سوريا تنفي التقارير الدولية حول مجزرة التريمسة، وإيران تعلن استعدادها لاستضافة حوار بين النظام والمعارضة

نفى النظام السوري، اليوم الأحد، حصول مجزرة في قرية التريمسة بمحافظة حماة وسط البلاد إثر استخدام قوات النظام لسلاح المدفعية والطيران لقمع المعارضين، ووصفت رسالة المبعوث الأممي كوفي أنان حول ما حصل في تلك القرية بأنها متسرعة.

سوريا تنفي التقارير الدولية حول مجزرة التريمسة، وإيران تعلن استعدادها لاستضافة حوار بين النظام والمعارضة

المتحدث باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي

نفت سوريا، اليوم الأحد، حصول مجزرة في قرية التريمسة بمحافظة حماة وسط البلاد إثر استخدام قوات النظام لسلاح المدفعية والطيران لقمع المعارضين، ووصفت رسالة المبعوث الأممي كوفي أنان حول ما حصل في تلك القرية بأنها متسرعة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، في مؤتمر صحفي، إن ما تم استخدامه في" المواجهات مع المسلحين في قرية التريمسة عربات ناقلة للجنود (BMB)، وأسلحة خفيفة أكبرها (أر. بي. جي)، وقد يكون هناك صورة مفبركة .. لم تستخدم القدرة الدفاعية الجوية في هذا المكان.. قد يكون هناك حوامة استخدمت لعمل استخباراتي ولكن لم تستخدم لا قوات جوية ولا دبابات".

رسالة أنان متسرعة ولا تستند إلى الحقائق

وأضاف مقدسي أن الحكومة السورية تسلمت رسالة من أنان مساء أمس موجهة إلى وزير الخارجية وليد المعلم، "لها علاقة بما حصل بالتريمسة، وتوصف بأنها لم تسند على حقائق ما جرى في القرية، وبدبلوماسية نقول إنها متسرعة، ومساء أمس وجهنا رسالة جوابية لأنان وطلبنا تعميمها على مجلس الأمن و(الأمين العام للأمم المتحدة )بان كي مون ."

وقال مقدسي إن " ما جرى في التريمسة هو أن مجموعات إرهابية غزت القرية وتمركزت بها وأرهبت سكانها، وأقامت بها مقرات قيادة ومستودعات أسلحة، ما استدعى الرد والاشتباك الذي استمر بضع ساعات، لم تستخدم خلالها لا الطائرات ولا الحوامات ولا المدفعية، لأن القرية صغيرة، ومساحتها لا تتجاوز الكيلومتر المربع الواحد."

وأضاف مقدسي: "نحن لا نخاف من الواقع.  الذي جرى، هو ليس هجوما من جيش على مدنيين، ولكن ما جرى هجوم واشتباك بين قوات حفظ نظام وقوات مسلحة غير نظامية لا تؤمن بالحل السياسي بل بالقتل والتفجير".

أعداد القتلى

ونفى المتحدث باسم الحكومة السورية أن تكون الأرقام التي أعلنت عن عدد القتلى في القرية "وبشهادة من دفن هؤلاء، وأنا لا أريد ذكر اسمه حتى لا يقتل على أيدي طلاب الحرية، من تم دفنهم 37 مسلحا ومدنيين اثنين ".

وكانت المعارضة السورية أعلنت أن أكثر من 200 شخص قتلوا في التريمسة على يد القوات الحكومية صباح الخميس الماضي.

وقال مقدسي إن "بعثة المراقبين الدوليين توجهت للمكان وتمكنوا من إدخال 11 سيارة، ولو كان هناك مجزرة لما سمحنا بالتوجه إلى هذا المكان."

وحول مغادرة العميد مناف طلاس سوريا قال مقدسي: "طلاس ضابط في الجيش.. اختار أن يغادر البلاد من دون إذن، هو ضابط ويعلم أن شعار الجيش العربي السوري هو وطن شرف إخلاص، وهذا الشعار برسمه".

وكان كوفي أنان قد اتهم الحكومة السورية في رسالته الموجهة إليها، بأنها "تستخف" بقرارات الأمم المتحدة، معتبرا أن "استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات في (التريمسة) الذي أكدته بعثة الأمم المتحدة في سوريا، يعد انتهاكا للالتزامات والتعهدات التي قطعتها الحكومة السورية بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة" في المدن.

استهداف مجموعات ومنازل محددة

وكان وفد المراقبين الدوليين الذي زار التريمسة أمس، وهو يزورها اليوم أيضًا، قد قال إن الهجوم الذي شنته القوات النظامية على البلدة "استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، تعود لجنود منشقين وناشطين."

وأكدت البعثة في تقريرها أن "أسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم، بينها المدفعية وقذائف الهاون وأسلحة خفيفة"، مشددة على أن "عدد الضحايا لا يزال غير واضح، وأن فريق الأمم المتحدة يخطط للعودة إلى التريمسة غدا (الأحد) لمواصلة مهمته بتقصي الحقائق".

