مخيم اليرموك: تكالب "الأضداد" يفاقم المأساة الإنسانية

​بعد نحو عامين ونصف من الحصار الخانق لمخيم اليرموك في جنوب دمشق الذي يفرضه عليه النظام السوري، تخلله منع إدخال الأغذية والماء والمعونات الطبية وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، تتواصل منذ أسبوع المواجهات بين إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة" الذين يحاولون اقتحام المخيم، وبين "كتائب أكناف بيت المقدس" و"شباب مخيم اليرموك" الذين يدافعون عن المخيم، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية فيه.

مخيم اليرموك: تكالب

مخيم اليموك (رويترز)

بعد نحو عامين ونصف من الحصار الخانق لمخيم اليرموك في جنوب دمشق الذي يفرضه عليه النظام السوري، تخلله منع إدخال الأغذية والماء والمعونات الطبية وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، تتواصل منذ أسبوع المواجهات بين إرهابيي 'داعش' و'جبهة النصرة' الذين يحاولون اقتحام المخيم، وبين 'كتائب أكناف بيت المقدس' و'شباب مخيم اليرموك' الذين يدافعون عن المخيم، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية فيه.

ومنذ ليل الخميس الجمعة لم تتغير الخارطة الميدانية بعد أن سيطر إرهابيو 'داعش' على مناطق واسعة من المخيم، وتتركز المواجهات اليوم بين شارعي فلسطين واليرموك في المنطقة المسماه 'المخيم القديم'، وفي شارع لوبية وضواحيه، الذي يعد أحد أهم شوارع المخيم من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية، حيث كان حتى قبل اقتحام الإرهابيين للمخيم أهم شارع تجاري في مخيم اليرموك.

ويقبع أهالي مخيم اليرموك اليوم بين قناصة 'داعش' و'النصرة' وحصارهم من ناحية، وبين حصار قوات نظام الأسد من ناحية أخرى، وقام الأخير مؤخرًا بقصف المخيم بصواريخ أرض-أرض من نوع 'فيل' وألقى البراميل المتفجرة على المباني السكنية في مخيم اليرموك وفي منطقة الحجر الأسود، تحت ادعاء أنه يستهدف تنظيم 'داعش'.

وأكد شهود عيان من داخل المخيم على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الصواريخ والبراميل المتفجرة دمرت المباني والاحياءء السكنية، واستشهد العديد من المدنيين جراء القصف، فيما لم يعلن عن سقوط قتلى من 'داعش' الذي من المفترض أنه المستهدف في القصف.

وتضاربت الأنباء حول مواقف كتائب المعارضة السورية من الأحداث في مخيم اليرموك، إذ تواردت أنباء صباح اليوم عن دخول الكتائب إلى المخيم عن طريق 'بيت سحم' و'يلدا'، واشتبكت مع إرهابيي 'داعش' في عدة نقاط، فيما جهات أخرى من داخل المخيم هذه الأنباء.

وطوال أيام مضت لم تتدخل كتائب المعارضة السورية في المواجهات في المخيم، وادعت أنها لم تستطع الدخول بسبب الحواجز التي وضعتها أمامهم 'جبهة النصرة'، الأمر الذي أربك صفوفهم ومنعهم من الاشتباك بسبب عدم اتخاذ قرار بمواجهة 'النصرة'، التي أكدت في بيان لها أنها منعت كتائب المعارضة من الدخول إلى المخيم عن طريق النقاط التي تسيطر عليها.

وصباح اليوم الاثنين، أعلن أبو عبادة، احد قادة 'الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام'، أن هناك تنسيق بين 'جيش الإسلام' و'الأبابيل' و'شام الرسول' لمحاصرة 'داعش' و'النصرة' في عدة نقاط في المخيم، وأن التأخير في عملية 'نصرة أهل المخيم' سببه الحصار الخانق الذي تفرضه جميع الفصائل على اليرموك والبعد عن المخيم، إضافة لإلى مساندة 'جبهة النصرة' و'جبهة أنصار الإسلام' لتنظيم 'داعش'.

وأضاف أن 'مقاتلي الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، شنّوا هجومًا من محور آخر على معقل 'داعش' في الحجر الأسود، وهو محور القدم، بهدف الضغط على الخطوط الخلفية للتنظيم، وتمكنوا من الوصول إلى فرن العايدي، الذي يُعدّ أول نقطة في الحجر الأسود من جهة القدم'..

وأعلن 'جيش الإسلام' ضمن عملية 'نصرة أهل المخيم'، عن بدء اقتحام الحجر الأسود ومخيم اليرموك والتقدم في مواجهه تنظيم 'الدولة'. وكشف في حسابه على موقع 'تويتر'، أنه 'سيطر على المركز الثقافي في اليرموك وعلى أحياء عدة في المخيم، تزامناً مع اتساع رقعة المعارك في شارع العروبة، الواقع بين المخيم والحجر الأسود. كما قتل 25 من مسلّحي داعش'.

ومع تواصل المعارك، تشتدّ معاناة المدنيين، الذين حوصر كثير منهم في منازلهم، من دون أية إمدادات غذائية أو مياه، فيما نجح بعضهم في النزوح إلى الأماكن المجاورة للمخيم، مثل يلدا وببيلا وبيت سحم، وسط مخاوف من نيران القناصة المنتشرين على أسطح المنازل. كما نجحت قلة قليلة نجحت في مغادرة المخيم، بمساعدة الهلال الأحمر الفلسطيني من جهة شارع فلسطين، ومعظمهم كانوا من المصابين جراء القصف والاشتباكات أو من كبار السن.

 

التعليقات