سوريا: "جبهة النصرة" تبايع أيمن الظواهري، وميليشيات عراقية تقر بمقاتلتها إلى جانب النظام

أعلنت "جبهة النصرة" التي تقاتل قوات نظام الأسد في سوريا، ولاءها لزعيم القاعدة، أيمن الظواهري، ونفت انضمامها إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، في الوقت الذي أعلنت ميليشا عراقية ينتمي أفرادها إلى الطائفة الشيعية، بأنها تقاتل في سوريا لصالح النظام.

سوريا:

محمد الجولاني، قائد "جبهة النصرة"

أعلنت "جبهة النصرة" التي تقاتل قوات نظام الأسد في سوريا، ولاءها لزعيم القاعدة، أيمن الظواهري، ونفت انضمامها إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، في الوقت الذي أعلنت فيه ميليشات عراقية ينتمي أفرادها إلى الطائفة الشيعية، بأنها تقاتل في سوريا لصالح النظام.

وقال قائد التنظيم المسلح في سوريا، محمد الجولاني، في تسجيل صوتي: "هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام، نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري (...) فإننا نبايعه على السمع والطاعة".

"جبهة النصرة" تنفي اندماجها مع "القاعدة" في العراق

ونفى الجولاني ما أعلنه أبوبكر البغدادي، زعيم "دولة العراق الإسلامية"، عن اندماج "جبهة النصرة" و"تنظيم القاعدة" في العراق من أجل إنشاء "الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وقال الجولاني إن البغدادي لم يستشر قادة "جبهة النصرة" بشأن إعلانه، الذي بلغهم عبر وسائل الإعلام؛ مضيفا أن "تنظيمه لن يغير رايته ولا منهجه"، وإن كانت "جبهة النصرة "ستظل فخورة براية دولة العراق، وبمن يحملونها ومن يضحون من أجلها بالدم"، معترفا أنه قاتل شخصيا في صفوف دولة العراق الإسلامية.

وتوجه الجولاني إلى السوريين قائلا: "نطمئن إخواننا السوريين بأن سلوك جبهة النصرة سيظل وفيا للصورة التي عرفتم، وأن مبايعتنا (للقاعدة) لن تؤثر على سياستنا أبدا."

"الدولة الإسلامية في العراق والشام"

ويأتي تصريح الجولاني ردا على إعلان مفاجئ صدر عن أبي بكر البغدادي، يقول فيه إن "جبهة النصرة" فرع تابع لتنظيم القاعدة في العراق، وإنهما يندمجان من أجل إنشاء الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقد جاء على لساني البغدادي في رسالة صوتية، أن "جبهة النصرة" "ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها"، معلنا "إلغاء اسم دولة العراق الإسلامية، وإلغاء اسم جبهة النصرة، وجمعهما تحت اسم واحد، هو الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وكان إعلان البغدادي أيضا عقب تصريح لزعيم "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، يدعو فيه جماعات من المسلحين في سوريا إلى القتال وإنشاء دولة إسلامية.

"الجيش الحر": لا نتعامل مع "جبهة النصرة"

بدوره، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة "للجيش السوري الحر"، العميد سليم إدريس، إن قواته لا تتعامل مع تنظيم "جبهة النصرة"، مؤكدا أن معظم المقاتلين على الأرض من السوريين.

 وأوضح إدريس في تصريحات لـ "سكاي نيوز" العربية: "أكدت للدول الغربية أن الجيش الحر لا يتعامل مع  تنظيم جبهة النصرة، وأنها ترفض التعامل معنا.. هذا أصبح واضحا للدول الغربية وأميركا، هم يعلمون ذلك ومتأكدون منه."

وأضاف: "السيناريو العراقي لن يتكرر في سوريا، المقاتلون على الأرض أغلبهم سوريون يضعون مصلحة بلادهم في الدرجة الأولى، وليس لديهم أجندات خاصة، كل يقاتل بهدف تخليص البلاد والعباد من طغمة حاكمة فاسدة"، على حد تعبيره.

الولايات المتحدة والقوى العظمى في أوروبا

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية صنفت "جبهة النصرة" منظمة إرهابية في شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي، معتبرة إياها فرعا لتنظيم القاعدة.

