بكين: حذرنا واشنطن من أي "تواطؤ عسكري" مع تايوان

في لقاء قلما يعقد بين مستشار الأمن القومي الأميركي ومسؤول عسكري صيني رفيع، بكين تطالب واشنطن بـ"وقف التواطؤ العسكري مع تايوان"، فيما تشدد واشنطن على "أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان"، مستخدما العبارات الأميركية المعتادة حول هذا الموضوع.

بكين: حذرنا واشنطن من أي

(Getty Images)

أكد المسؤول العسكري الصيني، تشانغ يوشيا، لمستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن على واشنطن وقف "التواطؤ العسكري" مع تايوان، حسبما أعلنت وزارة الدفاع في بكين، اليوم الخميس.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال تشانغ لسوليفان إن "الصين تطالب بأن توقف الولايات المتحدة التواطؤ العسكري مع تايوان وتسليح تايوان والكفّ عن نشر روايات كاذبة متعلقة بتايوان"، حسبما جاء في بيان للوزارة بشأن المحادثات التي جرت في بكين.

بدروها، أعلنت واشنطن أن سوليفان أكد على "أهمية الاستقرار في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي"، وذلك خلال لقاء مباشر قلما يحدث مع مسؤول عسكري صيني رفيع المستوى، عقد في مقر اللجنة العسكرية المركزية.

ووصل سوليفان إلى بكين، الثلاثاء، في زيارة هي الأولى لمستشار لأمن القومي في البيت الأبيض إلى الصين منذ 2016، تستمر ثلاثة أيام يجري خلال محادثات مع مسؤولين صينيين كبار على رأسهم وزير الخارجية، وانغ يي.

وجاءت الزيارة على وقع توترات أمنية بين الصين من جهة واليابان والفيليبين حليفي الولايات المتحدة من جهة أخرى؛ وقال سوليفان لتشانغ في مستهل اللقاء "من النادر أن تتاح لنا الفرصة لمثل هذا اللقاء".

وأضاف "نظرا إلى حالة العالم والحاجة إلى إدارة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل مسؤول، أعتقد أن هذا اجتماع مهم جدا".

بدوره شكر تشانغ سوليفان على الزيارة وقال إن الاجتماع "يظهر الأهمية التي توليها الحكومة الأميركية للأمن العسكري".

واتفق المسؤولان على الإعداد لاتصال بين قائدي مسرح العمليات من الجانبين "في المستقبل القريب"، على ما جاء في بيان للبيت الأبيض.

وأكد سوليفان أهمية "الاستقرار" في مضيق تايوان و"حرية الملاحة" في بحر الصين الجنوبي حيث وقعت اشتباكات بين بكين ومانيلا في الأشهر القليلة الماضية.

وعبر عن "مخاوف بشأن الدعم (الصيني) لصناعة الدفاع الروسية"، مكررا اتهامات أميركية ترفضها بكين، وفق البيان.

وشدد على "ضرورة تجنب الخطأ في التقدير والتصعيد في الفضاء الإلكترونية، وعلى الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار وبشأن الرهائن في غزة" وفق البيت الأبيض.

في المقابل، قال تشانغ إن وضع الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي كان "الخط الأحمر الأول الذي لا يمكن تجاوزه في العلاقات الصينية الأميركية".

وأضاف بحسب بيان لوزارة الدفاع الصينية، أن "الصين دائما ما كانت ملتزمة الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان" لكنّ "استقلال تايوان والسلام والاستقرار في مضيق تايوان أمران متعارضان".

وتابع "الصين تطالب بأن توقف الولايات المتحدة التواطؤ العسكري مع تايوان وتسليح تايوان والكفّ عن نشر روايات كاذبة متعلقة بتايوان".

والأربعاء، ناقش سوليفان ووانغ خططا للإعداد لاتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جينبينغ، في الأسابيع المقبلة، وتواجها بشأن تزايد نشاطات الصين في مناطق بحرية متنازع عليها.

وشدد سوليفان على "التزام الولايات المتحدة الدفاع عن حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والأطلسي"، وفق بيان أصدره البيت الأبيض.

كما عبر المسؤول الأميركي "عن قلقه بشأن تحركات (الصين) المزعزعة للاستقرار ضد النشاطات البحرية القانونية للفيليبين" في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وفق البيان.

وذكرت وسائل إعلام صينية أن وانغ وجه بدوره تحذيرا إلى واشنطن.

وقال إن "على الولايات المتحدة ألا تستخدم المعاهدات الثنائية ذريعة لتقويض سيادة الصين وسلامة أراضيها، كما عليها ألا تدعم أو تتغاضى عن انتهاكات الفيليبين"، بحسب ما أفادت شبكة البث الرسمية "سي سي تي في".

والتقى وانغ وسوليفان خمس مرات خلال العام ونصف العام الماضيين، في فيينا ومالطا وبانكوك كذلك خلال لقاء بايدن وشي في وودسايد بكاليفورنيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

وناقشا أيضا خلال لقائهما الأخير مسألة تايوان، إذ تعتبر الصين الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي "انفصاليا خطرا"، وشدّدت من لهجتها حيال الجزيرة وأجرت مناورات عسكرية في محيطها منذ توليه منصبه الجديد في وقت سابق هذا العام.

وشدد وانغ على أن تايوان تابعة لبكين وأن الصين "ستتوحد حتما" مضيفا أن على الولايات المتحدة التوقف عن تسليح تايوان.

وكرر سوليفان تشديده على "أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان"، مستخدما العبارات الأميركية المعتادة حول هذا الموضوع.

كما ناقش المسؤولان الصيني والأميركي قضايا من بينها أوكرانيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، حسبما قال الجانبان.

التعليقات