جنيف2: فجوة عميقة وتوقعات متواضعة

تنطلق اليوم أعمال مؤتمر "جنيف2" لبحث تسوية للأزمة السورية بحضور أضداد الصراع الدامي والطويل، لكن بغياب التنظيمات الإسلامية المرتبطة بالقاعدة التي تعتبر لاعبا رئيسيا في الصراع. وتبدو احتمالات النجاح أقل من احتمالات الفشل بسبب تعقيدات الوضع على الأرض وانزلاق الصراع إلى منزلقات خطيرة. واستبق وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، انطلاق المباحثات الرامية لإنهاء الحرب في بلاده بالتأكيد على أن "موضوع الرئيس خط أحمر"، في حين شدد وفد المعارضة على أن الهدف من حضور المؤتمر هو تنحية بشار الأسد. وقبل وصوله إلى مدينة مونترو السويسرية حيث ينعقد الأربعاء المؤتمر، قال وزير الخارجية إن "موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة لنا وللشعب السوري ولن يمس بها أو بمقام الرئاسة". وعلى الرغم من أن المعلم أكد أن مضمون الدعوة إلى المؤتمر "لا ينسجم مع موقفنا القانوني والسياسي ولا مع تطلعات الشعب السوري"، إلا أنه أصر على رغبة الحكومة السورية "بإنجاح" المباحثات. في المقابل، قال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض، بدر جاموس، عند وصوله إلى سويسرا، لـ "رويترز" إن الائتلاف سيطالب بتنحية الأسد الذي وصفه "بالمجرم". وأضاف أن الوفد سيخوض معركة دبلوماسية لتحقيق "أهداف الثورة السورية ورغبات الشعب السوري"، مشددا على أنه لن يقبل بأقل من رحيل الأسد وتغيير النظام و"محاسبة القتلة". وفي انتظار انطلاق المباحثات الساخنة التي تحضرها وفود من 40 دولة بغياب إيران، تحت رعاية الأمم المتحدة، يجد وفدا الحكومة والمعارضة نفسيهما في مدينة واحدة بعد نحو 3 أعوام على اندلاع النزاع الدامي في سوريا. فالوفد الحكومي برئاسة المعلم، وصل إلى فندق "سويس ماجستيك" في مونترو الواقع على بعد مئات الأمتار من المكان الذي سيعقد فيه المؤتمر الساعي لتأليف حكومة انتقالية وفقا لبيان "جنيف1". وكان وفد المعارضة، الذي يضم رئيس الائتلاف أحمد الجربا وأعضاء الائتلاف بدر جاموس وهيثم المالح وسهير الأتاسي وغيرهم، وصل في وقت سابق بعيدا عن الإعلام الى فندقه. إذا ساعات قليلة تفصل جلوس طرفي النزاع في سوريا وجها لوجه في قاعة المؤتمر، حيث خصصت لهما طاولتان متقابلتان، في محاولة لبدء مفاوضات مباشرة تنهي 3 أعوام من حرب ذهب ضحيتها أكثر من 100 ألف شخص. جدير بالذكر أن ممثلي المعارضة سيجلسون إلى يمين وفد الولايات المتحدة برئاسة وزير الخارجية جون كيري، بينما المعلم وزملائه سيجلسون إلى يمين الوفد الروسي الذي يترأسه رأس الدبلوماسية سيرغي لافروف. ومع انطلاق أعمال المؤتمر قال ثلاثة مدعين سابقين في محاكم جرائم الحرب إن مصورا بالشرطة العسكرية السورية قدم "أدلة واضحة" تظهر التعذيب والقتل المنظم لنحو 11 ألف معتقل في السجون السورية في ملابسات تذكر بما حدث في معسكرات التعذيب النازية. وقال المدعون السابقون الثلاثة إن مسؤولين سوريين قد يواجهون اتهامات بجرائم حرب نتيجة للأدلة التي قدمها مصور الشرطة العسكرية الذي انشق. وقال أحد المدعين إن الأدلة قدمت توثيقا "لأعمال قتل على نطاق واسع" شبيهة بما حدث في معسكري التعذيب النازيين في بيلسن وأوشفيتز إبان الحرب العالمية الثانية وقبل ساعات من انطلاق المؤتمر، هددت الفوضى الدبلوماسية يوم الاثنين بإحباط المحادثات كلية بعدما وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون دعوة لإيران الداعم الرئيسي للأسد. وسحبت الدعوة بعدما هددت المعارضة بالانسحاب من المحادثات وبعد ضغوط غربية في حين أصرت إيران على أنها لم توافق على الشرط الذي وضعه بان للحضور وهو تأييد مؤتمر السلام السابق في جنيف عام 2012 والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية. ويشير مراقبون إلى أن تضييق الخلافات بين الطرفين المتحاربين يبدو مهمة شاقة ويؤكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن اجتماع مونترو يوم الأربعاء ما هو إلا بداية ويحتمل أن تعقبه محادثات أخرى في جنيف بدءا من يوم الجمعة. وقد تنتج عن الاجتماع بعض الاتفاقات لتخفيف معاناة المدنيين وتبادل السجناء. وتبرأت أغلب جماعات المعارضة المسلحة من الائتلاف الوطني السوري لموافقته على المحادثات. وفي حين يملك الأخضر الإبراهيمي وسيط الأمم المتحدة دعم القوى العالمية نظريا فقد أظهرت الضجة بخصوص دعوة طهران كيف أحدثت الحرب انقساما بين القوى الغربية وروسيا ووضعت الدول العربية السُنية التي تدعم المعارضة السورية في مواجهة إيران الشيعية. ومضى 18 شهرا على فشل مؤتمر السلام السابق جنيف1 كما لم تثمر كل المبادرات الدبلوماسية الأخرى. وقال دبلوماسي غربي "في أفضل الأحوال سيعيد مؤتمر جنيف2 التأكيد على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مؤتمر جنيف الاول .. ويدعو إلى وقف لإطلاق النار وربما مبادلة السجناء وما إلى ذلك." وأضاف "في الوقت نفسه فإن المشاركين في المحادثات يضفون بحكم الأمر الواقع شرعية على دمشق. إنهم يتحدثون مع حكومة الأسد على الطرف الآخر من الطاولة... وبذلك يستمر العرض بينما يبقى الأسد في السلطة."

