الهجوم المضاد: "فاغنر" تتهم موسكو بالتضليل وتشير إلى تقدم أوكرانيا

أكد رئيس "فاغنر" أنه "تم تسليم العدو أجزاء كبيرة" من الأراضي، مضيفا بأن القوات الأوكرانية حاولت بالفعل عبور نهر دنيبرو الذي يشكّل حدودا طبيعيا على خط المواجهة.

الهجوم المضاد:

(أ ب)

اتّهم رئيس مجموعة "فاغنر" المسلّحة، يفغيني بريغوجين، كبار المسؤولين في موسكو بخداع الروس بشأن سير الهجوم الأوكراني المضاد وأشار إلى تقدّم كييف ميدانيا.

وفي وقت سابق هذا الشهر، أطلق الجيش الأوكراني هجوما مضادا في شرق وجنوب الدولة المدعومة من الغرب في مسعى لاستعادة مناطق سيطرت عليها القوات الروسية العام الماضي.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا بأن الهجوم الأوكراني يفشل.

لكن بريغوجين الذي قادت قواته على مدى شهور هجوما لاستعادة بلدات في شرق أوكرانيا تشمل باخموت، اتّهم وزارة الدفاع بالكذب وخسارة أراض لصالح القوات الأوكرانية.

وقال في تسجيل صوتي نشره ناطقون باسمه "إنهم يضللون الشعب الروسي".

ولفت إلى خسارة عدة قرى بينها بياتيخاتكي، مشيرا إلى نقص في السلاح والذخيرة.

وأكد "تم تسليم العدو أجزاء كبيرة" من الأراضي، مضيفا بأن القوات الأوكرانية حاولت بالفعل عبور نهر دنيبرو الذي يشكّل حدودا طبيعيا على خط المواجهة.

وتابع "يتم إخفاء كل ذلك عن الجميع".

وأفاد "ستستيقظ روسيا يوما ما لتكتشف بأنه تم أيضا تسليم القرم إلى أوكرانيا".

أعلنت كييف بدورها تحقيق مكاسب متواضعة.

وشدد بوتين مجددا على أن الجنود الأوكرانيين تكبدوا "خسائر كبيرة" وقال هناك "جمود معيّن" على الجبهة.

حلفاء أوكرانيا يريدون تحميل روسيا إعادة إعمارها

تعهّد حلفاء كييف الغربيون الأربعاء زيادة المساعدات المالية للاقتصاد الأوكراني الذي دمرته حرب مستمرة منذ أكثر من عام، لكنهم حذروا روسيا من أنها ستضطر في النهاية إلى دفع تكاليف إعادة الإعمار.

في حين تقر كييف بأن هجومها المضاد الذي يواجه مقاومة قوية من الجيش الروسي، لا يسير بالزخم الذي كانت تأمله، يشارك قادة وممثلو أكثر من 60 بلدا الأربعاء والخميس في هذا المؤتمر المخصص لإعادة إعمار أوكرانيا.

ويرمي المؤتمر إلى حشد دول وشركات ومؤسسات مالية كبرى لإعادة بناء البنى التحتية وإزالة الألغام وإعادة إطلاق الاقتصاد وتمويل الخدمات العامة.

وستكلّف إعادة بناء الاقتصاد 411 مليار دولار وفقا لدراسة حديثة أجراها البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الأوكرانية.

وهذا المبلغ مرشّح للارتفاع خصوصا مع تدمير سد كاخوفكا للطاقة الكهرومائية في مطلع حزيران/يونيو، في منطقة خاضعة لسيطرة روسيا، وهو ما أدى إلى فيضانات كبرى.

وتقدّر كييف كلفة الأضرار البيئية بـ1,5 مليار دولار، من دون احتساب "الخسائر اللاحقة بالقطاع الزراعي والبنى التحتية والمساكن وتكلفة إعادة بناء المحطة الكهرومائية"، وفق رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء "لنكن واضحين... روسيا تتسبب في تدمير أوكرانيا وستتحمل في النهاية كلفة إعادة إعمار أوكرانيا".

من جهتها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "يجب تحميل المعتدي المسؤولية".

والأربعاء وافق الاتحاد الأوروبي على الحزمة الحادية عشرة من العقوبات ضد روسيا.

وأشار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى سعي للتنسيق مع الحلفاء بشأن استخدام أصول روسية مجمّدة.

وأعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية "توحيد الجهود" مع الحكومة الأوكرانية لتحرير 600 مليون يورو على شكل قروض وهبات من جهات دولية مانحة لضمان أمن الطاقة في البلاد.

وجاء في بيان للهيئة أنها "وقّعت اليوم (الأربعاء) ثلاث مذكّرات تفاهم مع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال" تشمل رصد 200 مليون يورو للشركة الوطنية المشغّلة "أوكرينرغو"، والمبلغ نفسه لشركة الغاز "نافتوغاز" وكذلك الأمر للشركة المزوّدة بالطاقة الكهرومائية "أوكرهيدروإنرغو".

بانتظار ترجمة هذا الطرح، الذي ينطوي على معوقات قانونية، على أرض الواقع، عزّز حلفاء كييف مساعداتهم المالية للاستجابة إلى الاحتياجات الهائلة.

وأعلنت الولايات المتحدة مساعدة اقتصادية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1,3 مليار دولار تركز على حاجات الطاقة والبنى التحتية.

وأفرجت لندن عن ضمانات ائتمانية من البنك الدولي تصل إلى ثلاث مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات لتمويل الخدمات العامة الأوكرانية.

ويضاف إلى ذلك 240 مليون جنيه إسترليني (280 مليون يورو) من مساعدات ثنائية مخصصة لإزالة الألغام ولمشاريع إنسانية.

وحرّرت فرنسا 40 مليون يورو لإعادة بناء خدمات الطوارئ، خصوصا المعدّات الطبية.

واقترحت المفوضية الأوروبية الثلاثاء حزمة مساعدات قيمتها 50 مليار يورو حتى العام 2027.

ويسعى مؤتمر لندن أيضا إلى تحفيز القطاع الخاص. وبحثت دول مجموعة السبع في آلية لضمان الاستثمارات الخاصة في أوكرانيا، ستعدّها باريس للشركات الفرنسية.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي "نحن مجتمعون لتوجيه رسالة بغاية الوضوح: لدينا ثقة بمستقبل اوكرانيا".

من جهتها، تسعى أوكرانيا إلى إقناع حلفائها بتصميمها على مواصلة الإصلاحات التي نفّذتها في السنوات الأخيرة، خصوصا في مكافحة الفساد المستشري منذ فترة طويلة.

ميدانيا، تحاول القوات الأوكرانية استعادة الأراضي التي احتلها الروس منذ بدء غزو البلاد في شباط/فبراير 2022.

لكن في مقابلة أجرتها معه شبكة "بي بي سي" أقر زيلينسكي بأن تقدم هذا الهجوم كان "أبطأ مما كان يرغب فيه. يعتقد البعض أنه فيلم هوليوودي ويتوقعون النتائج الآن. إنه ليس كذلك".

ورد زيلينسكي بانفعال على تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار فيها إلى أن أوكرانيا في قبضة "نازيين جدد" يضطهدون الناطقين بالروسية، ووصف فيها نظيره الأوكراني بأنه "عار على اليهود".

وقال زيلينسكي "يبدو وكأنه لا يفهم حقا ما يقول"، وتابع "آسف ولكن كأنه ثاني ملوك معاداة السامية بعد هتلر"، مضيفا "إنه رئيس يتحدث... في عالم متحضّر، لا يمكن التحدث على هذا النحو".

التعليقات