أثار تصريح البابا فرنسيس أمس، خلال مقابلة إذاعية، انتقادات ضد، عندما رد على سؤال حول رأيه في الجدل الدائر بين من يقولون إن على أوكرانيا الموافقة على محادثات سلام وبين من يقولون إن أي مفاوضات من شأنها أن تضفي الشرعية على عدوان موسكو، وقال إنه "أعتقد أن الأقوى هو من ينظر إلى الوضع ويفكر في شعبه ويمتلك شجاعة الراية البيضاء ويجلس للتفاوض".
وانتقد مسؤولون أوكرانيون وحلفاؤهم تصريح البابا بأن على كييف يجب أن تتمتع "بالشجاعة" للتفاوض لإنهاء الحرب مع روسيا، وهو تصريح فسره الكثيرون على أنه دعوة لأوكرانيا للاستسلام.
استخدم وزير خارجية بولندا، الحليف القوي لكييف، وسفير أوكرانيا لدى الفاتيكان تشبيهات من فترة الحرب العالمية الثانية لإدانة تصريحات البابا، بينما أكد زعيم إحدى الكنائس المسيحية في أوكرانيا اليوم، الأحد، إن مقاومة أوكرانيا الشرسة لروسيا هي وحدها التي حالت دون حدوث مذبحة جماعية للمدنيين.
وفي مقابلة سجلت الشهر الماضي مع إذاعة "آر إس آي" السويسرية، ونشرت مقتطفات منها أمس السبت، استخدم البابا فرنسيس عبارة "شجاعة العلم الأبيض" عندما قال إن أوكرانيا، التي تواجه هزيمة محتملة، يجب أن تكون منفتحة على محادثات السلام التي تتوسط فيها القوى الدولية.
ورد وزير الخارجية البولندي، راديك سيكورسكي، بمنشور في منصة "إكس"، متسائلا: "ماذا عن تشجيع بوتين على التحلي بالشجاعة اللازمة لسحب جيشه من أوكرانيا من أجل تحقيق التوازن؟ سيتحقق السلام على الفور دون الحاجة إلى المفاوضات".
في منشور منفصل، شبه سيكورسكي من يدعون إلى المفاوضات و"حرمان (أوكرانيا) من وسائل الدفاع عن نفسها" بـ"استرضاء" القادة الأوروبيين للزعيم النازي، أدولف هتلر، قبل الحرب العالمية الثانية مباشرة.
كما شدد سفير أوكرانيا لدى الفاتيكان، أندري يوراش، على "ضرورة تعلم الدروس" من هذا الصراع. ويبدو أن منشوره على منصة "إكس" يشبه تصريحات البابا بالدعوات إلى "الحوار مع هتلر" ورفع "العلم الأبيض لإرضائه".
وأوضح متحدث باسم الفاتيكان في وقت لاحق أن البابا يؤيد "وقف الأعمال العدائية والهدنة التي يتم التوصل إليها بشجاعة المفاوضات"، بدلاً من الاستسلام التام لأوكرانيا.
قال ماتيو بروني إن الصحفي الذي أجرى المقابلة مع فرنسيس استخدم مصطلح "العلم الأبيض" في السؤال الذي أثار هذه التصريحات المثيرة للجدل.
التعليقات