جمعة "لا نركع إلا لله": قتلى وجرحى في سوريا، وغول يحذر الأسد من أن تجرفه رياح التغيير

"لماذا لم تطالب واشنطن حتى الآن بتنحي الأسد؟".. كلينتون تجيب * حمص "خرجت عن بكرة أبيها"، ومظاهرات في مختلف أنحاء سوريا * محاصرة المساجد واستهدافها * قتلى قبل انطلاق مظاهرات الجمعة * خميس دامٍ * غول للأسد: قد التغيير قبل فوات الأوان، وإلا جرفتك رياح التغيير * اعتقال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، وفرنسا تدين

جمعة

قتل عدد من المتظاهرين وأصيب آخرون، برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار لتفريق المظاهرات المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد، والتي عمت مدنا وبلدات سورية في جمعة أطلق عليها الناشطون "لن نركع إلا لله"، وسط إطلاق نار ومحاصرة للمساجد لمنع الأهالي من الخروج بمظاهرات.

وقال "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية"، إن قتيلا سقط في مدينة حماة عند مسجد التوحيد على طريق حلب، وأضافت أن شخصا آخر سقط بعد إطلاق نار كثيف على المتظاهرين في مدينة حرستا بريف دمشق.

وأفادت لجان التنسيق أيضا بأن شخصين قتلا في حي الصاخور بحلب، جراء إطلاق الجيش النار على المتظاهرين، وأن مظاهرة خرجت في منطقة عندان بالمدينة تهتف بإسقاط النظام،

وفي ريف دمشق، ذكر ناشط حقوقي في دوما إن خمسة مواطنين قتلوا وسقط عشرات الجرحى في المدينة، لدى قيام قوات الامن بإطلاق النار لتفريق "تظاهرة حاشدة خرجت في المدينة".

وقال إن "أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في هذه التظاهرة" التي استمرت لمدة نصف ساعة، قبل قيام قوات الأمن بإطلاق النار لتفريقها.

وفي مدينة حمص قتل مواطن "قرب مسجد العدوية برصاص قناصة"، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري، إن رجلين "من عناصر قوات حفظ النظام" قتلا "برصاص مسلحين" في دوما.

كما سقط قتيل في الـ 33 من العمر، وأصيب العشرات بجروح، بنيران قوات الامن في دير الزور، شرق البلاد، بحسب ناشط في المدينة، وأكد الناشط أن قوات الأمن قامت أيضا باعتقال "عشرات الشبان".

حمص "خرجت عن بكرة أبيها"، ومظاهرات في مختلف أنحاء سوريا

وكان ناشطون حقوقيون تحدثوا عن تظاهرات جرت في عدد من المدن السورية، منها خصوصا، حمص، ودير الزور، والقامشلي، وحماة، واللاذقية، وريف دمشق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أن "تظاهرات خرجت في حماة من مساجد الصحابة، وعثمان بن عفان، وحمزة، في منطقة طريق حلب، واتجهت إلى شارع مدرسة عثمان الجوراني، وتعرضت لإطلاق رصاص كثيف من عناصر الأمن المتمركزين في المدرسة".

وأضاف المرصد أن "تظاهرة ضمت حوالي ثمانية آلاف شخص جرت في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية، هتفت للمدن المحاصرة"، وأضاف أن بين الهتافات "هي يا الله.. ما بنركع إلا لله".

كما تحدث عن تظاهرة في الزبداني (ريف دمشق)، وقال إن "أعدادا كبيرة من الجيش والأمن حاصروا الطرق المؤدية إلى مسجد الجسر الكبير، فخرجت تظاهرة من باب الجامع تهتف بإسقاط النظام، و نصرة المدن المحاصرة".

وأضاف أن التظاهرة "لم تستطع السير أبعد من ساحة الجسر عند باب الجامع، بسبب تقدم قوات الجيش باتجاههم بكثافة، مما أدى إلى فض التظاهرة"، وأشار إلى "أنباء عن حدوث اعتقالات" في المدينة نفسها.

ومن جانبه، قال المتحدث الإعلامي لأهالي مدينة حمص، محمد الحمصي، إن المدينة خرجت عن "بكرة أبيها"، حيث تم رصد مظاهرات في أكثر من 24 موقعا في المدينة.

