جمعة "لا للحوار" مع النظام: قتلى وجرحى في أكبر مظاهرات تشهدها سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية

شهدت عدة مدن سورية الجمعة، تظاهرات عديدة، هي الأكبر والأوسع انتشارا منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية، وذلك تلبية لدعوة وجهها ناشطون تحت شعار "لا للحوار" مع نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يواصل قمع المحتجين.

جمعة

شهدت عدة مدن سورية الجمعة، تظاهرات عديدة، هي الأكبر والأوسع انتشارا منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية، وذلك تلبية لدعوة وجهها ناشطون تحت شعار "لا للحوار" مع نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يواصل قمع المحتجين.

وتخللت المظاهرات مواجهات دامية، إذ قتل خلالها 14 محتجا على الأقل.. فقد قال نشطاء سوريون، إن قوات الامن قتلت بالرصاص ستة أشخاص في بلدة الضمير؛ وقال عمار القربي من المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان، إن ثلاثة محتجين قتلوا في بلدة معرة النعمان، عند الأطراف الشرقية لمحافظة إدلب، وقتل آخران في حي الميدان بوسط دمشق، وأضاف أن ثلاثة أشخاص قتلوا في حوادث أخرى منفصلة.

سقوط 5 قتلى في حي الخالدية بحمص

وأكدت مصادر حقوقية أن "5 قتلى سقطوا بحي الخالدية بحمص، وقتل اثنان بحي الميدان، وآخر في بلدة الضمير بريف دمشق"، كما قتل أحد رجال الأمن في مدينة تلبيسة بحمص.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن أكثر من 20 شخصًا جرحوا أيضا في مدينة حمص، جراء إطلاق نار كثيف لتفريق المتظاهرين.

من جهة أخرى، قال المرصد إن حملة اعتقالات جرت في شوارع بمدينة حمص، بالإضافة إلى "إطلاق نار كثيف جدا" والمتظاهرين هتفوا برفض الحوار " .

وقال المرصد في بيان، إن الجرحى سقطوا في شارعي الملعب والحمرا في المدينة، وإن أكثر من 10 آلاف تظاهروا في مدينة القصير، جنوب غرب محافظة حمص، وقال المرصد إن حملة اعتقالات جرت في شوارع المدينة.

"حماة اليوم ليست حماة 1982"

هذا وانطلقت في حماة، وللجمعة الثانية على التوالي، مظاهرة ضخمة ضد النظام، شارك فيها مئات الآلاف، وقال شهود عيان، إن "المظاهرات انطلقت بأغلب أحياء المدينة، متجهة إلى ساحة العاصي، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب "بإسقاط النظام"، "كان مطلبنا الحرية فقتلنا"، "حماة اليوم ليست حماه 1982".

وقال سكان ونشطاء، إن قوات الامن أطلقت النار على محتجين عند المدخل الشمالي لحماة، كانوا يحاولون الانضمام إلى مظاهرة في المدينة، فأصابوا إثنين.

وأكد نشطاء أن قوات الأمن قتلت بالرصاص ما لا يقل عن 60 شخصا في حماة خلال احتجاجات في الثالث من يونيو  / حزيران.

وأشار عبد الرحمن في وقت سابق، اليوم، إلى "تواصل توافد المتظاهرين من كل أحياء المدينة"؛ ولفت رئيس المرصد إلى أن "المتظاهرين أقاموا صلاة الجمعة وسط الساحة"، وكان تعدادهم وقت الصلاة 70 ألفا.

وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، عصر اليوم، "أن أكثر من 450 ألف شخص خرجوا للتظاهر في ساحة العاصي، وسط مدينة حماة، داعين إلى رفض الحوار، وإلى إسقاط النظام".

وحول مطالبة أهالي حماة بعودة المحافظ،، أحمد عبد العزيز، الذي أقيل الأسبوع الماضي، قالت المصادر: "نعم هناك مطالب بعودة المحافظ، وامتعاض من عودة رئيس جهاز الأمن العسكري، محمد مفلح، إلى المدينة، بعد إدانته من لجنة تحقيق مشكلة من عضو قيادة قطرية".

