوا في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسّط إلى إيطاليا. وقال خفر السواحل، إنّه انتشل 31 جثّة، لكن قاضيًا في محكمة صفاقس، قال إنّ عدد الجثّة التي انتشلت منذ بداية الأسبوع، بلغ 70 جثّة على الأقلّ.

وتتزايد حوادث غرق المهاجرين في البحر المتوسّط، وبحسب باحثين، فإنّه على الرغم من المخاطر والتحدّيات الكبيرة المرتبطة بالهجرة البحريّة، فمن المحتمل أن تستمرّ الهجرة عبر البحار في لعب دور مهمّ في تاريخ البشريّة والتنمية، نظرًا لأنّ العالم أصبح أكثر ارتباطًا وعولمة، ومع استمرار عدم الاستقرار الاقتصاديّ والسياسيّ في دفع الناس للفرار من ديارهم، ستصبح الحاجة إلى سياسات وممارسات الهجرة الآمنة والإنسانيّة أكثر إلحاحًا.

ويعتبر تاريخ الهجرة البشريّة عبر البحار قديم قدم الحضارة الإنسانيّة نفسها، إذ منذ الأيّام الأولى للملاحة البحريّة، سافر البشر عبر مساحات شاسعة من المياه بحثًا عن فرص وموارد وأراضي جديدة، وفي حين أنّ هذه الرحلات غالبًا ما كانت مدفوعة بشعور من المغامرة والفرص، إلّا أنّها كانت أيضًا محفوفة بالمخاطر.

وفي العصر الحديث، كانت موجات الهجرة عبر البحار ذات أهمّيّة خاصّة، حيث أدّت التحسينات في تكنولوجيا النقل ونموّ النظم الاقتصاديّة والسياسيّة العالميّة إلى جعل السفر لمسافات طويلة أكثر جدوى وسهولة من أيّ وقت مضى، ومع ذلك، فقد أدّى هذا الوصول المتزايد إلى زيادة المخاطر، حيث يتزايد عدد الأشخاص الّذين يذهبون إلى البحار بحثًا عن حياة وفرص أفضل.

وتمّ إجراء دراسات لكوارث الهجرة البحريّة عبر مجموعة واسعة من التخصّصات، بما في ذلك علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والتاريخ والعلوم السياسيّة، وسلّطت هذه الدراسات الضوء على العوامل الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة المعقّدة الّتي تساهم في الهجرة، فضلًا عن التأثير البشريّ لكوارث الهجرة، وواحدة من أكثر الدراسات المعروفة لكوارث الهجرة البحريّة والتي درست تجارب المهاجرين الهايتيّين الّذين يحاولون عبور البحر الكاريبيّ إلى الولايات المتّحدة، وجدت أنّ دافع المهاجرين غالبًا ما يكون شعورهم باليأس، حيث سعوا للهروب من الفقر والعنف وعدم الاستقرار السياسيّ في وطنهم، ومع ذلك، كانت محاولاتهم للوصول إلى الولايات المتّحدة محفوفة بالمخاطر، حيث اعتمدوا في كثير من الأحيان على مهرّبين عديمي الضمير وقوارب مكتظّة كانت سيّئة التجهيز والصيانة.

ويواجه المهاجرون في البحر المتوسّط الظروف القاسية أثناء رحلاتهم، والتي تكون مميتة في بعض الأحيان، كما يواجهون الاستغلال والإيذاء من المهرّبين وتجّار الأرواح.

التعليقات