وسعت كل من بريطانيا فرنسا إلى إقناع الاتحاد الأوروبي برفع حظر السلاح عن المعارضة السورية، ولكن مصدرا بوزارة الخارجية البريطانية نقل إلى الائتلاف السوري المعارض ما يشبه التحذير بإعادة النظر في مستوى الدعم ونوعيته، إذا مالت الكفة في المعارضة إلى من تصفهم بريطانيا بالمتطرفين.

معاذ الخطيب: فكر تنظيم القاعدة لا يناسب المعارضة السورية

من جانبه، قال رئيس ائتلاف المعارضة السورية المستقيل، أحمد معاذ الخطيب، اليوم الأربعاء، إن فكر تنظيم القاعدة "لا يناسب" المعارضة السورية، وذلك في أول تعليق على مبايعة "جبهة النصرة" للظواهري.

وأضاف الخطيب على حسابه على موقع "فيسبوك": "على الثوار اتخاذ قرار واضح بهذا الأمر"، دون الإشارة إلى ماهية هذا القرار.

وكان الخطيب أعلن غير مرة أن تنظيم "جبهة النصرة" جزء من "الثورة" السورية، مشيرا إلى أنه لا مكان لـ "التطرف" في سوريا، مؤكدا أن "جميع الكتائب المقاتلة في سوريا تجتمع على إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد."

ورفض ائتلاف المعارضة السورية في وقت سابق قرارا أمريكيا بإدراج "جبهة النصرة" على القوائم الأمريكية للمنظمات الإرهابية.

ميليشيات عراقية تقر بأنها تقاتل إلى جانب النظام

في سياق متصل، أقرت ميليشيات عراقية ينتمي أعضاؤها إلى الطائفة الشيعية، بأنها تقاتل في سوريا، وذلك في خطوة جديدة ضمن ما تعتبره معركة جديرة بأن تخوضها ضد المعارضة المسلحة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقد قالت مصادر عراقية في الآونة، إن متطوعين يعبرون إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد أو لحماية ضريح السيدة زينب على مشارف دمشق.

رجال دين شيعة بارزون يعارضون زج العراق في المعركة

لكن زعماء الميليشيات الذين توقف نشاطهم تقريبا منذ غادرت القوات الأمريكية العراق قبل نحو عام، كانوا يحجمون عن الاعتراف علنا بالقتال في سوريا، ربما لأن رجال دين شيعة بارزين كانوا يعارضون انضمام العراقيين إلى المعركة.

ونقلت وكالة "رويترز" أن البعض منهم يقولون إنهم يقاتلون في سوريا استجابة لزعيمهم الديني آية الله علي خامنئي، الزعيم الإيراني الأعلى لكن دون موافقة رسمية من طهران أو بغداد، أو من قيادة الميليشيا التي يتبعونها.

المقاتلون ينتمون لمجموعات "عصائب الحق" و"حزب الله" و"جيش المهدي" العراقية

وقال بعض المقاتلين في تلك الميليشيات، وفقا لوكالة "رويترز"، إن ميليشيا "عصائب الحق" وكتائب "حزب الله" العراقيتين، واللتين حاربتا القوات الأمريكية، بالإضافة إلى مقاتلين سابقين من ميليشيا "جيش المهدي" الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بدأوا يعترفون بدورهم في سوريا، وبأن مقاتلين تابعين لهم قتلوا هناك.

وقال أبو مجاهد، وهو أحد زعماء المقاتلين: "يشعر الشيعة الآن بأن المعركة في سوريا اكتسبت مشروعية أكبر ولا يهم ما إذا كانت لحماية أضرحة شيعية أو للقتال إلى جانب جنود الأسد."

وكان من بين دوافع هذا التغير تزايد النزعة الطائفية للصراع السوري.

حماية أماكن دينية شيعية في سوريا

ونشرت مواقع إلكترونية مرتبطة بـ "عصائب الحق"، و"جيش المهدي"، و"كتيبة أبو الفضل العباس"، وهي ميليشيا تضم مقاتلين شيعة من العراق، وسوريا، ولبنان، وتنشط في سوريا، صورا لمسلحين عراقيين قتلى يرتدون ملابس عسكرية ويحملون بنادق قناصة.

وكتب على إحدى الصور أن صاحبها قتل في سوريا وهو يدافع عن ضريح السيدة زينب إلى الجنوب من العاصمة دمشق.

ويقول العراق الرسمي إنه يتبنى سياسة عدم التدخل في سوريا، ويرفض دعم مطالب الغرب والجامعة العربية بتنحية الأسد.

التعليقات