مؤتمر "أصدقاء سوريا" يعترف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيّا

أعلن المشاركون في مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي عقد في اسطنبول، اليوم الأحد، اعترافهم بالمجلس الوطني السوري المعارض باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري، دون أن يشيروا إلى فقدان شرعية وصلاحية الرئيس بشار الأسد.

مؤتمر

أعلن المشاركون في مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي عقد في اسطنبول، اليوم الأحد، اعترافهم بالمجلس الوطني السوري المعارض باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري، دون أن يشيروا إلى فقدان شرعية وصلاحية الرئيس بشار الأسد.

وشارك في المؤتمر ممثلون عن 74 دولة ومنظمة عالمية، وافتتحه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بخطاب اتهم النظام السوري فيه بالامتناع عن تطبيق المبادرات الدولية، كما وجه نقدا لاذعا للمجتمع الدولي لفشله بوقف العنف، وحض على قبول "حق الدفاع عن النفس" بوجه النظام، وتعهد برفض أي مبادرة تقبل ببقاء النظام.

وقال أردوغان إن على المجتمع الدولي وضع آليات صريحة لمساعدة الشعب السوري، كما رفض منح النظام السوري "إمكانية استثمار الوقت"، وحض المعارضة السورية على التعامل مع بعضها البعض بشكل متناسق.

واعتبر أردوغان أن وظيفة المجتمع الدولي أن يقول للنظام السوري "توقف.. يكفي"، وأضاف: "إذا فقد مجلس الأمن القدرة على قول هذه الكلمة، فهذا يعني أننا خذلنا الشعب السوري."

وتابع قائلاً: "بكل ثقة أقول إن النظام السوري يقف بوجه السوريين، ويدمر المدن، ويستخدم قوة مفرطة ودون رحمة، ويجب على النظام الدولي أن يقول له قف، ولكن النظام الدولي يقف أمام هذا النظام عاجزا عن قول ذلك."

أردوغان: المجتمع الدولي يفكر بالبترول والمكاسب المادية

ورفض أردوغان "النظر إلى التوازنات  الدولية والسياسية في سوريا"، متهمًا النظام السوري بشن حرب على شعبه، "يستخدم فيها أحدث الأجهزة والأسلحة الثقيلة"، كما انتقد المجتمع الدولي الذي قال إنه "يفكر بالبترول والمكاسب المادية"، ما أدى إلى فشله في حماية الشعوب الافريقية، في إشارة إلى التردد الدولي بالتدخل في سوريا بسبب غياب الثروات الطبيعية فيها.

ودعا  أردوغان الدول الدول المجتمعة إلى "توجيه رسالة واضحة للنظام السوري بأنه لا يمكن أن ندعم جهود تهدف لبقاء نظام يظلم، لدينا مسؤولية موحدة حيال شعب سوريا والمجلس الوطني، وعلينا دعمه، ونحن نؤمن أن بوسعه إنشاء حكومة انتقالية ديمقراطية في سوريا."

وأشاد أردوغان بوثيقة المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني، واعتبر أن الوثيقة الصادرة عنه مؤخرا "قادرة على حماية الأقليات وبناء دولة".

واتهم أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بأنه امتنع عن تنفيذ أي وعد قطعه للمندوب العربي والدولي، كوفي أنان، مشيرا إلى أن سفك الدماء "ما زال مستمرا" في سوريا.

نبيل العربي: دعم مبادرة أنان ووقف العنف

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن على المؤتمر "دعم مبادرة أنان"، مشددا على ضرورة وقف أعمال العنف فورا في سوريا.

وقال العربي: "لا يؤمل أن نجتمع بتونس ثم بتركيا ثم بفرنسا، وتجتمع القمة العربية، وتصدر بيانات عن مجلس الأمن لوقف العنف، ويستمر القتل وتنزلق الأمور إلى ما يشبه الحرب الأهلية."

برهان غليون يتهم النظام وينتقد الغرب

أما رئيس المجلس الوطني السوري، فقال إن الشعب السوري "قدم التضحيات والدماء على طريق الحرية والكرامة وفي سبيل إسقاط نظام فاشي"، وأضاف: "الوفاء لدماء شعبنا يقتضيان مني مصارحتكم بأن المحصلة السياسية العربية والدولية ليست بمستوى تصعيد النظام، بل لا أبالغ إن قلت إن تلك المحصلة شجعت النظام على الإمعان بقتل الشعب وتحويل ذلك إلى انتصار مزعوم."

واعتبر غليون أن الثورة السورية "تواجه تحديات خطيرة بعد رفض النظام أي مبادرة تمكن الشعب السوري من حقوقه وحرياته، وبعد أن قرر استخدام كل وسائل العنف ضد الحراك الذي سيدفع بالنظام إلى نهايته الحتمية، وهو يستفيد من الانقسام الدولي لتدمير المدن."

