جمعة "أسرى الحرية": ارتفاع عدد القتلى إلى 27 في مظاهرات وصفت بالمليونية بسوريا

ارتفع عدد قتلى مظاهرات جمعة "أسرى الحرية" بسوريا، اليوم الجمعة، ، إلى 27 شخصا، سقوط بنيران قوات الامن، وقد شارك في المظاهرات أكثر من مليون شخص، خرجوا في مختلف مناطق ومدن سوريا، للمطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد ونظامه، حسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا.

جمعة

ارتفع عدد قتلى مظاهرات جمعة "أسرى الحرية" بسوريا، اليوم الجمعة، ، إلى 27 شخصا، سقوط بنيران قوات الامن، وقد شارك في المظاهرات أكثر من مليون شخص، خرجوا في مختلف مناطق ومدن سوريا، للمطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد ونظامه، حسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا.

وقالت هذه اللجان إن 27 شخصا على الأقل قتلوا على أيدي قوات الأمن السورية، من بينهم ستة قتلى سقطوا بحي القابون في دمشق، بحسب ما أعلنه رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان، عبد الكريم ريحاوي.

وأضاف الناشط الحقوقي، أن ثلاثة أشخاص قتلوا، وأصيب آخرون، في مواجهات جرت بحي الثورة في محافظة إدلب، لافتا إلى أن طفلا يبلغ 12 عاما توفي في جوبر، إثر تعرضه لطلق ناري بالرأس.

كما ذكر ريحاوي، أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم في دوما، التي تبعد 15 كلم عن دمشق، واثنين في درعا، التي انطلقت منها حركة الاحتجاج ضد النظام.

ضمن هذا السياق، قال الناشط السياسي أبو مصطفى، إن هناك بالإضافة إلى القتلى نحو 70 جريحا، إصابة بعضهم خطيرة.

ولفت في تصريح نشرته الجزيرة، إلى أن قوات الأمن في دوما، تستعمل قنابل سامة، ونوعا خاصا من الرصاص، يحتوي على البارود المتفجر، مما رفع عدد المصابين اليوم.

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بـ"استشهاد مدني برصاص مسلحين في إدلب، وأصيب عنصران من قوات حفظ النظام بإطلاق النار عليهما من مسلحين في جوبر".

وأضافت: "كما أطلق مسلحون النار على قوات حفظ النظام والمواطنين في القابون، وركن الدين، مما أدى إلى استشهاد مدني وجرح اثنين من قوات حفظ النظام".

وسقط هؤلاء القتلى والجرحى في مظاهرات عمت مدن سوريا اليوم الجمعة، تحية لـ"أسرى الحرية"، وشارك فيها بحسب رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أكثر من مليون شخص.

وفي حصيلة سابقة نشرت اليوم، أعلن عن مقتل 12 - 16 شخصا على الأقل، اليوم الجمعة، بنيرات قوات الأمن السورية، فيما خرج مئات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع، في مختلف أنحاء البلاد، في أكبر احتجاجات حتى الآن ضد الرئيس بشار الاسد.

هذا واستجاب المتظاهرون لدعوات ناشطين على الإنترنت للتظاهر في جميع أنحاء البلاد تحية لـ"أسرى الحرية"، وذلك بعد يوم من تنفيذ إضراب عام في عدة مدن، منها حمص، وحماة، وبنش، ودوما ودير الزور.

وأشار ناشطون في تسجيلات مصورة نشورها عبر عدد من المواقع الالكترونية، إن مظاهرات جمعة "أسرى الحرية"، تعد الأكبر منذ اندلاع الثورة.

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان: "هذه هي أكبر احتجاجات حتى الآن، إنها تحد صريح للسلطات، لاسيما عندما تخرج كل هذه الأعداد في دمشق للمرة الأولى"، في إشارة إلى مظاهرات شارك فيها الآلاف في العاصمة.

وشهدت مدينة حمص مظاهرة حاشدة اليوم تحت شعار "أسرى الحرية"، وهم المعتقلون السياسيون الذين لا يزالون محتجزين في السجون السورية، كما اندلعت مظاهرات مماثلة في مناطق عدة شمال وشرق البلاد مثل الحسكة، والبوكمال، والقامشلي، والدرباسية، ورأس العين، وكذلك في عين العرب، ومعرة النعمان، والرقة، وبعض أحياء مدينة حلب، حيث ردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام وإطلاق المعتقلين.

