بعد معركة القصير : "حزب الله" يحتفل؛ و"الجيش الحر" يتوعد بمقاتلته داخل لبنان

قال نائب الأمين العام لـ "حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، إن استعادة السيطرة على مدينة القصير من القوات النظامية السورية، ضربة للمصالح الأمريكية الإسرائيلية، وتثبت أن الجهود الرامية إلى إسقاط "سوريا المقاومة مشروع وهمي"، في الوقت الذي تعهد رئيس أركان "الجيش الحر"، اللواء سليم إدريس بمقاتلة "حزب الله" داخل لبنان بسبب "غزو" الأخير للبنان على حد وصفه.

بعد معركة القصير :

الضاحية الجنوبية في بيروت

قال نائب الأمين العام لـ "حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، إن استعادة السيطرة على مدينة القصير من القوات النظامية السورية، ضربة للمصالح الأمريكية الإسرائيلية، وتثبت أن الجهود الرامية إلى إسقاط "سوريا المقاومة مشروع وهمي"، في الوقت الذي تعهد رئيس أركان "الجيش الحر"، اللواء سليم إدريس بمقاتلة "حزب الله" داخل لبنان بسبب "غزو" الأخير للبنان على حد وصفه.

وكان المئات من مقاتلي "حزب الله" اللبناني قد انضموا إلى قوات النظام السوري، في معركة للسيطرة على القصير التي تقع على طريق استراتيجي بين لبنان وسوريا.

قاسم: إسقاط سوريا مشروع وهمي

وقال الشيخ نعيم قاسم في بيان: "المعركة اليوم لها عنوان واحد، هي مواجهة إسرائيل ومن يخدم مشروعها، ومواقف حزب الله تستند إلى هذه القاعدة، وقد ثبت اليوم بما لا يقبل الشك أن المراهنة على إسقاط سوريا المقاومة مشروع وهمي، وأن بناء المواقف السياسية على إنجازات المشروع الأمريكي الإسرائيلي خاسرة وفاشلة."

وأضاف: "نأمل أن تتضح حقائق الجغرافيا السياسية في أن أصحاب الأرض هم الأرسخ والأثبت، وهم الفائزون دائما عندما يجاهدون ويصمدون في مواجهة المتآمرين والمحتلين."

وقال قاسم أيضًا: "نكرر دعوتنا إلى الحل السياسي في سوريا، وإلى كف أيدي سراق الأرض الدوليين وأتباعهم من أن يمتدوا في منطقتنا العربية لإعانة الكيان الغاصب، فقد صممت شعوب المنطقة أن تسترد أرضها وحقها والله ناصرها".

إيران تهنئ والضاحية الجنوبية تحتفل

وقد هنأت إيران "الجيش والشعب السوريين" بـ "الانتصار على الإرهابيين" في القصير، كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان.

وشهدت الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل "حزب الله"، احتفالات بسقوط مدينة القصير، وبدت في شوارع الضاحية الجنوبية رايات الحزب الصفراء، مكتوب عليها "القصير سقطت"، وقد انتشرت على أعمدة الإنارة والمباني، وقد وزع نشطاء الحلوى على السيارات.

الجيش النظامي: سنستعيد السيطرة على البلاد بأكملها

من جانبه، قال الجيش النظامي السوري، اليوم، إن استعادة السيطرة على بلدة القصير من أيدي مقاتلي المعارضة توضح أن قوات الأسد ستسيطر من جديد في نهاية الأمر على البلاد بأكملها من أيدي الأعداء.

وقال بيان صادر عن القيادة العامة للجيش، أذاعه التلفزيون السوري: "رسالة واضحة إلى جميع الذين يشاركون بالعدوان على سوريا، وعلى رأسهم كيان العدو الصهيوني وعملاؤه في المنطقة، وأدواته على الأرض، بأن قواتنا المسلحة مستعدة دائما لمواجهة أي عدوان يتعرض له وطننا الحبيب."

وأضاف: "قواتنا المسلحة وعلى إثر الانتصارات المتلاحقة والمتتالية في حربها ضد الإرهاب المنظم والممنهج، تشدد على أنها لن تتوانى في ضرب المسلحين أينما كانوا، وفي أي شبر على أرض سوريا، فتراب الوطن مقدس لا يدنس، ومن يحاول تدنيسه فمصيره الموت أو الاستسلام."

رئيس أركان "الجيش الحر": سنحارب "حزب الله" داخل لبنان

من جهة أخرى، تعهد رئيس أركان "الجيش السوري الحر"، اللواء سليم إدريس، بمحاربة "حزب الله" داخل لبنان، ونفى أن يكون جيشه قد خسر الحرب، على الرغم من الانتكاسات الأخيرة وسيطرة الجيش السوري على مدينة القصير.

وقال اللواء إدريس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي)، إن "مقاتلي حزب الله يغزون سوريا ولا تفعل الحكومة اللبنانية شيئًا لوقفهم"، وأضاف أن المعارضة السورية "لن تقبل بأي دور للرئيس بشار الأسد في سوريا ما بعد الأزمة، وإذا كان ثمن السلام يعني بقاءه في السلطة، فنحن لا نحتاج إلى هذا النوع من السلام".

وقال إنه "طلب من قادة الجيش السوري الحر، بمن فيهم المتواجدون بالقرب من مدينة القصير، محاربة مقاتلي حزب الله داخل سوريا فقط، لكن هناك أعدادًا كبيرة جدًّا منهم داخل سوريا في القصير وإدلب وحلب ودمشق، وفي كل مكان في البلاد".

مقاتلو "حزب الله" يغزون سوريا

وأضاف أن مقاتلي "حزب الله" "يغزون الأراضي السورية، وعندما يستمرون في القيام بذلك والسلطات اللبنانية لا تتخذ أي إجراء لمنعهم من القدوم إلى سوريا، أعتقد بأن ذلك سيسمح لنا بمحاربتهم داخل الأراضي اللبنانية".

وفيما أبدى ثقته بأن قوات المعارضة المسلحة "ستكسب المعركة ضد النظام السوري"، أقر إدريس بأن المعركة "ستستمر لسنوات عديدة، وستشهد سقوط المزيد من الشهداء والدمار من دون دعم أصدقائنا في الدول الغربية والولايات المتحدة".

وكان اللواء إدريس حذّر من فشل ما وصفها بالثورة ضد نظام الرئيس الأسد ما لم يتم تزويد مقاتليه بالأسلحة من بريطانيا ودول غربية أخرى، وقال لصحيفة "ديلي تليغراف"، الثلاثاء، إن بريطانيا "لم توافق حتى الآن على توفير قوة النيران المطلوبة، رغم قيامها بتنسيق جهود رفع حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا".

معركة شرسة ودمار هائل

وخاض كل من القوات النظامية ومقاتلو المعارضة معركة شرسة منذ أكثر من أسبوعين للسيطرة على البلدة الواقعة على طريق حيوي للإمدادات عبر الحدود بين لبنان وسوريا.

وظلت القصير في أيدي مقاتلي المعارضة منذ أكثر من عام، وكشفت لقطات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، من داخل البلدة، عن دمار واسع النطاق، وتحول المباني إلى أنقاض، وخلو الشوارع من السكان الذين دعاهم النظام السوري للعودة إلى بيوتهم بعد إعلانه السيطرة عليها تماما وانسحاب مقاتلي المعارضة.

وحاربت قوات الأسد بشراسة لاستعادة السيطرة على القصير، وتشديد قبضتها على ممر يعبر محافظة حمص في وسط البلاد، ويربط بين العاصمة دمشق والمناطق الساحلية على البحر المتوسط.

التعليقات