مبعوث بايدن: "الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد" لوقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل

قال المبعوث الأميركي الخاص إنه في حالة نشوب "حرب محدودة" عبر الحدود الجنوبية للبنان فإنها لن تكون "قابلة للاحتواء"، وذلك خلال زيارة تستغرق يوما واحدا إلى بيروت، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف تبادل إطلاق النار.

مبعوث بايدن:

هوكشتاين في بيروت (Getty Images)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، اليوم الإثنين، أن "الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد" لوقف المواجهات الحدودية المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل، والمتواصل منذ نحو خمسة أشهر على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال هوكشتاين في حديثه للصحافيين من بيروت، "تؤمن الولايات المتحدة بأن الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد لإنهاء العمليات العدائية الحالية". وأضاف عقب لقائه رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، أن "وقف إطلاق النار المؤقت ليس كافيًا".

وأشار إلى ضرورة تغيير "الصيغة الأمنية على طول الخط الأزرق من أجل ضمان أمن الجميع".

وأجرى هوكشتاين محادثات مع مسؤولين لبنانيين آخرين، بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وقائد الجيش، جوزيف عون.

وقال هوكشتاين إن إيجاد حل دبلوماسي "ليس مجرد جهد أميركي"، مضيفا أن واشنطن تعمل مع "شركاء دوليين (...) لتعزيز فرص الاستقرار في لبنان".

وأضاف إنه سيكون هناك دعم دولي للبنان يشمل اقتصاده وجيشه "لكن هذا لا يمكن أن يبدأ إلا عندما نتمكن من التوصل إلى نقطة للمضي قدمًا".

وبحسب هوكشتاين، فإن التوصل لهدنة في غزة لن يؤدي بالضرورة إلى نهاية المواجهات الحدودية المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل، محذرا من مخاطر تصعيد الصراع.

وقال: "ليس من الضروري أنه في حالة التوصل لوقف إطلاق للنار في غزة أن يمتد ذلك تلقائيا" إلى لبنان.

وفي وقت سابق الإثنين، قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، "من أراد أن يكون وسيطًا، عليه أن يتوسط لإيقاف العدوان، لا أن يتوسط لمنع المساعدة" من قبل حزب الله.

وأضاف قاسم في كلمة متلفزة خلال مؤتمر حضره عدد من القوى والأحزاب الداعمة لفلسطين "أوقفوا العدوان على غزة، تتوقف الحرب في المنطقة. هذه المعادلة أصبحت واضحة".

وتتزامن زيارة المبعوث الأميركي لبيروت مع جهود وساطة مستمرة في القاهرة للتوصل إلى هدنة بعد أن كثفت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء اسرائيل، ضغوطها من أجل تنفيذ وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى غزة.

وفي زيارته الأخيرة إلى بيروت في كانون الثاني/ يناير الماضي، حضّ مبعوث الرئيس الأميركي لمنع التصعيد في المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، على ضرورة "إيجاد حل دبلوماسي" ينهي التصعيد على جانبي الحدود.

وقال حينذاك "علينا أن نجد حلًا دبلوماسيًا يسمح للمواطنين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم في جنوب لبنان" ويمكّن كذلك الإسرائيليين "من العودة إلى منازلهم" في الشمال.

ذكر أن وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، كان قد هدد بأن إسرائيل لن توقف عملياتها ضد حزب الله حتى لو توصلت لاتفاق هدنة مؤقتة مع حركة حماس في قطاع غزة.

وقال غالانت في 29 شباط/ فبراير الماضي، "سنواصل إطلاق النار (على حزب الله)، بغضّ النظر عمّا يحدث في الجنوب، حتى نحقّق هدفنا" المتمثّل في إبعاد حزب الله عن المنطقة الحدودية.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2022، أبرم لبنان وإسرائيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما بعد أشهر من مفاوضات شاقة بوساطة واشنطن، قادها هوكشتاين، وقد سلما الإحداثيات الجغرافية الجديدة للأمم المتحدة بحضور الوسيط الأميركي.

وزار بيروت في الأشهر الأخيرة مسؤولون غربيون حضوا على ضبط النفس والدفع باتجاه إيجاد حلول دبلوماسية.

ودفع التصعيد المستمر منذ نحو خمسة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم. وأسفر في لبنان عن استشهاد 296 شخصًا على الأقل، بينهم 207 مقاتلين من حزب الله و46 مدنيًا.

وفي إسرائيل، أقر جيش الاحتلال بمقتل عشرة جنود وسبعة مدنيين.

التعليقات