هذا واعتقلت قوات الأمن العديد من المتظاهرين، كما أكد عبد الكريم الريحاوي، من الرابطة السورية لحقوق الإنسان.

خمسة قتلى في العاصمة دمشق، والجيش يحمي المتظاهرين في درعا

وذكر شهود وناشطو ن، أن الشرطة أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع في العاصمة دمشق، مما أسفر عن مقتل خمسة.

وعلى الرغم من التطويق الأمني منذ أمس الخميس لكل من مضايا والزبداني في ريف دمشق، شهدت البلدتان مظاهرات عقب صلاة الجمعة، كما استخدم الأمن الغاز المدمع لتفريق آلاف متظاهرين في حي الميدان بالعاصمة دمشق،  بينما تظاهر مئات في حي ركن الدين، كما أكدت مصادر وفقا للجزيرة ورويترز تطويق حي الكسوة منذ أمس الخميس، وسُمع اليوم دوي إطلاق الرصاص، كما أصيب شخصان بجراح.

وقال المعارض لؤي حسين وفقا لرويترز، من دمشق، إن السلطات ترد على رفض المعارضة المشاركة في الحوار الذي قال إن النظام أراد السيطرة عليه للتستر على عمليات القتل.

وأكد ناشطون على الإنترنت، إطلاق رصاص كثيف في محيط الجامع العمري بمدينة درعا (جنوب)، لمنع المصلين من التظاهر عقب صلاة الجمعة، لكن جنودا من الجيش السوري قاموا بحماية المتظاهرين، وأجبروا عناصر الأمن على التراجع، كما فرضت القوات حظرا للتجول ظهر اليوم في مدينة أنخل المجاورة.

وفي جنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن أفاد شهود عيان أن قوات الأمن قتلت أربعة، وأضافوا أنها قتلت بالرصاص ثلاثة محتجين في مدينة ادلب بشمال البلاد.

لجان التنسيق المحلية: 16 قتيلاً ومحاصرة مساجد

وذكر الناشطون أن الجيش حاصر اليوم جوامع قريتي كفرنبل، وكفرومة بمحافظة إدلب، كما شهدت القريتان إطلاقا للنار عقب الصلاة، وتم تسجيل مقتل ثلاثة متظاهرين في مدينة إدلب، وإصابة آخرين بنيران الأمن جراء إطلاق الذخيرة الحية حول مسجدي الفرقان والأبرار.

ومن جانبها، أكدت لجان التنسيق المحلية مقتل 16 شخصا على الأقل اليوم الجمعة، في أرجاء سوريا، برصاص قوات الأمن، خلال المظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام.

عصيان حماة، وحواجز تحمي المدينة

وفي السياق نفسه، احتشدت حشود كبيرة من السوريين اليوم في وسط مدينة حماة، على نحو مماثل للمظاهرة التي اندلعت الجمعة الماضية، والتي شارك فيها مئات الآلاف، وذلك في إشارة كما يبدو إلى رفض سكان المدينة الحوار الذي بدأه محافظ المدينة الجديد مؤخرا.

وقد أظهرت لقطات فيديو صورها السكان، حشدا كبيرا في ساحة العاصي الرئيسية بالمدينة، يردد "الشعب يريد إسقاط النظام".

وقال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في حماة، صالح الحموي، وفقا للجزيرة، إن أعيان المدينة قدموا شروطهم للمحافظ الجديد في سياق الحوار مع النظام، وقد اشترطوا لإزالة الحواجز التي أقاموها على أطراف المدينة، إطلاق سراح المعتقلين على خلفية المظاهرات، والضمان المعلن بأن يكون الاعتقال قانونيا بمذكرة من النائب العام، وسحب الدبابات من المدينة.

وأوضح الحموي أن النظام طالب سكان المدينة بالتوقف عن المطالبة بإسقاطه أولا لتحقيق شروطهم، غير أن السكان أصروا على مطالبتهم بإسقاطه، حسب قوله.

وبشأن الأوضاع الأمنية في مدينة حماة، التي أعلنت الإضراب العام والعصيان المدني منذ أكثر من أسبوع، قال الحموي إن عددا من شباب المدينة يحرسون الحواجز التي أقاموها كي لا تهاجم قوات الأمن المناطق السكنية، مضيفا أن مئات العائلات قد نزحت عن المدينة.

