مجزرة الحولة: النظام ينفي مسؤوليته، وأنباء عن خطة أمريكية روسية لتنحي الأسد على غرار النموذج اليمني

نفت السلطات السورية، اليوم الأحد، أن تكون مسؤولة عن ارتكاب مجزرة الحولة، التي قال نشطاء معارضون إنها أسفرت عن مقتل 109 مدنيين على الأقل، فيما يعد من أسوأ المجازر التي وقعت خلال الثورة الشعبية المستمرة منذ 14 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد، هذا في الوقت الذي تتناقل فيه أنباء عن خطة أمريكية روسية لتنحي الأسد على غرار التجربة اليمنية.

مجزرة الحولة: النظام ينفي مسؤوليته، وأنباء عن خطة أمريكية روسية لتنحي الأسد على غرار النموذج اليمني

نفت السلطات السورية، اليوم الأحد، أن تكون مسؤولة عن ارتكاب مجزرة الحولة، التي قال نشطاء معارضون إنها أسفرت عن مقتل 109 مدنيين على الأقل، فيما يعد من أسوأ المجازر التي وقعت خلال الثورة الشعبية المستمرة منذ 14 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن المختلف هذه المرة أنها وقعت بمرأى المراقبين الدوليين؛ هذا في الوقت الذي ترد فيه أنباء عن خطة أمريكية روسية لتنحي الأسد على غرار التجربة اليمنية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، جهاد المقدسي، لصحفيين في دمشق، إن نساء وأطفالا ورجالا كبارا في السن قتلوا بالرصاص، مشيرا إلى أن هذه ليست من سمات الجيش السوري.

وروى المقدسي ما حدث الجمعة الماضية في الحولة بريف حمص، وأكد تجمع المئات ظهر الجمعة بأسلحة ثقيلة، بينها صواريخ مضادة للدروع، هاجمت مبانٍ حكومية وقوات نظامية، مشيرا إلى أن القوات النظامية في هذه الأماكن كانت بحالة دفاع عن النفس، وأكد أنه لم تدخل أي دبابة ولا مدافع للأماكن التي وقعت بها المجازر.

ودعا المقدسي مجلس الأمن للاجتماع "ليبحث عمن يسعى لاستحضار حلف شمال الأطلسي "، وقال: "نأسف لكل من يستبق الأحداث استنادا لما يقوله بعض المعارضين"، موضحا أن الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في أحداث الحولة.

لجنة تحقيق

وقال المقدسي إن الحكومة قامت بتشكيل لجنة "عسكرية عدلية"، مهمتها التحقيق بمجريات مجزرة الحولة، على أن تقدم هذه اللجنة نتائج تحقيقاتها خلال مدة ثلاثة أيام.

كما أدان المتحدث "كل هذا الاستسهال في اتهام القوات الحكومية السورية على مستوى وزراء الخارجية، وليس فقط على مستوى وسائل الإعلام".

واعتبر أن المسؤولين ووزراء الخارجية "ينتهزون أي فرصة لاستهداف سوريا واستحضار التدخل الأجنبي والعسكري في هذا البلد العزيز".

ورأى أن "ما حدث بالحولة هجوم مخطط ومدبر بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الأمن وزيارة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان".

وقال مقدسي إن "وزير الخارجية وليد المعلم، تحدث مع السيد كوفي أنان الذي سيصل سوريا يوم غد الاثنين، ووضعناه بصورة ما جرى بالتفاصيل، وصورة التحقيق الرسمي السوري الذي يجري حاليا".

وتوالت ردود الفعل الدولية الغاضبة على المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية، وأودت بحياة عشرات الأشخاص، بينهم 32 طفلا بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، واتهم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دمشق، بانتهاك القانون الدولي وعدم الوفاء بالتزاماتها.

وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، روبرت مود، دان في وقت سابق "المأساة الوحشية" في مدينة الحولة، محذرا من يستخدمون العنف بأنهم "قد يقودون البلاد إلى حرب أهلية".

أنان سيطرح أحداث مجزرة الحولة في لقائه مع الأسد غدا

من جانبه، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض، أن الموفد الدولي أنان، اتصل السبت برئيس المجلس المستقيل، برهان غليون، منددا بـ"الجريمة النكراء" في مدينة الحولة، ومؤكدا أنه "سيطرح الموضوع بشكل قوي" أمام الرئيس السوري بشار الأسد، ويطلب منه الوقف الفوري لهذه المجازر.

وعبّر غليون لأنان "عن شجبه للصمت الدولي وانعدام الفعل أمام هذه المجازر، وطلب منه إرسال لجنة تحقيق دولية بأسرع وقت ممكن، وتثبيت بعض المراقبين في المناطق المعرضة للعنف المستمر، والتعاون مع الدول الصديقة لطرح القضية على مجلس الأمن، واستصدار قرار أممي يردع النظام السوري عن الاستمرار في ارتكاب هذه المجارز بحق الشعب السوري"، بحسب مصدر من المجلس الوطني.

كما صرح غليون لعدد من وسائل الاعلام العربية والعالمية، بأن جريمة حولة يندى لها الجبين، وعلى العالم أن يرد بأفعال وليس باستنكار، وناشد دول أصدقاء سوريا للاجتماع لاتخاذ موقف حيال هذا المجازر.

المجلس الوطني السوري يطالب مجلس الأمن بالانعقاد

وبين غليون أنه قدم شكوى إلى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لمناقشة المذابح التي ارتكبت بحق المتظاهرين العزل من السلاح.