استخدام الرصاص الحي في بانياس لتفريق المتظاهرين

وأضاف عبد الرحمن: "أطلقت الأجهزة الأمنية الرصاص الحي، في محاولة لتفريق مظاهرة كبيرة خرجت من مساجد الأحياء الجنوبية في مدينة بانياس (غرب)"، مشيرا إلى استمرار سماع صوت إطلاق الرصاص في المدينة"، مبينا أنه تم اعتقال عشرات المتظاهرين في المدينة .

وقال: "شهدت منطقة دير بعلبة في مدينة حمص (وسط)، إطلاق نار استمر لمدة نصف ساعة، كما فرقت القوات السورية أكثر من ألف متظاهر، وذلك بإطلاق قنابل مسيلة للدموع عليهم في الرقة (شمال)."

وأشار إلى "انطلاق مظاهرة في حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية (غرب)، تهتف لحماة ولإسقاط النظام"، لافتا إلى أن "المتظاهرون حملوا علما سوريا طويلا".

كما قال المرصد إن حملة اعتقالات جرت في شوارع في مدينة حمص، "وإطلاق نار كثيف جدا"، والمتظاهرون هتفوا برفض الحوار.

استشهاد 5 محتجين في حمص، ومظاهرات كبيرة في مختلف أحياء دمشق

وفي مدينة حمص، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان، عبد الكريم ريحاوي، وفقا ليونايتد برس إنترناشونال: "إن خمسة قتلى سقطوا بحي الخالدية خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، كما شهدت أحياء بابا عمرو، وباب سباع، والبياضة، والغوطة، والحولة، وتلبيسة، والرستن، والقصير، مظاهرات كبيرة".

وأضاف ريحاوي: "إن شخصين قتلا بحي الميدان وسط العاصمة دمشق، كما قتل شخص آخر في بلدة الضمير بريف دمشق، وجرح خمسة آخرون"، كما شهدت أحياء "ركن الدين، والقابون، ومساكن برزة، والحجر الأسود، مظاهرات تضامنًا مع حماة.

وأضاف ريحاوي، أن مظاهرات خرجت في ريف دمشق، وهي "القدم، وسقبا، والكسوة، وداريا، ومعضمية، وجديدة عرطوز، وقطنا، والزبداني، ومضايا، والضمير، حيث سقط قتيل وخمسة جرحى".

ورفع المتظاهرون في أغلب المظاهرات لافتتات "حماة با بنت العاصي، كل رجالك على راسي"، و"يا للعار يا للعار سلمية وتضرب بالنار"، و"لا للحوار مع الدبابات"، و"الأطفال يقتلهم المجرمون"، و"الموت ولا المذلة".

وذكر ريحاوي، أن "الآلاف خرجوا للتظاهر في مدينة إدلب وقرى ريفها (شمال غرب)، كما في بنش، وسراقب، وخان شيخون، وكفر نبل، وتفتناز"، لافتا إلى "خروج مظاهرة نسائية في مدينة إدلب".

وأضاف "أن قوات الامن استخدمت العنف عندما فرقت تظاهرة خرجت من مسجد الحسن في منطقة الميدان، وسط العاصمة، حيث قامت بضرب المتظاهرين بالهراوات"، مشيرا إلى "خروج مئات المتظاهرين في حي ركن الدين الدمشقي".

وتابع الناشط: "كما شهدت منطقة الوعر في حمص، تظاهرة ضمت مئات المصلين الخارجين من مسجد الرئيس"، لافتا إلى "مظاهرات جرت في طيبة الإمام (ريف حماة)، وفي مضايا، والقدم (ريف دمشق."

وأفاد ناشطون، مؤكدين كلامهم بمقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المعارضة،  آلاف المتظاهرين في بلدة سقبا، في ريف دمشق، أطلقوا هتافات "برفض الحوار و إسقاط النظام، و نصرة المدن المحاصرة".

وقالوا إنه تم إطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المظاهرة "، وأنباء عن سقوط جرحى، جراح بعضهم خطيرة".. كما خرجت مظاهرة في جديدة عرطوز بريف دمشق، طالبت بإسقاط النظام.

اقتحام ضاحية حرستا في ريف دمشق، وإطلاق النيران من بنادق آلية

كما قال سكان وجماعة حقوقية، إن قوات الامن اقتحمت ضاحية حرستا، شمالي العاصمة السورية، ليل الخميس، وأطلقت النيران، فأصابت شخصين على الأقل.

