السلطات الروسية تهدد بدفن نافالني في السجن وواشنطن تعلن عن حزمة عقوبات كبيرة

أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكبر حزمة من العقوبات الأميركية على روسيا منذ غزوها أوكرانيا، تستهدف أكثر من 500 شخص وكيان في عدة دول، وذلك عشية الذكرى الثانية للغزو وبعد أيام من وفاة نافالني.

السلطات الروسية تهدد بدفن نافالني في السجن وواشنطن تعلن عن حزمة عقوبات كبيرة

(أ ب)

هدد محققون روس الجمعة بدفن أليكسي نافالني داخل مجمع السجون في المنطقة القطبية حيث توفي إذا لم توافق عائلته على إجراء مراسم دفن مغلقة، حسبما أعلن فريق المعارض الروسي البارز.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وتوفي نافالني في 16 شباط/فبراير الحالي بعد ثلاث سنوات في السجن بتهم ينظر إليها على نطاق واسع على أنها رد انتقامي على حملته ضد الكرملين.

وترفض السلطات حتى الآن تسليم جثته لوالدته التي وصلت إلى مجمع السجون في شمال سيبيريا السبت الماضي.

وكتبت المتحدثة باسم نافالني، كيرا يارميش، على منصة "إكس": "قبل ساعة اتصل محققون بوالدة أليكسي وأعطوها مهلة. أمامها ثلاث ساعات للموافقة على مراسم دفن سرية بدون وداع شعبي وإلا يُدفن أليكسي في المجمع".

وأضافت أن والدته ليودميلا نافالنايا "رفضت التفاوض... لأن ليس لديهم صلاحية اتخاذ القرار بشأن كيف وأين تدفن ابنها".

وقال فريق نافالني إن الكرملين "يخشى" المعارض حتى بعد وفاته، ويرفض السماح بجنازة شعبية يمكن أن تتحول إلى عرض تأييدا له وضد بوتين.

ووصف الفريق في وقت سابق بوتين بـ"القاتل" الذي يحاول التستر على أفعاله بعدم السماح بتحليل جنائي مستقل لجثمان نافالني.

واعتقلت الشرطة الروسية مئات الأشخاص في مزارات تكريمية أقيمت لنافالني خلال الأسبوع المنصرم.

ولم يصدر عن بوتين أي تعليق بشأن وفاة نافالني.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكبر حزمة من العقوبات الأميركية على روسيا منذ غزوها أوكرانيا، تستهدف أكثر من 500 شخص وكيان في عدة دول، وذلك عشية الذكرى الثانية للغزو وبعد أيام من وفاة نافالني.

وأعلنت وزارة الخارجية أن ثلاثة مسؤولين روس من بين المستهدفين لصلتهم بوفاة نافالني.

وحذر بايدن الجمعة في بيان من أنه "إذا لم يدفع بوتين ثمن الموت والدمار اللذين يتسبب فيهما، سيواصل" أفعاله.

وأشار إلى عقوبات تستهدف "أفرادا على ارتباط بسجن نافالني"، وكذلك "قطاع روسيا المالي والبنية التحتية لصناعتها الدفاعية وشبكات الإمداد وجهات الالتفاف على العقوبات عبر عدة قارات".

واستهدفت وزارة الخزانة ووزارة الخارجية أكثر من 500 فرد وكيان في 11 و26 دولة على التوالي (من بينها الصين وألمانيا)، قامت بتجميد أصولهم في الولايات المتحدة وتقييد حصولهم على تأشيرات الدخول. وبشكل منفصل، أضافت وزارة التجارة 93 شركة إلى قائمة عقوباتها.

يرتفع بذلك عدد الجهات المستهدفة بالعقوبات الأميركية منذ بداية الحرب إلى أكثر من أربعة آلاف.

الهدف من هذه العقوبات هو الحد من الموارد المالية المتاحة للحكومة الروسية لتمويل الحرب ضد أوكرانيا التي بدأت قبل عامين في 24 شباط/فبراير 2022.

وقال جو بايدن في بيانه "نتخذ خطوات لمواصلة خفض عائدات قطاع الطاقة في روسيا، وقد طلبت من فريقي تكثيف الدعم للمجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة وجميع أولئك الذين يناضلون من أجل الديمقراطية في جميع أنحاء العالم".

وتشمل القائمة الطويلة شركات تكنولوجيا في قطاعات أشباه الموصلات والبصريات والمسيّرات وأنظمة المعلومات، وحتى معهدين للرياضيات التطبيقية.

كما تشمل العقوبات نظام الدفع الروسي "مير"، الذي مكّن تطويره روسيا من "بناء بنية تحتية مالية سمحت لها بالالتفاف على العقوبات ومعاودة الصلات المقطوعة مع النظام المالي الدولي"، وفق وزارة الخزانة الأميركية.

وجرى تطوير بطاقات مير عام 2015 في مواجهة العقوبات الغربية بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، وهي تسمح للروس بتسديد المدفوعات وسحب الأموال في عدد من البلدان الأجنبية.

وقالت وزارة الخزانة في بيان إن واشنطن تستهدف "الأفراد الموجودين خارج روسيا الذين يسهلون أو ينظمون أو يشاركون أو يدعمون نقل التقنيات والمعدات الحيوية إلى القاعدة الصناعية العسكرية الروسية".

وتوعدت بمواصلة فرض العقوبات "على الأشخاص، أينما كانوا، الذين يسمحون لروسيا بإعادة الاتصال بالأسواق المالية العالمية باستخدام قنوات غير مشروعة".

واعتبرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن فلاديمير بوتين "رهن حاضر ومستقبل الشعب الروسي"، و"الكرملين يختار إعادة توجيه اقتصاده لصناعة الأسلحة لقتل جيرانه في أسرع وقت ممكن، على حساب على المستقبل الاقتصادي لشعبه".

التعليقات