مبعوث صيني رفيع يزور أوكرانيا وروسيا في مسعى للتسوية

سيصبح لي أكبر مسؤول صيني يزور أوكرانيا منذ غزو روسيا لها في فبراير شباط/ فبراير 2022، وربما تتزامن رحلته مع بدايات هجوم أوكراني مضاد طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا.

مبعوث صيني رفيع يزور أوكرانيا وروسيا في مسعى للتسوية

(Getty Images)

يبدأ مبعوث صيني رفيع المستوى، اليوم الإثنين، جولة تشمل أوكرانيا وروسيا ودولا أوروبية أخرى، في مهمة تقول الصين إنها تهدف إلى بحث سبل التوصل إلى "تسوية سياسية" للأزمة الأوكرانية.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، يوم الجمعة الماضي، أن ممثل الصين الخاص لشؤون منطقتي أوروبا وآسيا وسفير بكين السابق لدى روسيا، لي هوي، سيزور أيضا بولندا وفرنسا وألمانيا ضمن جولة تستغرق عدة أيام.

ولم تكشف بكين عن جدول زمني مفصل لجولة مبعوثها الخاص.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ ون بين، في مؤتمره الصحافي اليومي، إن "الزيارة... شهادة على جهود الصين نحو تعزيز محادثات السلام، وتوضح تماما التزام الصين الراسخ بالسلام".

وسيصبح لي أكبر مسؤول صيني يزور أوكرانيا منذ غزو روسيا لها في فبراير شباط/ فبراير 2022، وربما تتزامن رحلته مع بدايات هجوم أوكراني مضاد طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا.

ومن المقرر أن تكون أوكرانيا المحطة الأولى في جولته وفقا لمصدرين مطلعين على الأمر.

وتأتي الزيارة بعد أسابيع من إجراء الرئيس الصيني، شي جينبينغ، مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في أواخر الشهر الماضي، والتي كانت أول محادثات بين الزعيمين منذ بدء الحرب.

ووصف زيلينسكي الاتصال في تغريدة على تويتر بأنه كان "طويلا ومجديا"، بينما قال شي إن الصين ستركز جهودها على نشر السلام، لكن مقترحات بكين لإنهاء الصراع قوبلت ببعض الشكوك في الغرب نظرا لعلاقاتها مع روسيا.

ومع ذلك، حث العديد من القادة الأوروبيين، بما في ذلك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الرئيس شي على التحدث مع زيلينسكي والاضطلاع بدور أكثر فاعلية لكبح تصرفات موسكو.

وتروج بكين منذ شباط/ فبراير إلى خطة مؤلفة من 12 نقطة لتسوية الأزمة الأوكرانية سياسيا.

لكن الخطة، التي طرحتها بكين في الذكرى الأولى للغزو الروسي، كانت إلى حد كبير تكرارا لمواقف الصين السابقة حول الحرب. وحثت بكين الجانبين على الاتفاق على وقف تدريجي للتصعيد وحذرت من استخدام الأسلحة النووية.

وتستبعد كييف فكرة التنازل عن أراض لروسيا وتقول إنها تريد استعادة كل شبر من أراضيها. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014 وأعلنت منذ العام الماضي أنها ضمت أربع مناطق أوكرانية أخرى.

ومنذ بدء الحرب، امتنعت الصين عن إدانة موسكو حليفتها الإستراتيجية أو الإشارة إلى ما قامت به على أنه "غزو"، مما أثار انتقادات من دول أوروبية ومن الولايات المتحدة التي شككت في مصداقية الصين كوسيط محتمل في الصراع.

ومهما كانت الرسالة التي سيوصلها لي، فإنها ستكون محل دراسة دقيقة نظرا لقلق الدول الغربية من اجتماع شي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في آذار/ مارس الماضي.

وكان الزعيمان قد أبرما اتفاق شراكة "بلا حدود" بين بلديهما قبل أقل من ثلاثة أسابيع من بدء الغزو الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة".

التعليقات