كما اتهم غليون النظام السوري بالحصول على مساعدات من الخارج، معتبرا أن بعض الدول تشجعه على مواصلة السير على طريق الخيار العسكري، كما انتقد المواقف الأخيرة، وبعضها صدر عن عواصم غربية، حول التخوف من "الإرهاب" بسوريا قائلاً: "نحن نقول إن بقاء النظام هو الإرهاب بعينه، بينما الديمقراطية التي ننادي بها هي عدو الإرهاب."

تخصيص مرتبات للجيش الحر والاعتراف بالهوية القومية الكردية

وقرأ غليون أمام المجتمعين عدة بنود من وثيقة المعارضة الأخيرة، منها ما يشير إلى دعم الحراك السياسي السلمي والسعي لتوحيد الجيش الحر، ليعلن التكفل بتخصيص مرتبات لجميع الضباط والجنود في "تلجيش الحر"، والعمل على حشد الدعم الدولي.

كما قرأ ما يتعلق بتشكيل حكومة انتقالية ومجلس تأسيسي يقوم بوضع دستور ديمقراطي، والاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية.

وختم غليون بالقول: "نريد مساعدات عاجلة ومناطق آمنة، ومساعدة الجيش الحر، والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعيا ووحيدا للشعب السوري، والتزام دولي بإعادة إعمار سوريا بعد سقوط النظام المحتم، النظام السوري سيسقط حتمًا فلا تطيلوا زمن المأساة."

حمد بن جاسم: منطقة آمنة وضمان وصول المساعدات

من جانبه، حض رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم على "تحديد وقت واضح لمبادرة أنان، فلا يجوز استمرار القتل بينما يتحدث النظام مع المبعوث الدولي عن السلام".

وقال أيضا: "لا بد من التصدي لمآسي الشعب السوري، وضمان وصول مساعدات وتسهيل الانتقال نحو نظام سياسي تعددي يضمن المساواة."

واعتبر بن جاسم أن إعطاء الفرصة وإطالة أمد الوضع في سوريا "ليسا في مصلحة أحد"، وطالب بإقامة مناطق آمنة وتقديم المساعدات وزيادة الضغط على النظام السوري وإرسال قوات حفظ سلام.

هيلاري كلينتون

ووصفت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، لحظة انعقاد المؤتمر بأنها "ملحة بالنسبة لسوريا والمنطقة"، مضيفة أنه بعد أسبوع من طرح مبادرة أنان، فإن نظام الأسد الذي وعد بتطبيقها لم يقم إلا بإضافة بند جديد على قائمة التعهدات التي وعد بها، دون أن ينفذها لجهة وقف إطلاق النار، وسحب القوات المسلحة من المدن، والسماح بالتظاهر ودخول الصحافة والمساعدات.

ودعت كلينتون العالم إلى "الحكم على الأسد بموجب الأفعال لا الأقوال"، مضيفة أن المجتمع الدولي "لا يمكنه الاكتفاء بالانتظار لفترة أطول"، طالبة تحديد جدول زمني لمهمة أنان بالتزامن مع قيام الدول المشاركة في المؤتمر بدعم المعارضة السورية "في طريقها لتحقيق انتقال ديمقراطي ومنظم يحفظ سلامة الدول السورية ومؤسساتها."

وأضافت الوزيرة الأمريكية: "عوض الانسحاب، شنت قوات الأسد عمليات جديدة في مدن وبلدات سوريا، بما في ذلك عمليات في محافظتي حلب وإدلب، وعوض إدخال المساعدات الانسانية شددت القوات الحكومية من حصارها على أحياء في حمص ومناطق أخرى."

لجنة دولية للإشراف على تطبيق العقوبات المفروضة على سوريا

وكشفت كلينتون عن تشكيل لجنة دولية للإشراف على تطبيق العقوبات المفروضة على سوريا وأضافت: "علينا مواصلة عزل هذا النظام وقطع طريق التمويل عليه، وخنق قدرته على شن حرب ضد شبعه."

وتابعت بالقول: "رسالتنا واضحة لأولئك الذين يوجهون الأوامر وللذين يطبقونها.. توقفوا عن قتل شعبكم أو ستواجهون تداعيات جدية.. شعبكم لن ينسى، وكذلك المجتمع الدولي."

وأعادت كلينتون التشديد على الموقف الأمريكي لجهة ضرورة تنحي الأسد والسماح للسوريين بتحديد مصيرهم، ووعدت بتقديم أجهزة اتصال للناشطين بهدف مساعدتهم على الاتصال.

يذكر أن هذا هو المؤتمر الثاني للدول الصديقة لسوريا، بعد مؤتمر تونس الذي عقد الشهر الماضي.

التعليقات