ويصعب التاكد من عدد القتلى من مصدر مستقل منذ توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الضحايا في أواخر العام 2011، بينما يتعذر تقصي الحقائق الميدانية والأمنية بسبب القيود المفروضة على الحريات الاعلامية.

إيران تبدي استعدادها لاستضافة حوار بين النظام والمعارضة

وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، اليوم الأحد أيضًا، إن بلاده مستعدة لاستضافة حوار بين النظام والمعارضة السوريين.

وأعلن صالحي في مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية، استعداد إيران لدعوة المعارضة في سوريا للقاء في طهران وتوفير الشروط اللازمة لاستضافة جلسات الحوار بين المعارضة والنظام السوريين.

وشدد صالحي على أن طهران ترى أن الموضوع السوري يحتاج إلى حل سوري- سوري بعيدًا عن أي تدخل خارجي، معرباً عن أمله بان يسهم تعاون إيران مع منظمة الأمم المتحدة الى جانب الدول الأخرى في المنطقة الى تعاون أكبر وأشمل لحل الأزمة السورية، واتخاذ خطوات بناءة في هذا المجال.

وأشار إلى زيارة كوفي أنان الأخيرة إلى إيران، وقال إنه "ينبغي أن تتبوأ القضية السورية الحساسة أهمية خاصة لدى دول المنطقة والعالم"، محذرًا من تبعات "تأزيم هذه القضية وآثارها السيئة، والتي لن تعم المنطقة فحسب وإنما كل العالم، إذا لم يتم اتخاذ القرارات والخطوات الصائبة تجاه تسوية الأزمة سلميًّا".

ولفت صالحي إلى أن إيران أجرت مشاورات مكثفة مع أنان، قدم خلالها الأخير مقترحات جيدة، من ضمنها خطته ذات النقاط الست، إضافة إلى المقترحات التي طرحت مؤخرًا من أجل دعمها وتقويتها.

كوفي أنان يلتقي فلاديمير بوتين

هذا وأعلن الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيجتمع بكوفي الثلاثاء لإجراء محادثات حول الشأن السوري.

ومن المتوقع أن يزيد أنان من الضغط الدولي على روسيا لبذل جهد أكبر للمساعدة في إنهاء العنف في سوريا، بعد اتهام المعارضة السورية لموسكو بأنها تطيل من أمد الصراع من خلال دعم الرئيس بشار الأسد.

وقال الكرملين إن بوتين سيبرز دعم روسيا لخطة أنان للسلام، والتي تدعو كلا من الحكومة والمعارضة في سوريا إلى التعاون لإنهاء الأزمة.

وقال البيان: "الاجتماع المقبل يهدف إلى ضمان كسب دعم روسيا لخطة أنان للسلام من أجل التعامل السياسي والديمقراطي مع الأزمة في سوريا"، وتابع: "مفهوم الجانب الروسي هو أن هذه الخطة هي السبيل الوحيد للتوصل لحل للمشاكل السورية الداخلية."

ومن المتوقع أن يلتقي أنان يوم الاثنين بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وذكر نائب للافروف يوم الجمعة أن روسيا ستحث أنان على زيادة نشاطه مع المعارضة السورية، لكن موسكو لم تتوصل إلى موقف مشترك مع زعماء المعارضة خلال محادثات أجريت في موسكو الأسبوع الماضي.

أستراليا تدعو روسيا إلى دعم تنحّي الأسد

دبلوماسيًّا، دعا وزير الخارجية الأسترالي بوب كار، اليوم الأحد، روسيا إلى دعم تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، مدينًا مجزرة التريمسة، ونقل بيان لوزارة الخارجية عن كار الذي يقوم حاليًّا بزيارة لإندونيسيا قوله، إن "الحل الوحيد للحرب الأهلية في سوريا يبقى خطة الست نقاط التي يتوسط بشأنها مبعوث الأمم المتحدة الخاص كوفي أنان"، مضيفًا: "لكن العائق هو الرئيس الأسد، الذي يعيق تورطه في هذه المجازر المفاوضات بين الحكومة والمتمردين".

وعبّر عن الأسف لمقتل "أكثر من 200 مدني في التريمسة"، وقال إنها "جريمة وحشية بربرية أخرى ضد المدنيين الأبرياء.. ويقدّم استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات دليلاً واضحًا على تورط نظام الأسد".

وجدد كار دعوته لروسيا إلى دعم "تنحية الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه، كخطوة لإنهاء الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 10 آلاف شخص".

ولفت كار كذلك إلى أن بلاده تسعى لدعم دولي لهذا التحرّك عبر سفيرها إلى الأمم المتحدة غاري كوينلان.

التعليقات