سوريا: 34 قتيلاً خلال 48 ساعة، والمجتمع الدولي يواصل ضغوطاته

قتلى جمعة "الموت ولا المذلة" ارتفع إلى 23 * شيخ قراء دمشق ينتقد الجيش السوري * مظاهرة في حماة دعما لنائبها العام المستقيل * روسيا تعارض الحظر الاوروبي على واردات النفط السوري

سوريا: 34 قتيلاً خلال 48 ساعة، والمجتمع الدولي يواصل ضغوطاته

اتهم المرصد السوري لحقوق الانسان، اليوم السبت، قوات الامن السورية بقتل 10 أشخاص في عدة مناطق سورية، بينما ذكرت وكالات أنباء عن سقوط 11 شخصًا.

وقال المرصد المعارض، ومقره لندن، في بيان نشرته يونايتد برس انترناشونال، إن شخصين قتلا ظهر اليوم في مدينة حمص، "حيث استشهد الأول، وهو من مدينة حماة، في حي جورة الشياح، متأثرا بجراح أصيب بها مساء أمس، والآخر في حي دير بعلبة، وقد أصيب صباح اليوم خلال اقتحام الحي."

وأضاف البيان:" كما استشهد ثلاثة آخرون خلال اقتحام قرية حيش ومعرة حرمة بمحافظة ادلب، وفجرا استشهد أربعة مواطنين في محافظتي حمص وريف دمشق متأثرين بجراح أصيبوا بها أمس؛ كما استشهد مواطن من مدينة القصير كان قيد الاعتقال منذ شهر، وقد ألقت الجهات المختصة جثمانه أمام منزل ذويه اليوم، وكانت آثار التعذيب واضحة على جسده".

قتلى جمعة "الموت ولا المذلة" ارتفع إلى 23

هذا وذكرت تقارير اعلامية، اليوم السبت، أن عدد القتلى في جمعة أمس، وشعارها "الموت ولا المذلة"، ارتفع إلى 23 مدنيا، وقد سقط ثلث هؤلاء القتلى في ريف دمشق، وقد رفع المتظاهرون لافتات تطالب بحماية دولية، وتدخل عربي وتركي، في وقت تحدثت فيه السلطات عن مقتل عسكريين على أيدي "مجموعات ارهابية".

وكانت المظاهرات في أول جمعة بعد رمضان، قد عمت كل المحافظات تقريبًا، من درعا جنوبا إلى حلب وإدلب شمالاً، مرورًا بحمص واللاذقية وحماة، رغم انتشار أمني كثيف، شمل محاصرة المساجد، وشارك فيه الجيش وعناصر من الشبيحة، حسب الناشطين.

وسقط القتلى في مناطق ريف دمشق في عربين، وكفربطنا، وحمورية، وفي مناطق في محافظة حمص، وأيضا في دير الزور، كما هاجم الأمن السوري مساجد في الحجر الأسود بدمشق، وشوهدت مروحيات في أجواء المنطقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، إن ثمانية قتلى سقطوا في بلداتٍ بريف دمشق، كدوما وعربين.

وفي حي الفاروس باللاذقية، أطلقت قوات الامن النار بكثافة لتفريق المتظاهرين، وفعلت الشيء نفسه في مدينة الطبقة بالرقة حيث شنت حملة اعتقالات أيضا.

شيخ قراء دمشق ينتقد الجيش السوري

وانتقد شيخ قراء دمشق، كريم راجح، في خطبة الجمعة، عناصر الجيش السوري الذين يرتكبون أعمال القتل والاعتقال، وقال من على منبر مسجد الحسن في حي الميدان بدمشق، إن "الشعب دعم بناء الجيش لمواجهة إسرائيل وليس لقتل المواطنين".

وهتف المتظاهرون برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، وطالب بعضهم بحماية دولية، وحثوا روسيا على وقف تصدير السلاح إلى بلادهم.

هذا وأعلنت عائلة المواطن البلجيكي من أصل سوري، غسان زاليتو، عزمها رفع دعوى قضائية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مدعية أن ابنها "قتل برصاص قوات الامن أثناء زيارته مسقط رأسه في قرية بداما."

وأكدت العائلة استعدادها لبذل كل ما في وسعها من أجل معاقبة مرتكبي تلك الجريمة.

المظاهرات تنتقل شيئًا فشيئًا إلى دمشق

هذا وبدأت الاحتجاجات تنتقل شيئا فشيئا إلى دمشق، التي يراهن النظام، كما يقول الناشطون، على تحييدها هي ومدن رئيسية أخرى مثل حلب.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن مظاهرات في أحياء بدمشق، كالقابون، وركن الدين، والحجر الأسود، والميدان، والقدم، وكفر سوسة، وفي ريف العاصمة، حيث تظاهر آلافٌ في عربين، والكسوة، وزملكا، ومضايا، وحرستا، ومعضمية الشام، والزبداني.

مظاهرة في حماة دعما لنائبها العام المستقيل

ونُظمت إحدى المظاهرات في مدينة حماة دعما لمحمد عدنان البكور، المدعي العام للمحافظة، الذي أعلن تنحيه عن منصبه احتجاجا على الحملة الأمنية، في تسجيل مصور ظهر فيه الأربعاء.

