أعلن رئيس ائتلاف المعارضة السورية، أحمد معاذ الخطيب، اليوم الأربعاء، أن قرار استقالته من رئاسة الائتلاف نهائي، وأنه لن يتراجع عن ذلك.
وجاءت تأكيدات الخطيب، بعد وقت قصير من رفض حلف شمال الأطلسي "ناتو"، طلبه خلال قمة جامعة الدول العربية في الدوحة، أمس الثلاثاء، بفرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي الواقعة شمال سوريا، والتي تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة، بادعاء "حفظ أمن المدنيين"، على حد تعبير الخطيب.
وقال الخطيب في تصريحات نقلته عن وكالات أنباء عالمية، إن "رفض حلف شمال الأطلسي دعوته لدعم المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال البلاد باستخدام صواريخ باتريوت، يبعث برسالة لحكومة الرئيس بشار الأسد مفادها أنها تستطيع أن تفعل ما يحلو لها".
وأضاف أنه "لن يعدل عن استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض، لكنه سيواصل ممارسة مهام منصبه في الوقت الحالي."
الائتلاف يرفض الاستقالة
وكان المتحدث الإعلامي باسم الائتلاف، خالد الصالح، جدد، أمس الثلاثاء، "رفض الائتلاف استقالة رئيسه معاذ الخطيب"، في محاولة لثني الخطيب عن قراره الذي رفضه الائتلاف في وقت سابق.
وزادت التكهنات بشأن تراجع رئيس ائتلاف المعارضة أحمد معاذ الخطيب عن استقالته بعد مشاركته في القمة العربية في الدوحة، التي مثل فيها سوريا لأول مرة في تاريخ الجامعة العربية.
وكانت دولة قطر، قد توجهت إلى الخطيب عشية عقد القمة، من خلال رئيس وزرائها ووزير خارجيتها، حمد بن جاسم، وطلبت منه العدول عن قرار الاستقالة.
أمين "الناتو" يطالب بحل سلمي
بدوره، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، آندرس فو راسموسن، اليوم، إلى حل سياسي للأزمة السورية، واستبعد تدخلا عسكريا من جانب الغرب.
وشدد راسموسن على أن الحلف الذي يضم 28 دولة لن يضطلع بأي دور عسكري في الصراع السوري الذي دخل عامه الثالث، والذي أودى بحياة نحو 70 ألف شخص.
وقال راسموسن متحدثًا من بروكسل لمجموعة من الطلبة الروس في موسكو، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة: "لا توجد لدينا أي نية للتدخل في سوريا عسكريا"، مضيفًا: "أعتقد أننا في حاجة إلى حل سياسي في سوريا، وأتطلع إلى أن يرسل المجتمع الدولي رسالة موحدة وواضحة لكل الأطراف في سوريا بأننا نحتاج إلى حل سياسي."
فرق واضح بين سوريا وليبيا
وقال راسموسن إن هناك فارقا واضحا بين سوريا وليبيا، حيث ساعدت الغارات الجوية التي شنتها قوات حلف الأطلسي على الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 .
وتابع: "في ليبيا قمنا بالعملية استنادا إلى تفويض من الأمم المتحدة بحماية السكان الليبيين ضد هجمات من حكومتهم.. وكان لدينا دعم نشط من الدول في المنطقة"، وأضاف: "لا يوجد أي من هذه الشروط في سوريا.. لا يوجد تفويض من الأمم المتحدة، ولا توجد دعوة لحلف الأطلسي للتدخل في سوريا، حتى المعارضة في سوريا لم تطلب تدخلا عسكريا"، وفق ادعائه.
البيت الأبيض يرفض طلب الخطيب بشمل الحظر الجوي للشمال السوري
وكان البيت الأبيض قد أعلن أمس الثلاثاء، أن "الناتو" لن يفرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي الواقعة شمال سوريا، وذلك ردا على طلب الخطيب بمد مظلة بطاريات صواريخ الباتريوت المنتشرة في تركيا لتشمل الشمال السوري، الذي تسيطر عليه قوات المعارضة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني: "لقد اطلعنا على هذا الطلب، وحتى الآن، لا ينوي الحلف الأطلسي التدخل عسكريا في سوريا."
وأضاف: "أعتقد أن بطاريات صواريخ باتريوت ستشكل مساعدة عسكرية"، موضحا أن هذه البطاريات المنتشرة في الجانب التركي من الحدود مع سوريا تشكل أدوات للدفاع عن النفس."
دور واشنطن
وكان رئيس ائتلاف المعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب، أعلن أمام القمة العربية بالدوحة، أمس الثلاثاء، أنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "مد مظلة صواريخ الباتريوت المنتشرة في تركيا لتشمل شمال سوريا"، لافتا إلى أن كيري وعده "بدراسة الموضوع"، مضيفا "ما زلنا ننتظر من حلف الناتو قرارا في هذا الشأن."
وأشار الخطيب في كلمته إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت مساعدات إنسانية للشعب السوري، لكنه قال إنه من المفترض أن تلعب واشنطن دورا أكبر في حل الصراع.
التعليقات