اتّساع حرائق الغابات في البرتغال وموجة حرّ تضرب إسبانيا

إسبانيا الّتي تغلّبت على ثلاثة حرائق اندلعت في نهاية هذا الأسبوع، في حالة تأهّب بسبب زيادة مخاطر الحرائق الناجمة عن موجة حرّ هي الثالثة خلال الصيف

اتّساع حرائق الغابات في البرتغال وموجة حرّ تضرب إسبانيا

(Getty)

أكّدت تقارير إخباريّة مختلفة من البرتغال، أنّ البلاد تقف في حالة تأهّب بسبب ارتفاع درجات الحرارة، في الوقت الذي يكافح فيه مئات رجال الإطفاء حرائق الغابات.

وتمّ نشر ألف من رجال الإطفاء بعيد ظهر الاثنين لمكافحة الحرائق في محيط أوريم (وسط) وأوديميرا (جنوب)، مدعومين بـ12 طائرة إطفاء، وفقًا لتقرير صادر عن الهيئة الوطنيّة للحماية المدنيّة على صفحتها على الإنترنت.

ومع توقّع أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة في العديد من المناطق الوسطى والجنوبيّة، فإنّ البلاد حاليًّا في حال تأهّب بسبب "مخاطر حرائق عالية جدًّا أو قصوى في جميع أنحاء الإقليم".

أمّا إسبانيا الّتي تغلّبت على ثلاثة حرائق اندلعت في نهاية هذا الأسبوع، فهي في حالة تأهّب أيضًا بسبب زيادة مخاطر الحرائق الناجمة عن موجة حرّ هي الثالثة خلال الصيف.

ويستمرّ حريق الغابات في التقدّم بسبب الرياح في أوديميرا قرب الساحل الجنوبيّ الغربيّ للبلاد، بعدما كان قد أجبر السلطات على القيام بعمليّات إجلاء مؤقّتة الأحد، حسبما أفاد قائد الحماية المدنيّة خوسيه ريبيرو وسائل إعلام محلّيّة. وتسبّب الحريق الّذي اندلع السبت في تسع إصابات طفيفة بين رجال الإطفاء. وحشد مركز أوريم أكثر من 300 متخصّص تساعدهم سبع طائرات.

وقال قائد الحماية المدنيّة خورخي غامًا "لقد شهدنا بعض عمليّات تجدّد الحرائق، لكنّ الوضع يتطوّر بشكل إيجابيّ".

في نهاية هذا الأسبوع، دمّر حريق كبير اندلع الجمعة في بلدة كاستيلو برانكو (وسط)، حوالي سبعة آلاف هكتار، وفقًا لتقدير مؤقّت صادر عن السلطات.

وتقف البرتغال، الّتي عانت موجة حرّ مبكّرة بشكل استثنائيّ في الربيع، على الخطّ الأماميّ في مواجهة تغيّر المناخ وعواقبه.

وللتعامل مع هذا الواقع، نشرت الدولة أهمّ نظام إطفاء لديها هذا العام، معتمدة على أكثر من ستّين طائرة إطفاء.

وأتت حرائق الغابات على أكثر من 110 آلاف هكتار العام الماضي، أي نحو أربع مرّات أكثر من العام السابق.

في إسبانيا، تمّ وضع مقاطعات الأندلس (جنوبًا) وكاستيلا لا مانشا (وسط) وإكستريمادورا (غربًا) في حالة إنذار برتقاليّ، حيث وصلت الحرارة إلى 43 درجة مئويّة الاثنين، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوّيّة الوطنيّة.

ومن المتوقّع أن يشهد الأربعاء ذروة الموجة الحارّة الثالثة خلال هذا الصيف، والّتي ستطال شبه الجزيرة الأيبيريّة بأكملها، ويتوقّع أن تستمرّ حتّى الخميس.

وأصدرت وكالة الأرصاد الجوّيّة إنذارًا أحمر (مرادفًا لخطر أقصى) ليوم الأربعاء في منطقة مدريد، حيث قد تصل درجات الحرارة إلى 42 أو 43 درجة، وفي منطقة جيان الأندلسيّة (جنوبًا) حيث توقّعت أن تصل الحرارة إلى 44 درجة.

وأشارت الوكالة عبر منصّة "إكس" (تويتر سابقًا) إلى "إنذار باللون البرتقاليّ، أي إلى خطر كبير، في معظم شبه الجزيرة"، موضّحة أنّ الحرارة ستكون في حدود 38 إلى 42 درجة.

وتأتي هذه الموجة الحارّة الجديدة في أعقاب نهاية أسبوع صعبة بالنسبة لرجال الإطفاء الإسبان، الّذين كافحوا الحرائق على ثلاث جبهات.

وفي كاتالونيا (شمال شرق) على ساحل البحر المتوسّط على الحدود مع فرنسا، أعلن رجال الإطفاء صباح الاثنين أنّهم "سيطروا" على حريق اندلع الجمعة وأتى على حوالي 600 هكتار.

أمّا الحريقان الآخران اللّذان باتا تحت السيطرة، فقد طال أحدهما نحو 450 هكتارًا في محافظة ولبّة يومي السبت والأحد، والآخر اندلع على بعد أقلّ من عشرة كيلومترات من مدينة قادس بعد ظهر الأحد.

وتعدّ كاتالونيًّا والأندلس المنطقتين الأكثر تضرّرًا من الجفاف في إسبانيا.

وقد احترق أكثر من 70 ألف هكتار في إسبانيا منذ بداية العام، وهو رقم لا يزال بعيدًا من الرقم القياسيّ للعام 2022 الّذي شهد القضاء على أكثر من 300 ألف هكتار، وفقًا لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبّيّ (إيفيس).

التعليقات