تنظيم "داعش" مني بخسائر فادحة لكن المعركة طويلة

لحقت بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خسائر "فادحة" في مدينة عين العرب - كوباني السورية وعلى عدة جبهات عراقية، لكن محللين حذروا من أن مثل هذه الانتصارات في محاربة الجهاديين لا يمكن أن تتحقق بسهولة في كل المناطق.

تنظيم

مقاتلون أكراد داخل عين العرب (أ ف ب)

لحقت بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خسائر 'فادحة' في مدينة عين العرب - كوباني السورية وعلى عدة جبهات عراقية، لكن محللين حذروا من أن مثل هذه الانتصارات في محاربة الجهاديين لا يمكن أن تتحقق بسهولة في كل المناطق.

وتعاني مدينة عين العرب الكردية السورية التي تم تحريرها الاثنين الماضي من تنظيم 'داعش' بعد معارك طاحنة من دمار شامل، وفق مراسلي فرانس برس الذين تمكنوا من دخولها اليوم  الأربعاء.

ولم يتبق في الجزء الشرقي من المدينة الذي بات تحت السيطرة التامة للمقاتلين الاكراد سوى الركام والمباني المتداعية بسبب القصف المكثف. ومنيت الأحياء الغربية بأضرار أقل، حيث أمكن مشاهدة بعض السكان المدنيين، وفق مراسلي فرانس برس.

وهذا الأسبوع نجح المقاتلون الأكراد بدعم من الغارات الجوية بقيادة أميركية، في طرد مقاتلي التنظيم المتطرف من القسم الأكبر من مدينة كوباني السورية الصغيرة  بعد معركة دامت أربعة أشهر فاقت أهميتها الرمزية قيمتها العسكرية.

وفي موازاة ذلك، طردت القوات العراقية الجهاديين من آخر معاقلهم في محافظة ديالى شرق البلاد ما أدى إلى تقليص حدود 'الخلافة' التي أعلنوها.

وقال المحلل في منتدى شيلمان-غينزبورغ للشرق الأوسط ومقره فيلاديلفيا، أيمن جواد التميمي إن 'مدينة كوباني أثبتت أن غارات جوية مكثفة في منطقة صغيرة تنجح في احتواء تنظيم الدولة الإسلامية'.

وقال المحلل لدى مجموعة سوفان الاستشارية، باتريك سكينر، إن 'الضربات الجوية كانت مدمرة. خسر التنظيم عددا كبيرا من مقاتليه في كوباني'.

وفي رسالة صوتية نادرة نشرت يوم الاثنين الماضي لم يشر أحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية والمتحدث باسمه أبو محمد العدناني إلى كوباني التي كان يسعى كل طرف إلى تحقيق نصر عسكري فيها.

ووفقا لمراقبين فقد التنظيم حوالى 1200 مقاتل في معركة كوباني. وقال مسؤولون أميركيون إن الغارات الجوية بقيادة أميركية أدت إلى مقتل ستة آلاف جهادي منذ بدء الحملة في آب (أغسطس).

والشهر الماضي حققت القوات الكردية العراقية انتصارات مهمة بعد أن قطعت خط الإمدادات الرئيسي للتنظيم بين مدينة الموصل  والحدود السورية.

وفي حين أن الخناق يضيق حول ثاني مدينة عراقية معقل تنظيم 'داعش'، تنفست بغداد الصعداء إثر 'تحرير' محافظة ديالى. وقال التميمي: 'لقد خسر التنظيم بالتأكيد من قوته. وهذا لا يتماشى مع مبدأه مواصلة توسعه'. وأضاف أنه 'عموما فإن التنظيم إما يخسر الأراضي أو لا يحرز تقدما بتاتا أو يحاول استعادة مناطق' كما هي حال مدينة بيجي العراقية الإستراتيجية التي خسرتها 'داعش' في تشرين الثاني (نوفمبر).

وما يزيد مشاكل تنظيم 'داعش' تصاعد نشاط جبهة النصرة، خصم التنظيم المتطرف في سوريا. ورغم أن الضربات الجوية لعبت دورا محوريا، إلا أن الانتصارات الأخيرة ضد تنظيم 'داعش' تحققت خصوصا في المناطق التي درات فيها معارك على الأرض مع قوات محلية.

ففي كوباني، قامت الوحدات الكردية لحماية الشعب بالمهمة الصعبة وتحمي قوات البشمركة شمال العراق ومحافظة ديالى مجموعات شيعية مدعومة من إيران. وقال التميمي 'إن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على معاقله الرئيسية في سوريا والعراق لم يتاثر وهناك نقص في القوات العسكرية المحلية للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية كما هو الحال في مدينة الموصل'.

وتقوم الولايات المتحدة ودول أخرى بتدريب الجيش العراقي وتستعد الجماعات المعارضة لتنظيم الدولة الإسلامية للمعركة، لكن محللين قالوا إن العملية تستلزم المزيد من الوقت. وأكدت واشنطن وبغداد مرارا ثقتهما بأن الإستراتيجية الحالية تؤتي ثمارها وستفضي في نهاية المطاف إلى هزيمة الجهاديين.

لكن بعض القوات العربية التي وصفت بـ'السنية' قالت إن قوات أجنبية على الأرض ضرورية للسيطرة على أهم معاقل تنظيم 'داعش'. وصرح مسؤول شرق أوسطي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه أننا 'لا نعتقد أن هناك تقدما كبيرا لأن الضربات الجوية غير كافية'.

وقال المسؤول بعد المؤتمر الذي عقده الأسبوع الماضي في لندن التحالف المناهض لـ'الدولة الإسلامية'، إن بلاده المشاركة في الحملة الجوية اقترحت تقديم قوات لكن بغداد رفضت. وأضاف: 'نؤكد أن أسوأ ما يمكن أن يحصل لمدينة الموصل هو استعادتها بفضل الغارات الأميركية والهجوم البري الذي تقوده الميليشيات الشيعية وإيران، من دون مشاركة السنة'.

وقال سكينر إن '10 آلاف جندي أميركي من المارينز شاركوا في تحرير الفلوجة (قبل 10 سنوات) وهي ربع حجم الموصل'.

والوضع هو نفسه في سوريا. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، إنه 'احتاجت الوحدات الكردية لحماية الشعب على الأرض والتحالف الدولي من الجو إلى 112 يوما لطرد مقاتلي التنظيم من كوباني التي لا تتخطى مساحتها ستة كيلومرات مربعة'. وتساءل 'يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على 35% من الأراضي السورية ... فكم من الوقت سيستغرق طرد الجهاديين من الرقة ودير الزور ومناطق أخرى؟'.

التعليقات