ترافق قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال سي.كيو براون، مع تغييرات واسعة شملت خمسة مناصب عسكرية بارزة، من بينها قائدة البحرية الأميركية، الأدميرال ليزا فرانشيتي، ونائب رئيس أركان القوات الجوية.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وفي بيان رسمي، وجّه ترامب الشكر لبراون على خدمته التي امتدت لأكثر من 40 عامًا، قائلاً: "أريد أن أشكر الجنرال تشارلز براون على أكثر من 40 عامًا من الخدمة لوطننا، بما في ذلك كرئيس لهيئة الأركان المشتركة. إنه رجل نبيل وقائد استثنائي".
وأعلن ترامب ترشيح اللفتنانت جنرال المتقاعد دان "رازين" كين لخلافة براون، مشيدًا بمسيرته العسكرية وخبرته في الأمن القومي والعمليات الخاصة، قائلاً: "اليوم، يشرفني أن أعلن ترشيح الجنرال دان كين ليكون الرئيس المقبل لهيئة الأركان المشتركة".
وأضاف ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به أن الجنرال كين "طيار بارع وخبير في الأمن القومي ورائد أعمال ناجح ومحارب يتمتع بخبرة واسعة في العمليات المشتركة والخاصة".
وأشار ترامب إلى دور كين في القضاء على تنظيم "داعش" خلال ولايته الأولى، مضيفًا: "خلال ولايتي الأولى، لعب كين دورًا محوريًا في القضاء التام على خلافة داعش في وقت قياسي. بينما كان العديد من الجنرالات يقولون إن الأمر سيستغرق سنوات، أكد كين أنه يمكن إنجازه بسرعة – وقد فعل ذلك".
وانتقد ترامب إدارة جو بايدن لعدم ترقيتها كين خلال فترة حكمها، متوعدًا بإعادة بناء الجيش الأميركي: "على الرغم من كفاءته واحترامه الكبير، تم تجاوزه في الترقية من قبل بايدن النائم. لكن هذا لن يحدث بعد الآن!".
وأضاف أنه إلى جانب وزير الدفاع بيت هيغسيث، "سيعيد كين وقواتنا العسكرية بناء الجيش الأميركي، واستعادة السلام من خلال القوة، ووضع أميركا أولاً".
كما كشف ترامب عن توجيهاته لوزير الدفاع هيغسيث لترشيح خمسة مسؤولين آخرين لمناصب قيادية بارزة، سيتم الإعلان عن أسمائهم قريبًا، مما يمهد لموجة تغييرات واسعة في وزارة الدفاع الأميركية.
وأشارت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن ترامب سيعفي أيضًا فرانشيتي، والتي تشغل منصب قائدة سلاح البحرية الأميركية من منصبها، وكذلك نائب رئيس أركان القوات الجوية والمحامي العام لكل من الجيش والبحرية والقوات الجوية.
حملة تقليص واسعة في وزارة الدفاع
بالتوازي مع التغييرات في القيادة العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن خطة لخفض القوة العاملة المدنية بنسبة 5% على الأقل، في إطار سياسة ترامب الرامية إلى تقليص عدد الموظفين الفدراليين.
وقال المسؤول الكبير في البنتاغون، دارين سيلنيك، إن الهدف من هذه التخفيضات هو "تمكين الوزارة من أن تكون أكثر كفاءة، وإعادة تركيزها على أولويات الرئيس". وأوضح أنه سيتم تسريح نحو 5400 موظف تحت الاختبار بدءًا من الأسبوع المقبل، مع تجميد التوظيف مؤقتًا بانتظار مراجعة أوسع للاحتياجات الإدارية.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الدفاع، بيت هيغسيث، أن "ليس من المصلحة العامة الإبقاء على هؤلاء الموظفين"، مشيرًا إلى أن التركيز سيكون على فصل الموظفين الذين لديهم "تقييم سيئ" ويمكن الاستغناء عنهم بسهولة.
دور ماسك في إعادة هيكلة البنتاغون
وضمن جهود إعادة الهيكلة، أعلن هيغسيث أن اللجنة التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك والمعروفة باسم "دوج" ستحصل على "نفاذ واسع" إلى البنتاغون، بهدف مراجعة وإلغاء السياسات التي تعزز التنوع والشمول داخل الجيش.
وكان ترامب قد كلف ماسك بإجراء اقتطاعات كبيرة في الإنفاق العام، بما في ذلك خفض عدد الموظفين الفدراليين وإلغاء البرامج التي تدعم إشراك المرأة والأقليات في الجيش الأميركي.
تحولات جذرية في الاستراتيجية الدفاعية
ويأتي هذا التغيير الشامل في إطار سعي ترامب إلى إعادة تشكيل المؤسسة العسكرية، حيث أشار إلى أن القوات الأميركية بحاجة إلى قيادة جديدة "تركّز على المهمة الأساسية: ردع الحروب، وخوضها، والانتصار فيها".
كما كشف ترامب عن توجيهاته لوزير الدفاع لترشيح خمسة مسؤولين إضافيين لمناصب رفيعة سيتم الإعلان عنها قريبًا، مما يمهد لمزيد من التعديلات داخل وزارة الدفاع الأميركية خلال الفترة المقبلة.
التعليقات