ولفت الحمصي إلى أنه عندما يكون هناك بث مباشر لقناة الجزيرة أو أي قناة أخرى، يتحول الأمن إلى المراقبة ورصد تحركات المتظاهرين، وعندما ينتهي هذا البث يبدأ الأمن و"الشبيحة" في إطلاق النار على المتظاهرين.

محاصرة المساجد واستهدافها

وفي دير الزور، أطلقت قوات الأمن النار على المصلين في مسجد العرفي، كما حاولت تفريق متظاهرين خرجوا من مسجدين آخرين في المدينة.

وقال شاهد يعيش قرب المسجد، إن أفراد المخابرات العسكرية وجهوا بنادقهم إلى المسجد، وضربوا وحدة تكييف الهواء الرئيسية التي اشتعلت فيها النيران، وأضاف أن أصوات الأعيرة النارية تدوي في المنطقة بكاملها، لافتا إلى أن المصلين يركضون للاحتماء في الأزقة.

أما في بلدة كفر نبل بمحافظة إدلب، فذكر شاهد عيان أن قوات الأمن بادرت بإطلاق النار بطريقة عشوائية وكثيفة على قرابة ثلاثة آلاف متظاهر خرجوا من مسجد البلدة، وأن هناك عددا من المصابين وعشرات المعتقلين.

كما خرجت مظاهرات حاشدة في العاصمة دمشق والقامشلي، ومنطقة الطيبة بدرعا، ومدينة اللاذقية، التي تعرض مسجدان فيها لمحاصرة قوات الأمن لمنع الأهالي من التظاهر.

وفي سياق متصل حاصر الأمن السوري مساجد المعضمية بريف دمشق لمنع خروج مظاهرات.

قتلى قبل انطلاق مظاهرات الجمعة

وقبيل انطلاق مظاهرات الجمعة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الأمن قتلت فجر اليوم رجلا كان يحاول الفرار خوفا من اعتقاله، بعد اقتحام مدينة سقبا بريف دمشق، في إطار حملة مداهمات واعتقالات تشنها في المدينة، وأضاف أن الرجل "وجدت على جسده آثار طعن بحربة البارودة".

كما أفاد المرصد بمقتل امرأة في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، وذكر أن "قوة من الجيش (قوامها) عشرات المدرعات، بين دبابة وناقلات جند، اقتحمت بلدة خان شيخون، ويسمع إطلاق رصاص كثيف" مشيرا إلى "سقوط قتيلة".

خميس دامٍ

في غضون ذلك، تواصلت المظاهرات الليلية بعد صلاة التراويح في عدد من المدن والقرى السورية، للتنديد بممارسات النظام والمطالبة بإسقاطه.

وقال "اتحاد تنسيقيات الثورة" إن إطلاق نار كثيفا، ودوي انفجارات، سمع في محيط الأمن السياسي ومنطقة حطلة في دير الزور، وعدد من الأحياء والبلدات، فضلا عن استهداف منازل النشطاء أثناء حملة المداهمات والاعتقالات.

وتأتي هذه التطورات بعد خميس دام شهد اقتحامات وقصفا ومحاصرة لعدد من المدن والقرى السورية، سقط خلاله 24 قتيلا، وفق بيان "اتحاد التنسيقيات".

غول للأسد: قد التغيير قبل فوات الأوان، وإلا جرفتك رياح التغيير

حذّر الرئيس التركي عبد الله غول، نظيره السوري، بشار الأسد، من التأخر في إجراء إصلاحات ديمقراطية، والندم لاحقًا، وذلك في الرسالة التي حملها وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو إلى دمشق الثلاثاء.

وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" اليوم الجمعة، أن داوود أوغلو حمل رسالة من غول إلى الأسد، جاء فيها إن "مطالب الشعب الشرعية من أجل الديمقراطية يجب أن تحقق بجدية وبسرعة، وأعتقد أن بإمكان ذلك تحسين الأوضاع الراهنة السلبية في سوريا بسرعة أيضًا".

وأكمل غول متوجهًا إلى الأسد: "لا أرغب في رؤيتك بوضع تنظر فيه إلى الخلف وتندم، لأن ما قمت به جاء متأخرًا وليس كافيًا".