وقالوا إن حوالي 300 من قوات الأمن، دخلوا الضاحية التي تشهد احتجاجات يومية للمطالبة بالحريات السياسية، وبدأوا في إطلاق نيران بنادق آلية مثبتة على متن شاحنات، وقاموا بحملة اعتقالات من منزل لآخر.. وأضافوا أن قوات الأمن أصابت في وقت سابق ثلاثة محتجين، عندما أطلقت النار على مظاهرة ليلية في حرستا، تطالب بسقوط الأسد.

وقال مركز سواسية السوري لحقوق الانسان في بيان، إن قوات الأمن أغارت أيضا خلال الليل، على المستشفى الرئيسي في حرستا، وهو تكتيك استخدمته في هجمات مماثلة على مدن وبلدات في مناطق أخرى في سوريا، وخطفت المحتجين الثلاثة المصابين، وإن "حياتهم الآن في خطر داهم."

جرحى في أكبر مظاهرات تشهدها دير الزور منذ انطلاق الاحتجاجات

وفي محافظة دير الزور، خرج آلاف بمظاهرة كبيرة بالمدينة وريفها، تضامنًا مع مدينة حماة، ورفضا للحوار الذي دعت إليه السلطة.

وقال شهود عيان، إنها "أكبر مظاهرة تشهدها المدينة، إذ شارك أبناء المدينة والريف دون أي مواجهات مع قوات الأمن، وقد انطلقت المظاهرات من عدة محاور، بخاصة من المطار القديم، والجورة، وبقية الأحياء، باتجاه ساحة التحرير وسط المدينة".

وفي مدينة الميادين، شرق مدينة دير الزور، قال شهود عيان: "إن خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح، بعد أن منعتهم قوات الأمن من عبور الجسر على نهر الفرات، للمشاركة بالمظاهرة التي انطلقت بالمدينة".

وأضاف الشهود أن أبناء بلدات "الشحيل والقريا، قدِموا إلى المدينة، ولكن قوات الأمن منعتهم من الدخول، وحصل اشتباك بين الطرفين، وأن الجرحى مازالوا على الضفة اليسرى لنهر الفرات، ولم يتمكنوا من نقلهم إلى المشافي ".

أكبر المظاهرات النسائية في شمال سوريا

ومن جهته، ذكر رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان، رديف مصطفى، أن "متظاهرين في عين العرب (شمال)، تفرقوا في عدة أحياء ضيقة، بعد أن منعتهم قوات الامن من التظاهر".

وأشار مصطفى "إلى حضور أمني وقوات لحفظ النظام والشرطة، كثيف، وغير مسبوق، في الساحات التي تشهد عادة المظاهرات، مما أثار انزعاجا لدى الفئات الاجتماعية والأحزاب الكردية".

وأضاف "أن عامودا (شمال شرق) خرجت بالآلاف"، مشيرا إلى "مشاركة نسائية غير مسبوقة" في هذه المدينة.. كما أشار "إلى خروج أكثر من 5 آلاف متظاهر في قامشلي (شمال شرق)، تضامنا مع حماة".

ورفع المتظاهرون بمدينة البوكمال، على الحدود العراقية، علما بطول 300م، مرددين شعارات تطالب بإسقاط النظام والتضامن مع مدين حماة.

كما شهدت مدن القامشلي، والدرباسية، إضافة إلى عامودة، بمحافظة الحسكة، مظاهرات ترفض الحوار وتؤيد مدينة حماة.

احتجاجات في مدينة الرقة للمرة الأولى

ودخلت مدينة الرقة، شمال شرق البلاد، لأول مرة على خارطة المظاهرات، فشهدت مواجهات دامية بين قوات الأمن ومتظاهرين قرب جامع الشهداء، حيث سقط عدد من الجرحى نتيجة المواجهات، كما استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين".

 

وقال ريحاوي، إن مدينة حلب شهدت أربع مظاهرات، وكانت في أحياء الصاخور، والشعار، وسيف الدولة، وصلاح الدين، وهو ما أثبته تسجيلات فيديو نشرها نشطاء عبر موقاع الانترنيت.

وخرجت أيضا مظاهرت بالساحل السوري، وتحديدا في مدن جبلة، وبانياس، ومظاهرات بالرمل الشمالي وبستان الحميمي في اللاذقية.

