أظهرت دراسة دولية أن ألمانيا "ظلت تعتمد على نجاحاتها الماضية لفترة طويلة للغاية"، ما جعلها الآن في مأزق سياسي واقتصادي.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
هذا ما جاء في تقرير لوكالة "ا.ب"، السبت، أشار في سياقه إلى أن ما يسمى بـ"مؤشر بيرجروين للحوكمة"، يدلل على أن "الرضا عن الذات الذي تم اكتسابه من حقبة المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، هو ما يعوض القصور في البلاد حاليًا".
وبحسب التقرير، شارك في الدراسة باحثون من جامعة كاليفورنيا، ومعهد بيرجروين للأبحاث، ومدرسة هيرتي، وهي جامعة خاصة في برلين.
وينقل التقرير عن معد الدراسة، إدوارد كنودسن، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قوله إن "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو طبيعة الجذور البنيوية والعميقة للعديد من المشكلات"، موضحًا أن الحلول "تتطلب وقتًا وتغييرات بنيوية"، وأن "استبدال حزب حاكم بآخر ليس بالضرورة هو الحل".
كما يشير إلى أنه "بناءً على تحليل الباحثين، فإن العقد الأول من القرن الحادي والعشرين له تأثير حاسم على الوضع المتأزم الحالي".
وبحسب كنودسن، فإن ألمانيا كانت تتمتع في ذلك الوقت بالموارد والوقت والقيادة السياسية المستقرة، و"لكنها اختارت الترقب بدلاً من الاستعداد للصدمات المستقبلية"، معتبرًا أنه "هذا هو السبب وراء افتقار ألمانيا إلى المرونة حاليًا".
أسباب رئيسية
يحدد التقرير أربعة أسباب رئيسية للأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها ألمانيا؛ حيث أدى نقص الاستثمار إلى تباطؤ النمو وتفاقم التفاوت الاجتماعي. علاوة على ذلك، تمثل الهجرة مشكلة غير محلولة ومتناقضة في ألمانيا. فمن ناحية، تشكل الهجرة أهمية بالغة للنمو الاقتصادي في مجتمع متقدم في السن، "ومن ناحية أخرى، فقد تطور الأمر ليصبح مصدرًا مركزيًا للصراع السياسي"، حسبما حلل الباحثون.
علاوة على ذلك، أصبحت ألمانيا - بحسب الدراسة - تعتمد بشكل كبير على بلدان أخرى في السنوات الأخيرة: على سبيل المثال على روسيا فيما يتعلق بإمدادات الطاقة. وقد أدى الركود الاقتصادي الأخير إلى إضعاف التوافق السياسي والتضافر الاجتماعي، وفقا للباحثين.
ويستند التحليل إلى مجموعة متنوعة من البيانات والدراسات. وعلى هذا الأساس، قدم التحليل مؤشرات متنوعة على مقاييس تتراوح كل منها بين صفر و100.
وانخفض مؤشر ما يسمى بالرقابة الديمقراطية من 100 في عام 2011 إلى 93 في عام 2021.
التعليقات