الاحتياطي الفيدرالي يبقي سعر الفائدة دون تغيير ويتوقع تشديد السياسة النقدية

صوّت الاحتياطي الفدرالي الأميركي، الأربعاء، لصالح إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 22 عاما، فيما توقّع زيادة إضافية لها قبل نهاية العام لخفض التضخم.

الاحتياطي الفيدرالي  يبقي سعر الفائدة دون تغيير ويتوقع تشديد السياسة النقدية

رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول (Getty Images)

أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي الأميركي)، على أسعار الفائدة بلا تغيير، اليوم الأربعاء، فما شدد سياسته النقدية، وسط توقعات بأن يرفع سعر الفائدة مجددا بحلول نهاية العام الجاري.

وقال البنك المركزي في بيان إن قرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على سعر الإقراض الرئيسي بين 5.25% و5.50%، يمنح المسؤولين الوقت "لتقييم المعلومات الإضافية وتبعاتها على السياسة النقدية".

وبعد رفع أسعار الفائدة 11 مرة منذ آذار/ مارس من العام الماضي، انخفض التضخم بشكل حاد لكنه ما زال أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في 2% سنويا، ما يبقي الضغط على المسؤولين للنظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات.

وقال الاحتياطي الفيدرالي إن النشاط الاقتصادي يتوسع "بوتيرة قوية"، مشيرا إلى زيادة الوظائف وانخفاض معدل البطالة. وكانت مجموعة من البيانات الاقتصادية الإيجابية قد أحيت الآمال في أن يبطئ صناع السياسات وتيرة الزيادات في الأسعار دون التسبب في ركود.

وبالإضافة إلى قرارها بشأن سعر الفائدة، حدّثت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) التي تحدد سعر الفائدة، توقعات الأعضاء حول مجموعة من المؤشرات الاقتصادية، بالإضافة إلى توقعات السياسة النقدية المستقبلية.

ومثلما فعلوا في حزيران/ يونيو الماضي، ترك أعضاء اللجنة التوقعات المتوسطة لأسعار الفائدة بين 5.50% و5.75%، مع الحفاظ على إمكان رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى قبل نهاية العام.

لكن توقعات البنك المركزي الفصلية المحدثة تشير إلى تراجع أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية فحسب في 2024، مقارنة بتوقعات هبوطها نقطة مئوية كاملة خلال اجتماع البنك المركزي في حزيران/ يونيو الماضي.

ومن المتوقع انخفاض مؤشر البنك الرئيسي لقياس التضخم إلى 3.3% بحلول نهاية العام الجاري وإلى 2.5% في العام المقبل وإلى 2.2% بحلول نهاية 2025.

وقالت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، التي تحدد سعر الفائدة، في بيان، إن "التضخم لا يزال مرتفعا". وشمل البيان توقعات تتضمن نموا اقتصاديا ونموا للوظائف أقوى من التوقعات السابقة، مع إبقاء احتمالات "الهبوط الناعم" للاقتصاد في الاعتبار.

باول يحذر: التوقعات ليست خطة عمل

وحذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مساء الأربعاء، من أن توقعات البنك المركزي الجديدة، التي تظهر بقاء التشديد في السياسة النقدية لفترة أطول، ليست خطة عمل.

وقال، فيما يتعلق بتوقعات أسعار الفائدة الجديدة، "لا أريد أن أضفي على الأمر صفة أنه خطة فعلا"، ولكن بدلا من ذلك فإن التوقعات تعكس وجهة نظر المسؤولين بأن أداء الاقتصاد سيكون أفضل مما توقعوه قبل بضعة أشهر.

وأضاف باول، الذي تحدث بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة والذي أبقى أسعار الفائدة ثابتة مع توقع زيادة أخرى في وقت لاحق من العام، أن المسؤولين سيواصلون عقد "اجتماع تلو الآخر" بشأن أسعار الفائدة و"مستعدون لرفع أسعار الفائدة أكثر إذا كان ذلك مواتيا".

التعليقات