أما في محافظة درعا، فقد خرجت مظاهرة في بلدة بصر الحرير، ردد فيها المتظاهرون هتافات تضامن مع حماة، وعبروا عن رفضهم للحوار.

سانا: مقتل عنصر من قوات حفظ النظام بتلبيسة وإصابة آخرين

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن أحد عناصر قوات حفظ النظام، استشهد برصاص مسلحين في مدينة تلبيسة بمحافظة حمص، كما تعرض النادي الرياضي بالرستن لهجوم مسلح، وتدمير وإحراق مركز الشرطة في المدينة."

وأضافت أن عنصرين من قوات حفظ النظام أصيبا برصاص مسلحين فى الضمير، وتم الاعتداء على عنصر آخر بالساطور، وإلقاء القبض على المهاجم، كما أطلق قناصة الرصاص على أحد عناصر حفظ النظام من أحد الأبنية بحي الميدان وحالته خطرة. 

سفيرا فرنسا والولايات المتحدة في حماة، والشلطات السورية تندد

من جهة أخرى، قال دبلوماسيون، إن أريك شوفالييه، سفير فرنسا لدى سوريا، توجه إلى حماة يوم الجمعة، لمتابعة الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد، في لفتة تأييد دولية، وللتعبير عن "التزام فرنسا بالوقوف إلى جانب الضحايا"، كما أعلن الجمعة في باريس.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إن "السفير الفرنسي في سوريا توجه فعلا إلى حماة بالأمس، وقد زار خصوصا واحدة من أكبر مستشفيات المدينة، حيث التقى الفرق الطبية، وعددا من الجرحى ومن أهاليهم".

وأضاف المتحدث: "لقد توجه إلى هناك للتعبير عن التزام فرنسا بالوقوف إلى جانب الضحايا والمدنيين"، مشيرا إلى أن "فرنسا تذكر باهتمامها بمصير سكان مدينة حماة، وإدانتها للعنف الذي تمارسه السلطات في سوريا ضد المتظاهرين والمدنيين".

وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد قالت يوم الخميس، إن سفير الولايات، روبرت فورد، موجود أيضا في المدينة، في زيارة أدانتها السلطات السورية على أنها تحريض.

وحول وصول السفير الأمريكي إلى المدينة رغم وجود الحواجز الأمنية والجيش على مداخلها، قالت المصادر: "لا توجد حواجز أمنية، أو حواجز للجيش على مداخل حماة، بل هناك حواجز للجان الشعبية بالمدينة، حيث يمنع الشباب قوات الأمن من الدخول إليها، مما يسفر عن مواجهات بين الجانبين".

وأوضحت المصادر "أن السفير الامريكي الذي يعتقد أنه نزل في أحد الفنادق المطلة على ساحة العاصي، جاء إلى المدينة ليعاين عن قرب المظاهرات ويلتقي مع قادتها".

واليوم أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بيانا لوزارة الداخلية، أكدت فيه أن "السفير الأميركي التقى في حماة ببعض المخربين، وحضهم على التظاهر والعنف، ورفض الحوار."

وكانت وزارة الخارجية السورية، أكدت بدورها في بيان، أن "وجود السفير الأميركي فى مدينة حماة، دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية، وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات، دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سوريا، ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا".

وأضافت أن "سوريا إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللا مسؤولة، تؤكد وبصرف النظر عن هذه التصرفات، تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد".كما قالت وزارة الداخلية السورية في بيان اليوم الجمعة: "إن السفير الأميركي روبرت فورد، التقى بمدينة حماة بعض المخربين"، وإنه "حضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار".

وأضافت "أن السفير الأميركي التقى في حماة أيضا بعض الأشخاص تحت غطاء زيارته بعض المشافي بالإطار ذاته".

واعتبرت الوزارة ذلك "تحريضا على استمرار العنف وعدم الاستقرار، ومحاولة لتخريب الحوار الوطني الجاري بين القوى الوطنية الشريفة، وتعميقا للشقاق والفتنة بين أبناء الشعب السوري الواحد، الذي يرفض رفضا قاطعا مثل هذا التحريض الأجنبي ويستنكره بشدة".

التعليقات