بثينة شعبان تهدد بتحويل المدينة إلى قرية

وذكر الحموي أن بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري، هددت المدينة بإخراج الدوائر الرسمية منها وتحويلها إلى قرية، مضيفا أن الدوائر عاطلة عن العمل فعلا منذ أيام نتيجة العصيان المدني، وأن رغبة النظام في الحوار ليست إلا نتيجة لعجزه عن السيطرة على المدينة دون ارتكاب مجزرة، خشية لفت أنظار المجتمع الدولي الذي قد يفرض التدخل الخارجي، حسب قوله.

من جهة أخرى، استبق الناشطون مظاهرات اليوم بالدعوة إلى إضراب عام أمس الخميس، واستجاب الكثيرون للإضراب في حمص، وحماة، وبنش، ودوما، ودير الزور.

كما شهدت بعض أنحاء البلاد تصعيدا الخميس، مع إطلاق قوات الأمن النار على مظاهرة حاشدة في الميدان الرئيسي بمدينة دير الزور، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح، وكانت السلطات قد أزالت تمثالا لباسل شقيق الرئيس الأسد في الميدان نفسه منذ شهرين، كي لا يحطمه المتظاهرون.

وفي الأثناء، نفذت وحدات من الجيش عمليات عسكرية في إدلب قرب الحدود التركية، واقتحمت قوات الأمن حي باب السباع بمدينة حمص أمس الخميس، وقتلت ثلاثة أشخاص.

قتلى وجرحى في قمع مظاهرات دير الزور أمس

وكان مقيمون أعلنوا أمس الخميس أن القوات السورية قتلت شخصين، حين أطلقت النيران على احتجاج يدعو للديمقراطية في دير الزور، ويعد هذا جزءا من حملة متصاعدة على المحتجين، في المنطقة القبلية المتاخمة للعراق.

وأصاب ضباط المخابرات العسكرية سبعة محتجين تجمعوا في الميدان الرئيسي بالمدينة، الواقعة على نهر الفرات، في منطقة نائية بشمال شرق سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جنديا قتل أيضا في الهجوم على المنطقة السكنية الرئيسية.

وقال شاهد، وهو مبرمج كمبيوتر، طلب عدم نشر اسمه خشية الاعتقال: "تجمع نحو 1500 من أجل مظاهرة الظهيرة المعتادة على الرغم من شدة الحرارة، ونزل آلاف آخرون إلى الميدان بعد سقوط القتيلين، وهناك نحو عشرة آلاف شخص موجودون."

وعلى الرغم من أن دير الزور مركز إنتاج النفط السوري المتواضع، فإنها من أفقر المناطق في سوريا، البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.

ويستثمر القليل من عائدات النفط في المنطقة الصحراوية، وأدى نقص المياه على مدى الأعوام الستة الماضية، الذي يقول خبراء إنه نجم عن سوء إدارة الموارد والفساد، ‘لى تقلص الإنتاج الزراعي.

وقوض ذلك الدعم لعائلة الأسد التي تحكم سوريا بقبضة حديدية منذ عام 1970 بين القبائل في دير الزور، والتي سمحت لها السلطات بحمل السلاح، لتصبح ثقلا موازيا للأقلية الكردية في الشمال.

تفجيران في أنابيب نفطية بدير الزور

وقال سكان إن تفجيرين استهدفا خطين لأنابيب الغاز أثناء الليل في دير الزور، بينما قالت وكالة الأنباء الرسمية إن النيران اشتعلت في خط للأنابيب بسبب جفاف الطقس أو تسرب.

وقال الشيخ نواف الخطيب، وهو زعيم قبلي محلي وفقا لرويترز، إن من الصعوبة الشديدة بمكان استهداف خطي الأنابيب، في ظل انتشار المزيد من القوات في دير الزور في الآونة الأخيرة، وأضاف أن البعض يشتبه في أن النظام وراء الهجمات لتشويه صورة قضية الديمقراطية، بعد أشهر من المظاهرات السلمية.

ويكافح الأسد لإخماد مظاهرات تزداد اتساعا في المناطق الريفية والقبلية، وفي ضواحي العاصمة، ومدن مثل حماة وحمص، تطالب بإنهاء حكمه الشمولي.

ومنعت اعتقالات واسعة، ونشر قوات الأمن بأعداد كبيرة، بما في ذلك الميليشيا المعروفة باسم الشبيحة، حدوث مظاهرات في أحياء وسط دمشق وفي المركز التجاري حلب.

وقال نشطاء إن أربعة قرويين قتلوا يوم الأربعاء في هجوم مدعوم بالدبابات على أربع قرى على الأقل، بمنطقة جبل الزاوية في إدلب.

التعليقات