محققو الأمم المتحدة: أسلحة كيماوية استخدمت بكميات محدودة في سورية

"الفظائع التي ارتكبت بالأسلحة التقليدية تفوق كثيرا أي خسائر بشرية ناجمة عن استخدام أسلحة كيماوية"..

محققو الأمم المتحدة: أسلحة كيماوية استخدمت بكميات محدودة في سورية

قال محققو الأمم المتحدة المعنيون بحقوق الإنسان اليوم، الثلاثاء، إن لديهم "أسبابا معقولة" للاعتقاد بأن كميات محدودة من الأسلحة الكيماوية استخدمت في سوريا، وحذروا من أن الدولة الممزقة تشهد تدهورا حادا.

وأضاف المحققون، في أحدث تقرير لهم والذي اعتمد على مقابلات مع ضحايا وأطقم طبية وشهود آخرين، أنهم تلقوا مزاعم عن استخدام قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة لأسلحة محظورة إلا أن معظم الشهادات كانت متعلقة باستخدام القوات الحكومية لهذه الأسلحة.

وقالت اللجنة انها فحصت تقارير بشأن أربع هجمات بمواد سامة في آذار/مارس ونيسان/ابريل نيسان لكنها لم تتمكن من تحديد الجانب الذي يقف وراء هذه الهجمات.

وقال باولو بينييرو الذي ترأس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي في جنيف "هناك أسباب معقولة للاعتقاد باستخدام كميات محدودة من الكيماويات السامة. وتعذر بناء على الأدلة المتاحة تحديد العناصر الكيماوية التي استخدمت على وجه الدقة أو أنظمة إطلاقها أو الجناة".

وأضاف بينييرو "الشهود الذين أخذنا أقوالهم، بينهم أطقم طبية وضحايا ولاجئون فروا من بعض المناطق".

يذكر أنه لم يسمح لفريق من مفتشي الأمم المتحدة بدخول سوريا حتى الآن، ولم يتسن لهم التحقق من استخدام أسلحة كيميائية من عدمه. وضم الفريق الحقوقي التابع للأمم المتحدة أكثر من 20 محققا، وأجرى 430 مقابلة في الفترة بين 15 كانون الثاني/يناير و15 أيار/مايو وسط لاجئين في دول مجاورة، ومع أناس ما زالوا في سوريا من خلال خدمة سكايب على الانترنت.

لكن الفريق أوضح أن النتائج التي توصل إليها غير قاطعة، وأن من المهم أن يسمح لفريق آخر من الخبراء بدخول سوريا بحرية كاملة لجمع العينات من الضحايا والمواقع التي يزعم أنها تعرضت للهجوم.

وصرح بينييرو بأن الفظائع التي ارتكبت بالأسلحة التقليدية تفوق كثيرا أي خسائر بشرية ناجمة عن استخدام أسلحة كيماوية، مشيرا إلى أنه لم يحدث في سوريا هجوم كيماوي واسع النطاق.

وأضاف بينييرو في جنيف "الحرب في سوريا كارثة كبرى في زماننا. سوريا تشهد تدهورا حادا".، مشيرا إلى أن "الوحشية أصبحت أسلوبا للحرب".

وجاء في التقرير أن ما لا يقل عن 17 مذبحة ارتكبت في الفترة التي شملها التحقيق ليرتفع الإجمالي إلى 30 مذبحة منذ أيلول/سبتمبر.

وطالب المحققون بضرورة محاسبة الزعماء السوريين على سياستهم التي تشمل حصار المدن وقصفها وإعدام المدنيين.

وقالوا في تقريرهم الخامس عن الحرب المندلعة في سوريا منذ 26 شهرا والتي أودت بحياة أكثر من 80 الف شخص "الانتهاكات الموثقة مستمرة وواسعة النطاق، وهي دليل على سياسة مدبرة ينفذها قادة الجيش والحكومة في سوريا". بحسب التقرير.

كما جاء في التقرير أن مقاتلي المعارضة السورية ومتشددين أجانب متحالفين معهم قتلوا مدنيين وجنودا أسرى عادة بعد "محاكمات صورية" في إطار "صراع يزداد طائفية".

وأضاف "أنهم يواصلون تعريض السكان المدنيين للخطر بوضع أهداف عسكرية في المناطق المدنية".

ودعا الفريق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأن يعمل على تقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة، بما في ذلك الإحالة المحتملة لسوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

البيت الأبيض: نشعر بشكوك قوية.. معظم الأسلحة الكيماوية لا تزال تحت سيطرة الحكومة

قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض اليوم، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ترغب في جمع ومراجعة مزيد من الأدلة بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.

وأضاف كارني في تصريح صحفي بواشنطن أن الولايات المتحدة تعتقد أن معظم الأسلحة الكيماوية في سوريا لا تزال تحت سيطرة الحكومة، وتشعر "بشكوك قوية" بشأن مزاعم استخدام قوات المعارضة في سوريا أسلحة كيماوية.

التعليقات