وأضاف أن سوريا تمر بأوقات دقيقة وتاريخية، وقال للأسد: "حان الوقت لتظهر قيادتك بشجاعة وتقود الطريق إلى التغيير بدل أن تجرفك في رياح التغيير".

وكان داوود أوغلو التقى الأسد في دمشق مساء الثلاثاء الماضي، وقال إن الخطوات التي ستتخذها سوريا في الأيام المقبلة ستكون مهمة.

اعتقال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، وفرنسا تدين

هذا وأدانت فرنسا اليوم الجمعة، اعتقال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، وطالبت السلطات السورية بالإفراج عنه فورا.

وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانًا أدانت فيه اعتقال ريحاوي، ووصفته بـ"الوحشي"، وقالت إنه "قرار آخر غير مقبول من السلطات في دمشق"، ويتعارض مع توقعات المجتمع الدولي التي عبر عنها مجلس الأمن والعديد من دول المنطقة مؤخرًا.

وجددت مطالبتها بوقف "التعتقالات السياسية وأعمال العنف في سوريا"، وطالبت بالإفراج عن ريحاوي "فورًا".

وكانت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا قالت في بيان، إن السلطات السورية اعتقلت رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، في دمشق، أمس الخميس.

وقالت المنظمة في بيان: "إن دورية تابعة لإحدى الأجهزة الأمنية السورية، اعتقلت في الساعة الثانية من ظهر أمس الخميس، من مقهى الهافانا في وسط دمشق، رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد الكريم الريحاوي، مع صحافية كان يجري معها لقاء، واقتادته إلى جهة غير معروفة".

وقالت المنظمة إن اعتقال الريحاوي "يأتي على خلفية نشاط المنظمة الموثق في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، ودوره البارز في الدفاع عن معتقلي الرأي، والمطالبة بإطلاق الحريّات العامّة، إضافة إلى تصريحاته لوسائل الإعلام، حيث عجزت السلطة عن تفنيدها".

"لماذا لم تطالب واشنطن حتى الآن بتنحي الأسد؟".. كلينتون تجيب

على صعيد آخر، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، حين سئلت عن السبب في أن الولايات المتحدة لم تطالب حتى الآن بتنحي الرئيس السوري، إن واشنطن تريد من دول أخرى أن تعبر عن دعمها لهذا المطلب.

وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة "سي.بي.إس" التلفزيونية، أذيعت مقتطفات منها يوم الخميس، إن الولايات المتحدة كانت "واضحة تماما" في تصريحاتها بشأن فقدان الرئيس السوري بشار الأسد للشرعية.

وقالت: "من الضروري ألا يكون هو الصوت الامريكي فقط، ونريد أن نتأكد أن تلك الأصوات تأتي من أنحاء العالم"، وقالت كلينتون إن الشيء الضروري للضغط على الأسد هو فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز السورية.

وأضافت: "نريد أن نرى أوروبا تتخذ مزيدا من الخطوات في هذا الاتجاه، ونريد أن نرى الصين تأخذ خطوات معنا"، وقالت: "ليس هناك شك في عقل أي أحد بشأن أين تقف الولايات المتحدة."

وقالت إن "الحيلة الحقيقية" تتمثل في "إقناع الأوروبيين، والعرب، والصينيين، والهنود، وآخرين"، بأن يفعلوا المزيد.

وأضافت: "سنفرض عقوبات ونصعد العقوبات، وسوف نستمر في عمل هذا، لكننا نريد أن يحذو آخرون حذونا، لأن سوريا ليست واحدة من شركائا الاقتصاديين الرئيسيين."

وقالت كلينتون إنه يجب أن توجد معارضة منظمة للضغط على الأسد، وقالت إن الولايات المتحدة تشجع المعارضة على توحيد صفوفها.

وأضافت: "توجد شخصيات للمعارضة السورية خارج سوريا وداخلها، ولكن لا يوجد عنوان للمعارضة، ولا يوجد مكان لها يمكن أن يذهب إليه من يريد المساعدة."

وقالت مصادر في الأمم المتحدة إن عدد القتلى من المدنيين جراء قمع الاحتجاجات بلغ نحو 2000 قتيل.

التعليقات