جنيف2:  فجوة عميقة وتوقعات متواضعة

تنطلق اليوم أعمال مؤتمر "جنيف2"   لبحث تسوية للأزمة السورية بحضور أضداد الصراع الدامي والطويل، لكن بغياب التنظيمات الإسلامية المرتبطة بالقاعدة التي  تعتبر لاعبا رئيسيا في الصراع. وتبدو احتمالات  النجاح أقل من احتمالات الفشل بسبب تعقيدات الوضع على الأرض وانزلاق الصراع إلى  منزلقات خطيرة. 
واستبق وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، انطلاق المباحثات الرامية لإنهاء الحرب في بلاده بالتأكيد على أن "موضوع الرئيس خط أحمر"، في حين شدد وفد المعارضة على أن الهدف من حضور المؤتمر هو تنحية بشار الأسد.
وقبل وصوله إلى مدينة مونترو السويسرية حيث ينعقد الأربعاء المؤتمر، قال وزير الخارجية إن "موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة لنا وللشعب السوري ولن يمس بها أو بمقام الرئاسة".
وعلى الرغم من أن المعلم أكد أن مضمون الدعوة إلى المؤتمر "لا ينسجم مع موقفنا القانوني والسياسي ولا مع تطلعات الشعب السوري"، إلا أنه أصر على رغبة الحكومة السورية "بإنجاح" المباحثات.
في المقابل، قال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض، بدر جاموس، عند وصوله إلى سويسرا، لـ "رويترز" إن الائتلاف سيطالب بتنحية الأسد الذي وصفه "بالمجرم".

وأضاف أن الوفد سيخوض معركة دبلوماسية لتحقيق "أهداف الثورة السورية ورغبات الشعب السوري"، مشددا على أنه لن يقبل بأقل من رحيل الأسد وتغيير النظام و"محاسبة القتلة".

وفي انتظار انطلاق المباحثات الساخنة التي تحضرها وفود من 40 دولة بغياب إيران، تحت رعاية الأمم المتحدة، يجد وفدا الحكومة والمعارضة نفسيهما في مدينة واحدة بعد نحو 3 أعوام على اندلاع النزاع الدامي في سوريا.

