كواليس الرسائل التي مهّدت لمحادثات مسقط المرتقبة بين طهران وواشنطن

كواليس الوساطة العُمانية تكشف عن الاتصالات بين طهران وواشنطن التي مهدت مفاوضات بين الجانبين، بعد تبادل رسائل سرّية عبر مسقط، وسط تمسك إيراني ببحث الملف النووي فقط، وتحفّظ على محادثات مباشرة مع الأميركيين.

كواليس الرسائل التي مهّدت لمحادثات مسقط المرتقبة بين طهران وواشنطن

توضيحية من طهران (Getty images)

تأتي المفاوضات بين طهران وواشنطن التي تنطلق يوم السبت المقبل في سلطنة عُمان، نتيجة لرسائل غير علنية تم تبادلها بين الجانبين عبر الوساطة العُمانية، وذلك في أعقاب رد رسمي من إيران على رسالة بعث بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جاء ذلك بحسب ما أوردت صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، نقلا عن مصادر إيرانية مطلعة (لم تسمها)، وذكرت أن "مجرد الرد" الإيراني الذي وُجه عبر السلطات العُمانية في 27 من الشهر الماضي، شكّل نقطة تحول.

ولفتت المصادر إلى أن عدم تجاهل الرسالة الأميركية، ساهم في كسر الجمود ودفع نحو ترتيب مفاوضات غير مباشرة. وأضافت أن طهران تلقّت بعد ذلك رسالة أميركية تؤكد استعداد واشنطن الفوري لبدء التفاوض، وهو ما كانت إيران قد أبدت جاهزيتها له في ردها الرسمي.

وأضافت المصادر أن واشنطن كانت تُصرّ على إجراء محادثات مباشرة، غير أن الجانب الإيراني اشترط ربط ذلك بنتائج الجولة التمهيدية في مسقط، ومدى التزام الإدارة الأميركية بحصر المفاوضات في الملف النووي وسلوكها بعد انطلاقها. وذكرت المصادر في هذا السياق أن طهران تسعى إلى ضمانات بأن تظل أي مناقشات حول برنامجها النووي ضمن إطار الاتفاق النووي القائم، مع الحفاظ على حقوقها دون تجاوز.

وأشارت المصادر إلى أن جولة السبت المقبل ستكون بمثابة "محادثات استكشافية" تركز على مناقشة أجندة التفاوض، موضحة أن طهران تلقت مؤشرات إيجابية بشأن القضايا التي ستُطرح، لكنها شددت على أن الاتفاق على الأجندة لا يزال غير محسوم إلى حين انطلاق المحادثات. ولفتت كذلك إلى أن الجانب الإيراني أبدى استعدادًا لبحث مسألة التهدئة الإقليمية، شرط ألا يُنظر إلى دوره طهران وعلاقاتها مع حلفائها كمواضيع قابلة للنقاش.

وفي ما يخص تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم أمس الإثنين، قالت المصادر لـ"العربي الجديد" إنها "تحمل دلالة دبلوماسية إيجابية"، لكنها رأت في الوقت نفسه أن "التذبذب في مواقفه يستدعي الحذر".

وكان ترامب قد عبّر عن تفضيله التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، بدلاً من الدخول في مواجهة عسكرية، قائلاً: "أعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل". وتابع "الجميع يفضلون إبرام اتفاق على الانخراط في الخيار الواضح الآخر، وهو أمر لا أرغب صراحة في أن أكون جزءًا منه، وبصراحة، لا ترغب إسرائيل في ذلك أيضًا إذا كان بالإمكان تجنّبه".

التعليقات