الأسد: نواجه حربًا حقيقيّة

ألقى الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأحد، خطابا أمام مجلس الشعب (البرلمان) قال فيه إن بلاده تواجه الآن حربًا حقيقيّة، مشيرًا إلى أن التعامل مع الحرب أمر يختلف عن التعامل مع القضايا الداخلية، وعبر عن استعداده للحوار "لكن مع قوى لا تتعامل مع الخارج."

الأسد: نواجه حربًا حقيقيّة

ألقى الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأحد، خطابا أمام مجلس الشعب (البرلمان) قال فيه إن بلاده تواجه الآن حربًا حقيقيّة، مشيرًا إلى أن التعامل مع الحرب أمر يختلف عن التعامل مع القضايا الداخلية، وعبر عن استعداده للحوار "لكن مع قوى لا تتعامل مع الخارج."

وأضاف الرئيس الأسد في خطابه أمام في مجلس الشعب، لمناسبة دورته التشريعية الأول، إنه "بعد سنة ونيّف على بدء الأزمة، تتضح الأمور وتنزع الأقنعة.. فالدور الدولي في ما يحصل معرًّى أساسًا منذ عقود، والاستعمار يبقى استعمارًا، وإنما تتغير الأساليب والوجوه، والدور الإقليمي فضح نفسه بنفسه".

"الإرهاب يتصاعد"

وأكد أن "العملية السياسية تسير إلى الأمام، ولكن الإرهاب يتصاعد، ولأن عملية سياسية لا ترتكز على الحالة الشعبية هي عملية ليس لها قيمة من الناحية الشعبية، ومنذ اليوم الأول كنا نعرف أن المسار السياسي لن يؤدي إلى حل، لكن قمنا به لأن الشعب السوري يحتاجه بغض النظر عن الأزمة".

وبحسب الأسد فإن "الإرهابي لا يعنيه الإصلاح ولا يتأثر ببكاء الثكالى والأيتام، ولكن يعنيه الإرهاب بحد ذاته"، لكنه "شجع" المترددين على إلقاء السلاح للقيام بذلك فورا متعهدا بأن "الدولة لا تنتقم"، وقال إن هناك شبابا في عمر الـ14 والـ15 يخرجون للقتل لقاء قبض نحو ألفي ليرة سورية.

وأضاف أن "أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد إصلاحًا حقيقيًّا وحوارًا صادقًا.. وقلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة"، مشيرًا إلى أن "سوريا التي تسير إلى المستقبل رغم الجراح، هي سوريا الحاضنة لكل أبنائها مهما اختلفت الآراء، إذا ما بقي الاختلاف سلميًّا وديموقراطيًّا، ولأجل الوطن وليس عليه".

ولفت الرئيس الأسد إلى أن "عدم الفصل بين العملية السياسية والإرهاب خطأ كبير يعطي شرعية للإرهاب"، وأكّد أن "الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية أمر أساسي للوصول إلى حل للأزمة"، معتبرًا أن "الظروف الدقيقة التي يمر بها بلدنا تقتضي منا المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية".

الاصلاحات

وقال متوجهًا إلى أعضاء البرلمان، إن "قيامكم بمهامكم التشريعية والرقابية لا يمكن أن يتم على الشكل الأمثل من دون امتلاك رؤيا تطويرية واضحة، واتضاح هذه الرؤيا بحاجة لعاملين، الحوار البنّاء والتواصل مع المواطنين"، مؤكدًا أن التركيز على الدور الرقابي للمجلس لا يجوز أن يغفل دوره التشاركي مع السلطة التنفيذية.

وأضاف أنه "بالإصلاحات نصد جزءًا كبيرًا من الهجمة على سوريا، ونبني سدًّا منيعًا في وجه الأطماع الاقليمية والدولية، ومن حق هذا الشعب علينا، وهو الذي أثبت قدراته باختبارات وطنية فائقة الصعوبة ونجح فيها، أن نرتقي بأدائنا إلى مستوى وعيه وصلابته".

واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن "إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها وجّه صفعة لهؤلاء الذين أرادوا لسوريا أن تنغلق على ذاتها، وتغرق بدماء أبنائها وتعود عقودًا إلى الوراء".

مقاطعو الانتخابات

ووصف الأطراف التي قاطعت الانتخابات التشريعية بغير الجادة في بدء حوار سياسي، قائلا: "جربنا كل الحلول السياسية ولم يتغير الواقع. ألغينا المادة الثامنة التي طالب البعض بإلغائها (وتقول إن حزب البعث هو القائد للمجتمع والدولة) ولم يتغير شيء".

واعتبر أن المقاطعين "لا يريدون أن يرى الناس حجم تمثيلهم الحقيقي"، مبينا أنه عندما يقاطع أحد فإنه يقاطع الشعب وليس الحكومة أو الدولة.

وأعرب عن تقديره "العميق" لحرص النواب على خوض الانتخابات "في هذه الظروف"، وقال إن "الحوار البناء تحت قبة البرلمان والتواصل مع المواطنين" هما الأولوية لهذه الدورة التشريعية الجديدة. وطالب المجلس بأن "يكون قادرا على إيجاد الحلول" وتطوير دوره الرقابي.

خطابات الأسد

وكان الرئيس الأسد ألقى عدة خطابات منذ اندلاع الثورة الشعبية في بلاده منذ آذار/مارس العام 2011، والتي يعتبرها النظام السوري ومناصروه "مؤامرة" من الغرب وحلفائه، الأول كان في مجلس الشعب، أما خطابه الثاني فكان كلمة توجيهية للحكومة الجديدة التي شكّلها عادل سفر، خلفًا لحكومة ناجي العطري، والخطاب الثالث ألقي من مدرج جامعة دمشق، وقد أعلن فيه عن الحوار الوطني، فيما كان خطابه الأخير في 10 كانون الثاني/يناير الماضي، على مدرج جامعة دمشق.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في وقت سابق اليوم، إن الرئيس بشار الأسد سيلقي قبل ظهر اليوم خطابًا في مجلس الشعب لمناسبة دورته التشريعية الأولى.

وكان مجلس الشعب السوري عقد جلسته الأولى يوم الأحد الماضي، وانتخب محمد جهاد اللحام رئيسًا له.

وينتخب مجلس الشعب مرة كل 4 سنوات بشكل مباشر، ويبلغ عدد أعضائه 250 عضوًا، بينهم 127 يمثلون قطاع العمّال والفلاحين، و123 يمثلون قطاع باقي فئات الشعب، في 15 دائرة انتخابية بـ14 محافظة.

التعليقات