سوليفان يُبيّن إستراتيجية واشنطن تجاه الشرق الأوسط ويتجه إلى السعودية

قدم مستشار الأمن القومي الأميركي شرحا مفصلا حول إستراتيجية البيت الأبيض تجاه المنطقة، وأعلن سيزور السعودية، يوم غد، السبت، لإجراء محادثات مع قادتها، إذ تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز العلاقات المتوترة مع الرياض.

سوليفان يُبيّن إستراتيجية واشنطن تجاه الشرق الأوسط ويتجه إلى السعودية

(Getty Images)

يتوجه مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إلى السعودية "نهاية الأسبوع الجاري"، لإجراء محادثات مع القادة السعوديين ومسؤولين هنود وإماراتيين، حسبما قال في كلمة ألقاها مساء أمس، الخميس، تتعلق بالإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط.

وأوضح سوليفان في كلمته في المركز الفكري "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" (إنستيتيوت فور ذا نير إيست بوليسي) أنه "في نهاية هذا الأسبوع سأكون في السعودية لعقد اجتماعات مع قادتها". وألمح إلى أنه سيلتقي ولي العهد، محمد بن سلمان.

وتأتي زيارة ساليفان التي تبدأ يوم غد، السبت، في أجواء من التوتر في العلاقات بين واشنطن والرياض منذ زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية، صيف 2022، على الرغم من تعاون البلدين في عدد من القضايا بينها الأزمة في السودان مؤخرا.

وأضاف سوليفان أن نطيريه الإماراتي والهندي "سيحضران إلى السعودية أيضا في إطار الاجتماعات حتى نتمكن من مناقشة مجالات جديدة للتعاون بين نيودلهي والخليج وكذلك الولايات المتحدة وبقية المنطقة الذي يستند جزئيا إلى الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة العام الماضي بين الهند والإمارات".

وتابع في ما وصف بأنه خطاب حول الإستراتيجية الأميركية، أنه "هذا يمكن أن يساعدنا في المضي قدما في بعض المبادرات العملية جدا التي نعتقد أنها ستكون مختلفة عن أي شيء رأيناه في المنطقة في السنوات الأخيرة".

وقال سوليفان إن النزاع في اليمن سيكون "موضوعا مهما" خلال المناقشات التي ستجري في نهاية الأسبوع الجاري، مشيدا بعمل الأطراف على "خارطة طريق لإنهاء الحرب في نهاية المطاف".

إستراتيجية واشنطن تجاه الشرق الأوسط

وتطرق سوليفان إلى قضايا الشرق الأوسط من إيران وسورية والعراق وصولا إلى الصراع العربي/ الفلسطيني - الإسرائيلي، مؤكدا أن "التزامنا حيال منطقة الشرق الأوسط ثابت" ويستند إلى "إستراتيجية واقعية وبراغماتية في الآن نفسه".

وقال إن هذه الإستراتيجية مبنية على "خمسة مبادئ أساسية هي الشراكات والردع والدبلوماسية وخفض التصعيد والتكامل و(الدفاع عن) القيم".

المساعي للتطبيع بين إسرائيل والسعودية

وقال سوليفان إن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وأضاف "في نهاية المطاف، الوصول إلى التطبيع الكامل هو مصلحة أمن قومي معلنة للولايات المتحدة. لقد كنا واضحين بشأن ذلك".

وتابع "الآن كدليل على جديتي بشأن مدى تركيزنا على هذا، ومدى جدية تعاملنا مع هذا، لن أقول أي شيء آخر كي لا أحبط الجهود التي نبذلها بشأن هذه القضية".

تأخر زيارة نتنياهو للبيت الأبيض

وردا على سؤال عما إذا كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيدعى إلى زيارة البيت الأبيض، قال "عندما تكون هناك زيارة يجب الإعلان عنها، سنفعل ذلك".

وقلل سوليفان من أهمية التوترات الأميركية مع إسرائيل منذ تولى نتنياهو رئاسة الحكومة الحالية، في أواخر العام الماضي. وقال إنه عقد اجتماعا عبر دائرة تلفزيونية مع نظيره الإسرائيلي، أول أمس،الأربعاء، وإن نتنياهو شارك في جزء منه.

النووي الإيراني

وجدد سوليفان التأكيد أن واشنطن ستفعل كل ما في وسعها لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، معتبرا أن الخروج من الاتفاق النووي لعام 2015 بقرار من الرئيس السابق، دونالد ترامب، كان "خطأ فادحا".

وأوضح أن واشنطن لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي للتحدي الذي تشكله طهران. وأضاف "نعم، سنتخذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي".

وقال "في نهاية المطاف، هذا هو الاختبار الأساسي: عدم تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي. ليس لديهم اليوم ولا يمكنهم امتلاك واحد". وأشار سوليفان إلى أن واشنطن تعمل مع حلفاء من بينهم إسرائيل لردع إيران عن تطوير سلاح.

وأضاف "سنواصل إرسال رسالة واضحة حول تكلفة وعواقب المبالغة في ذلك، بينما نواصل في الوقت نفسه البحث عن إمكانية التوصل إلى نتيجة بوساطة دبلوماسية تعيد برنامج إيران النووي إلى الصندوق".

التعليقات