فالوفد الحكومي برئاسة المعلم، وصل إلى فندق "سويس ماجستيك" في مونترو الواقع على بعد مئات الأمتار من المكان الذي سيعقد فيه المؤتمر الساعي لتأليف حكومة انتقالية وفقا لبيان "جنيف1".
وكان وفد المعارضة، الذي يضم رئيس الائتلاف أحمد الجربا وأعضاء الائتلاف بدر جاموس وهيثم المالح وسهير الأتاسي وغيرهم، وصل في وقت سابق بعيدا عن الإعلام الى فندقه.

إذا ساعات قليلة تفصل جلوس طرفي النزاع في سوريا وجها لوجه في قاعة المؤتمر، حيث خصصت لهما طاولتان متقابلتان، في محاولة لبدء مفاوضات مباشرة تنهي 3 أعوام من حرب ذهب ضحيتها أكثر من 100 ألف شخص.

جدير بالذكر أن ممثلي المعارضة سيجلسون إلى يمين وفد الولايات المتحدة برئاسة وزير الخارجية جون كيري، بينما المعلم وزملائه سيجلسون إلى يمين الوفد الروسي الذي يترأسه رأس الدبلوماسية سيرغي لافروف.

ومع انطلاق أعمال المؤتمر قال ثلاثة مدعين سابقين في محاكم جرائم الحرب إن مصورا بالشرطة العسكرية السورية قدم "أدلة واضحة" تظهر التعذيب والقتل المنظم لنحو 11 ألف معتقل في السجون السورية في ملابسات تذكر بما حدث في معسكرات التعذيب النازية. وقال المدعون السابقون الثلاثة إن مسؤولين سوريين قد يواجهون اتهامات بجرائم حرب نتيجة للأدلة التي قدمها مصور الشرطة العسكرية الذي انشق. وقال أحد المدعين إن الأدلة قدمت توثيقا "لأعمال قتل على نطاق واسع" شبيهة بما حدث في معسكري التعذيب النازيين في بيلسن وأوشفيتز إبان الحرب العالمية الثانية

وقبل ساعات من انطلاق المؤتمر، هددت الفوضى الدبلوماسية يوم الاثنين بإحباط المحادثات كلية بعدما وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون دعوة لإيران الداعم الرئيسي للأسد. وسحبت الدعوة بعدما هددت المعارضة بالانسحاب من المحادثات وبعد ضغوط غربية في حين أصرت إيران على أنها لم توافق على الشرط الذي وضعه بان للحضور وهو تأييد مؤتمر السلام السابق في جنيف عام 2012 والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية.

ويشير مراقبون إلى أن تضييق الخلافات بين الطرفين المتحاربين  يبدو مهمة شاقة ويؤكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن اجتماع مونترو يوم الأربعاء ما هو إلا بداية ويحتمل أن تعقبه محادثات أخرى في جنيف بدءا من يوم الجمعة. وقد تنتج عن الاجتماع بعض الاتفاقات لتخفيف معاناة المدنيين وتبادل السجناء.

وتبرأت أغلب جماعات المعارضة المسلحة من الائتلاف الوطني السوري لموافقته على المحادثات. وفي حين يملك الأخضر الإبراهيمي وسيط الأمم المتحدة دعم القوى العالمية نظريا فقد أظهرت الضجة بخصوص دعوة طهران كيف أحدثت الحرب انقساما بين القوى الغربية وروسيا ووضعت الدول العربية السُنية التي تدعم المعارضة السورية في مواجهة إيران الشيعية.

ومضى 18 شهرا على فشل مؤتمر السلام السابق جنيف1 كما لم تثمر كل المبادرات الدبلوماسية الأخرى. وقال دبلوماسي غربي "في أفضل الأحوال سيعيد مؤتمر جنيف2 التأكيد على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مؤتمر جنيف الاول .. ويدعو إلى وقف لإطلاق النار وربما مبادلة السجناء وما إلى ذلك."

وأضاف "في الوقت نفسه فإن المشاركين في المحادثات يضفون بحكم الأمر الواقع شرعية على دمشق. إنهم يتحدثون مع حكومة الأسد على الطرف الآخر من الطاولة... وبذلك يستمر العرض بينما يبقى الأسد في السلطة."






 

التعليقات