جنوب السودان: البرهان وحميدتي يوافقان "من حيث المبدأ" على هدنة لـ7 أيام

فيما تواصلت المعارك العنيفة في السودان بين قوات الجنرالين المتصارعين على السلطة، رغم هدنة يتم تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها، جنوب السودان تعلن أن البرهان وحميدتي وافقا "من حيث المبدأ" على هدنة مدتها 7 أيام.

جنوب السودان: البرهان وحميدتي يوافقان

(Getty Images)

أعلنت جنوب السودان، اليوم الثلاثاء، إن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، محمد حمدان دقلو، اتفقا "من حيث المبدأ" على هدنة مدتها سبعة أيام تبدأ في الرابع من أيار/ مايو الجاري.

وجاء في بيان صدر عن جارجية جنوب السودان أن رئيس جنوب السودان، سلفا كير، شدد على أهمية وقف إطلاق النار لفترة أطول وتعيين ممثلين في محادثات سلام. وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على تعيين ممثلين للمحادثات.

وورد أن جنوب السودان ضمن الدول التي ستستضيف المحادثات، وعرضت التوسط في الصراع الدائر في السودان.

وكشفت جنوب السودان عن اتفاق الأطراف المتصارعة في السودان على التهدئة في أعقاب اتصالات هاتفية أجراها كير، اليوم، مع كل من البرهان وحميدتي.

وركز كير في الاتصالات الهاتفية على ضرورة "إرساء هدنة طويلة المدة، واختيار مكان متفق عليه بين الأطراف المتصارعة من أجل عقد مفاوضات السلام".

وقالت خارجية جنوب السودان في بيانها إنه يتعين على الأطراف المتصارعة في السودان "اختيار المكان الذي تريد أن يشهد انعقاد مباحثات السلام بينهما".

وفي السياق، أوضح البيان أن مبادرة جنوب السودان لحل الأزمة في السودان جاءت في أعقاب اتصالات متعددة مع عدد من الشركاء الدوليين، بينهم مسؤولون من مصر، وأوغندا، وكينيا، وكندا، والمملكة المتحدة.

كما أشار إلى أن المباحثات بين جوبا والشركاء الدوليين بشأن السودان تطرقت أيضا إلى مسألة إيصال المساعدات الإنسانية للسودانيين، علاوة على عمليات إجلاء الرعايا الاجانب.

يذكر أن تقارير إعلامية عدة تحدثت، الإثنين، عن إمكانية استضافة السعودية لمباحثات السلام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتعد الهدنة الجديدة المعلنة من قبل جنوب السودان الرابعة منذ اندلاع الاشتباكات في السودان، حيث تم التوصل للاتفاقات السابقة برعاية سعودية - أميركية، غير أن طرفي الصراع في السودان لم يلتزما بها.

في هذه الأثناء، أعلنت نقابة أطباء السودان، الثلاثاء، ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 447 شخصا منذ بداية الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 نيسان/ المنصرم.

وذكرت النقابة الطبية، في بيان، أن "عدد الوفيات ارتفع إلى 447 حالة وفاة و2255 حالة إصابة بين المدنيين، منذ بداية الاشتباكات". وكانت آخر حصيلة أعلنت عنها النقابة الإثنين، هي 436 قتيلا و2175 حالة إصابة منذ بداية الاشتباكات.

وأوضحت النقابة أن "الاشتباكات ما زالت جارية بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة لليوم السابع عشر على التوالي، والتي أسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم حتى لحظة إصدار التقرير في العاصمة والأقاليم".

وأضافت: "يوجد العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر ولم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد".

تسارع وتيرة النزوح واللجوء

ودفعت المعارك الدامية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، بالآلاف للنزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى دول المنطقة.

ونزح أكثر من 330 ألف شخص داخل السودان وفقا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، بينما لجأ أكثر من 100 ألف إلى البلدان المجاورة معظمهم إلى مصر وتشاد وجنوب السودان.

وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ما يصل إلى 800 ألف شخص قد يغادرون السودان.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن القتال أرغم أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي.

ويثير الوضع في دارفور قلق مفوضية اللاجئين، حيث لا يزال الوضع الإنساني كارثيا. وتخشى وكالة الأمم المتحدة من أن تؤدي الاشتباكات الأخيرة إلى تأجيج التوترات العرقية والقبلية التي كانت قائمة - على الأراضي والوصول إلى الموارد - وتسبب نزوحا أكبر.

وتقدر مفوضية اللاجئين بأن 30 ألف شخص وصلوا إلى تشاد تم حتى الآن تسجيل أكثر من 21 ألفا منهم. وقالت المتحدثة باسم الوكالة، أولغا سارادو، أن الوكالة "تواصل عمليات التحقق والتسجيل".

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، نقلا عن بيانات الحكومة المصرية، إن حوالي 40 ألف سوداني و2300 مواطن من دول أخرى وصلوا إلى مصر.

وتقوم مفوضية اللاجئين ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة بتقييم حاجات اللاجئين. وتقدم المساعدات من قبل الأمم المتحدة ويتولى الهلال الأحمر المصري توزيعها على اللاجئين.

ووصل 27275 شخصا إلى جنوب السودان وفقا للارقام الصادرة عن المفوضية، وغالبيتهم (20932) من جنوب السودان. هناك أيضا 2679 سودانيا بالإضافة إلى 3364 مواطنا من دول أخرى.

والأشخاص الذين يصلون إلى الحدود هم من المسنين والمعوقين والحوامل والنساء اللواتي لديهن أطفال والأسر الكبيرة.

وأنشأت المفوضية مركز عبور حيث يمكن للوافدين الجدد تلقي الإغاثة الطارئة والاستفادة من خدمات حماية الطفل ولم الشمل والخدمات للاتصال بأسرهم والتخطيط لخطوتهم التالية.

التعليقات