العفو الدوليّة تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أميركيّة

امتدّت الاحتجاجات الطلّابيّة المندّدة بالحرب الإسرائيليّة على غزّة، إلى جامعات جديدة بالولايات المتّحدة لتشمل جامعتي براون بمدينة رود آيلاند (شرق) وجنوب كاليفورنيا (غرب) بعد اندلاعها في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، السبت الماضي...

العفو الدوليّة تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أميركيّة

مظاهرات داعمة لفلسطين من جامعة كولومبيا(Getty)

أدانت منظّمة العفو الدوليّة ما أسمته "التعامل العرقيّ والقمعيّ" مع الاحتجاجات الداعمة لحقوق الفلسطينيّين في الجامعات الأميركيّة، مؤكّدة على أنّ الاحتجاج ضدّ ما يرتكب في غزّة أصبح "أمرًا بالغ الأهمّيّة".

وقالت في بيان مساء الأربعاء، إنّ الاحتجاجات المندّدة بالحرب الإسرائيليّة في قطاع غزّة والداعمة لحقوق الفلسطينيّين بشكل عامّ داخل حرم بعض الجامعات "قوبلت بردود عرقيّة وقمعيّة من قبل إدارات الجامعات".

وأوضحت أنّ هذه الممارسات تتعارض مع ضرورة أنّ "تسهّل الجامعات، وتحمي حقّ طلّابها في الاحتجاج".

وأضافت: "بذلت إدارات الجامعات جهودًا كبيرة لقمعها (الاحتجاجات)، حتّى إنّها أشركت السلطات المحلّيّة وطالبت بالاعتقالات، في حين أوقفت الطلّاب الّذين يشاركون في المظاهرات السلميّة عن العمل".

وجاء بيان المنظّمة الحقوقيّة (مقرّها لندن) تنديدًا بموقف إدارات بعض الجامعات الرائدة في الولايات المتّحدة، على رأسها كولومبيا وتكساس واستعانتهما بالشرطة لفضّ احتجاجات داعمة للفلسطينيّين واعتقال عدد من الطلّاب المشاركين فيها.

وعليه، حثّت "العفو الدوليّة" إدارات الجامعات في الولايات المتّحدة على "حماية وتسهيل حقّ جميع الطلّاب في الاحتجاج السلميّ والآمن، فضلًا عن تنظيم الاحتجاجات المضادّة (في إشارة لاحتجاجات تتعارض مع مواقف أو ميول إدارة الجامعة) في حرمهم الجامعيّ".

ونوّهت في بيانها أنّ مؤسّسات التعليم العالي "تعدّ كياناً أساسياً في مساعدة الطلّاب على فهم حقوق الإنسان الخاصّة بهم والمطالبة بها".

وفي سياق متّصل، نقل البيان عن بول أوبراين، المدير التنفيذيّ لمنظّمة العفو الدوليّة في الولايات المتّحدة قوله "إنّ أيّ خطوات يتمّ اتّخاذها لإسكات أو مضايقة أو تهديد أو تخويف أولئك الّذين يتجمّعون سلميًّا للاحتجاج والتحدّث علنًا تعدّ انتهاكًا لحقوقهم".

وشدّد على أن تكون طالبًا "لا يعني ترك حقّ الاحتجاج على أبواب الجامعة"، وذلك تعليقًا على سياسة بعض الجامعات في منع الاحتجاجات والتعبير عن وجهات النظر السياسيّة داخل الحرم الجامعيّ.

وأضاف أنّ الاحتجاج أصبح لا سيما في مسألة غزّة "أمر بالغ الأهمّيّة، مع استمرار حكومة الولايات المتّحدة في توفير الأسلحة للجيش الإسرائيليّ"، متّهمًا واشنطن بأنّها " متواطئة بشكل متزايد في الفظائع الّتي ترتكب ضدّ الفلسطينيّين كلّ يوم".

والأربعاء، امتدّت الاحتجاجات الطلّابيّة المندّدة بالحرب الإسرائيليّة على غزّة، إلى جامعات جديدة بالولايات المتّحدة لتشمل جامعتي براون بمدينة رود آيلاند (شرق) وجنوب كاليفورنيا (غرب) بعد اندلاعها في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، السبت الماضي.

وتنامت التوتّرات وتزايد حجم الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركيّة إثر اعتقال الشرطة طلّابًا من جامعة كولومبيا واحتجاز آخرين في جامعة تكساس لمشاركتهم في احتجاجات تندّد بقتل إسرائيل للمدنيّين الفلسطينيّين في غزّة.

وفي 18 أبريل/ نيسان الجاري، بدأ الطلّاب المؤيّدون للفلسطينيّين في جامعة كولومبيا بالولايات المتّحدة اعتصامًا في حديقة الحرم الجامعيّ احتجاجًا على الاستثمارات الماليّة المستمرّة للجامعة في الشركات الّتي تدعم احتلال فلسطين و"الإبادة الجماعيّة" في غزّة، حيث تمّ اعتقال 108 طلّاب خلال المظاهرات.

وفي وقت لاحق، امتدّت مظاهرات الطلّاب المؤيّدين للفلسطينيّين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتّحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نورث كارولينا.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، تشنّ إسرائيل حربًا مدمّرة على غزّة خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين، حسب بيانات فلسطينيّة وأمميّة.

وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورًا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدوليّة بتهمة ارتكاب "إبادة جماعيّة".

التعليقات