وطعنت السلطات في صِدقية التسجيل، وقالت إن البكور خُطف وأجبر على قراءة رسالة الاستقالة، لكن البكور نفى في تسجيل فيديو لاحق أن يكون قد اختطف، وعاد وأكد حديثه عن المجازر التي ارتكبت في حماة، ودفن قوات الأمن السورية والشبيحة 420 قتيلاً في حدائق حماة العامة.

"مائتي جندي انشقوا الأسبوع الماضي"

كما تحدثت الوكالة عن نقيب في الجيش خُطف في إدلب في الشمال الغربي، وهي منطقة يقول الناشطون إن انشقاقات العسكريين تزايدت فيها مؤخرا.

وقال ناشط سوري مقيم في شمال لبنان لوكالة الانباء الالمانية، دون كشف هويته، إن مائتي جندي تمردوا وفروا الأسبوع الماضي، بعضهم إلى تركيا وبعضهم إلى لبنان.

وحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فقد قتل 2200 شخص، بينهم 391 من رجال الأمن، منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس/آذار الماضي.

وتتحدث السلطات عن "مجموعات ارهابية"، قتلت مئات من رجال الأمن، أحدثهم ثلاثة لقوا مصرعهم أمس، حسب وكالة الانباء السورية، في ريف دمشق وريف حمص، حيث قُتل استنادا إليها مسلحان عندما تصدى رجال أمن لهجوم استهدفهم.

وتبقى أغلب وسائل الاعلام الدولية ممنوعة من تغطية الاحتجاجات في سوريا، وتعتمد في متابعتها على تسجيلات يبثها الناشطون والسلطات، ويصعب في أحيان كثيرة التحقق من صديقتيها.

المجتمع الدولي يواصل ضغوطاته وعقوباته على النظام السوري

دوليًّا، يواصل المجتمع الدولي الضغط على النظام السوري لوقف آلة القمع التي يمارسها نظام الأسد.



وقد أقر الاتحاد الاوروبي الجمعة حظرًا على واردات النفط من سوريا بسبب استمرار القمع العنيف لحركة الاحتجاجات المناهضة للنظام، كما أفادت مصادر دبلوماسية أوروبية لوكالة فرانس برس
.

وقالت المصادر نفسها إن الحظر بمفعول فوري، لكن تنفيذه لن يبدأ إلا في 15 نوفمبر/تشرين الثاني بالنسبة للعقود الجارية.

وسيكون لحظر استيراد النفط السوري تداعيات أكيدة على النظام، فالاتحاد الأوروبي يشتري 95% من النفط الذي تصدره سوريا، ما يمثل ما بين ربع وثلث عائدات البلد.

ومن جهتها، أصدرت الولايات المتحدة قرارًا بحظر استيراد النفط السوري، لكن هذه العقوبة رمزية، لأن الأمريكيين لا يستوردون النفط من سوريا.

وبالتزامن مع ذلك، صرّح وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أمس الجمعة، بأن فرنسا تريد "تطوير" اتصالاتها مع المعارضة السورية، وتنوي مواصلة جهودها للتوصل إلى وقف القمع في سوريا.

روسيا تعارض الحظر الاوروبي على واردات النفط السوري

في المقابل، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تعارض الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على واردات النفط السوري، كما نقلت عنه وكالة الانباء "إنترفاكس".

وقال لافروف في دوشانبي، حيث تنعقد قمة لمجموعة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، باستثناء دول البلطيق وجورجيا): "لقد سبق وقلنا إن فرض عقوبات أحادية الجانب ليس بالأمر الجيد، ذلك يقضي على فرص اعتماد نهج مشترك إزاء أي أزمة"، وأضاف: "إن العقوبات نادرا ما تؤدي إلى حلول".

وكان الاتحاد الاوروبي فرض الجمعة حظرا يبدأ تطبيقه السبت على واردات النفط الخام السوري، بغية حرمان نظام الرئيس بشار الأسد من عائدات كبيرة.

وقد عارضت موسكو باستمرار فرض عقوبات على سوريا، على غرار الصين، وقاطعت اجتماعا لمجلس الأمن الدولي بخصوص هذا الموضوع.

كما رفضت روسيا التوقف عن بيع أسلحة إلى سوريا، بالرغم من دعوة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، التي طلبت منها "السير مع التاريخ".

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الذي قام بزيارة دمشق الاثنين الماضي، صرح بعد ذلك أن روسيا لا تعتزم تغيير سياستها تجاه سوريا.

وفد من حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض يزور سوريا غدًا

هذا وأعلن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، اليوم السبت، أن وفدًا منه سيتوجه إلى سوريا غدًا الأحد، حيث يلتقي مسؤولين سوريين للحصول على معلومات حول آخر التطورات في بلدهم.

ونقلت وكالة أنباء الاناضول عن بيان صدر عن المكتب الإعلامي للحزب، أن الوفد الذي يترأسه نائب رئيس الحزب، فاروق لوغوغلو، سيبقى في سوريا حتى السادس من الشهر الجاري.

وأضاف البيان أن الوفد سيجري مباحثات مع المسؤولين السوريين، للحصول على معلومات حول آخر التطورات في هذا البلد.

التعليقات