وحول دور المراقبين ومدى فاعليتهم، أشار إلى أن دورهم يكون مفيدا عندما يكونون شهود عيان على المذابح، ويجب أن تكون لديهم القدرة على وقف المذابح في إطار خطة استراتيجية للتعامل مع العنف.

ودعا المجلس الوطني السوري في بيان، أصدره فجر السبت، مجلس الأمن الدولي إلى "عقد اجتماع فوري" بعد "مجزرة الحولة الشنيعة"، واتخاذ "القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري من جرائم النظام باستخدام القوة".

خطة أمريكية روسية لإنهاء الأزمة على غرار النموذج اليمني

وعلى صعيد دولي، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن خطة تسعى بموجبها الإدارة الأمريكية إلى إنهاء الأزمة في سوريا على غرار ما جرى في اليمن، وذلك في محاولة لوقف ما أسمته الصحيفة بحمام الدم الذي تشهده سوريا منذ أكثر من عام.

وتقتضي الخطة إجراء مفاوضات سياسية في سوريا، يكون من شأنها إرضاء المعارضة مع الاحتفاظ بما أسمتها الصحيفة بقايا حكومة الأسد في السلطة بعد تنحي الرئيس، مما يسمح بانتقال السلطة بالطريقة نفسها التي انتقلت عبرها من الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، إلى نائبه حينئذ، عبد ربه منصور هادي.

وقالت "نيويورك تايمز"، إن نجاح الخطة يتوقف على روسيا، التي وصفتها بأنها واحدة من أقوى حلفاء النظام السوري، وأشارت إلى أن موسكو سبق أن منعت أي عقوبات دولية صارمة ضد النظام السوري، وذلك من خلال استخدامها لحق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي.

وأوضحت أن روسيا وقفت ضد أي عقوبات قاسية على الأسد، مخافة أن تؤدي إلى الإطاحة القسرية بالرئيس السوري، وبالتالي مواجهة مصير يشبه ما تعرض له العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذي لقي مصرعه، أو الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، الذي زج به في السجن ويتم تقديمه للمحاكمة.

وأشارت الصحيفة إلى ما وصفتها بالضغوط الدولية المكثفة التي تواجهها روسيا لدفعها إلى استخدام نفوذها لتنحية الأسد، في ظل استمرار عمليات القتل في سوريا، وأشارت كذلك إلى الهجوم الذي استهدف بلدة الحولة بحمص السورية، والذي قالت إن مسؤولي الأمم المتحدة أبلغوا عنه البارحة.

ونسبت إلى مسؤولين في الإدارة الأميركية القول، إن أوباما سيعلن عن مشروع الخطة الأميركية برفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر القادم، وذلك في أول اجتماع للرئيسين منذ عودة الأخير إلى سدة الحكم في 7 مايو / أيار الجاري.

وأوضحت أن مستشار الأمن القومي، توماس جونيلون، سبق أن ناقش الخطة مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة أسابيع، وأن أوباما أثار موضوع الخطة مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف الأسبوع الماضي، وذلك على هامش قمة الثماني في كامبد ديفد بالولايات المتحدة، وأن الأخير بدا متقبلا لفكرة الخطة، وملمحا إلى أن روسيا تفضلها على الطرائق الأخرى التي شهدتها التحولات الأخرى في العالم العربي.

إدانات عربية ودعوات للتحرك الفوري

أما عربيا، فق دعا مجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لوقف النزيف اليومي لدماء السوريين.

وصرح المجلس على لسان أمينه العام، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، بأن دول مجلس التعاون تتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة للأحداث الجارية في سوريا، والتي أدى آخرها إلى سقوط أكثر من 90 قتيلاً، من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال في بلدة الحولة بحمص مساء الجمعة، نتيجة القصف المدفعي الذي تعرضت له البلدة حتى فجر أمس السبت.

وأكد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، في بيان صحافي للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أن "دول المجلس إذ تعبّر عن الحزن والآسى جراء هذه المجزرة التي أدت إلى سقوط هذا العدد الكبير من الأبرياء العزل، فإنها تعرب عن استنكارها وإدانتها الشديدين لاستمرار استخدام القوة المفرطة من قوات الحكومة السورية ضد المدنيين العزل".

الإمارات تدعو لاجتماع عاجل لجامعة الدول العربية

وطالبت الإمارات العربية المتحدة، السبت، بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية، لمناقشة أحداث مجزرة الحولة، وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، قد "دعا إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية، لبحث مجزرة الحولة بضواحي مدينة حمص السورية، والتي راح ضحيتها أكثر من 106 أشخاص من المدنيين".

واعتبر عبد الله بن زايد أن "مثل هذا الاستهداف للمدنيين يمثل رمزا مأساويا لفشل جهودنا المجتمعة عربيا ودوليا لإيقاف العنف تجاه المدنيين في سوريا".

وأدانت مصر بدورها المجزرة، وقال وزير خارجيتها، محمد كامل عمرو، في بيان صحافي له اليوم، إن قصف المدنيين جريمة لا يمكن السكوت عليها وانتهاك لكافة الخطوط الحمراء، داعيًا إلى تحقيق فوري يحدد المسؤولين عن هذه الجريمة ضد المدنيين والنساء والأطفال ويحاسبهم بشكل حاسم ورادع.

وأوضح الوزير، أن التأخر في التطبيق الكامل والفوري والنزيه لخطة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، كوفي أنان، والمبادرة العربية لحل الأزمة السورية، سيكون من شأنه استمرار تصاعد عمليات القتل والعنف ضد المدنيين.

التعليقات