مفاوضات موسكو: النظام سيفاوض نفسه

في ظل غياب فصائل معارضة سورية أساسية تفقد المفاوضات التي تنطلق يوم غد في موسكو أهميتها وتبدو كأن النظام يفاوض نفسه.

مفاوضات موسكو: النظام سيفاوض نفسه

مقاتلون في إدلب الشهر الماضي (أ.ف.ب)

في ظل غياب فصائل معارضة سورية  أساسية تفقد المفاوضات التي تنطلق يوم غد في موسكو أهميتها وتبدو كأن النظام يفاوض نفسه.

وتبدأ في موسكو يوم غد الاثنين مفاوضات بين النظام السوري ومعارضة الداخل برعاية روسية، وبعد استثناء هيئة التنسيق الوطني برئاسة هيثم مناع من الدعوة، وإعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن مقاطعته للاجتماع، ومنع عدد من قيادات المعارضة في الداخل من المشاركة، سيكون تمثيل المعارضة هامشيا.

 وقد أعلنت هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي برئاسة حسن عبد العظيم أنها ستشارك في المفاوضات. ومن بين المعارضين الذين قرروا المشاركة كثيرون يعتبرون 'قريبين' من النظام، وبعضهم قد تم اختياره من قبل السلطات السورية.

وأفشل النظام جهودا بذلتها موسكو لنيل موافقة أبرز مكونين في معارضة الداخل على المشاركة في الاجتماع، برفضها رفع حظر السفر المفروض على بعض المعارضين. وأعلن المعارض السوري البارز، لؤي حسين الذي يرأس تيار بناء الدولة السورية، يوم السبت الماضي لفرانس برس أنه ممنوع من السفر إلى موسكو بسبب رفض دمشق رفع حظر السفر المفروض عليه.

من جانبه، يوضح عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي يحيى عزيز لفرانس برس أن على رأس جدول أعمال الوفد في موسكو 'بحث الملف الإنساني، ومن الناحية السياسية البحث في مخرجات من أجل إحياء مؤتمر جنيف'، في إشارة الى المفاوضات التي جرت بين وفدين من النظام والمعارضة العام الماضي في جنيف برعاية الأمم المتحدة من دون أن تسفر عن نتيجة.

ويؤكد مصدر قريب من وفد النظام الأمر ذاته ويقول لفرانس برس 'لن تبحث إلا المواضيع غير الخلافية والتي يمكن التوصل إلى توافق بشانها'.

وتسعى روسيا الحليف التقليدي للرئيس بشار الأسد، من خلال هذا اللقاء إلى تكريس إطار للمحادثات على أمل ان تتمكن في نهاية المطاف من توسيعه ليضم معظم مكونات المعارضة.

ورفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المدعوم من الغرب دعوة موسكو، معتبرا أن الهدف من المحادثات إنقاذ النظام.

ويوضح دبلوماسي عربي مواكب للاجتماعات لفرانس برس أن هدف روسيا 'أن تضمن مشاركة المعارضة الجديدة في مفاوضات مع النظام في موسكو في المستقبل القريب، لكن مصير الأسد يبقى القضية الأساسية'.

وفي أواخر كانون الثاني(يناير) الماضي شارك في المحادثات في موسكو حوالى  ثلاثين معارضا، بمن فيهم ممثلو هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي، ووفد من دمشق.  ولو يحقق اللقاء تقدما باستثناء توقيع اتفاق لإجراء مفاوضات جديدة وعلى نص أطلق عليه اسم 'مبادئ موسكو'، يتضمن سلسلة من النقاط الغامضة.

وقال  الباحث المتخصص في العالم العربي في معهد الدراسات الشرقية في موسكو، بوريس دولغوف: 'كما كل مرة، الهدف هو تقريب مواقف المشاركين في المفاوضات'. وأضاف 'غني عن القول أن هذه المحادثات لن تؤدي إلى نتيجة نهائية. إنها مجرد خطوة إضافية على طريق إنهاء الصراع السوري، لكنها تبقى خطوة مهمة'.

ويقول الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (ايريس) في باريس، كريم بيطار لوكالة فرانس برس: 'لا يمكن توقع كسر الجمود السياسي (...) لا يبدو النظام مستعدا بعد لتقديم تنازلات وحتى المعارضين الذين يتساهل معهم نوعا ما يتعرضون لمضايقات تمنعهم من المشاركة في هذه المحادثات'.

وتسعى روسيا وفق بيطار على الرغم من محدودية تمثيل المعارضة إلى 'المساهمة في استعادة نظام الأسد لمكانته، والتموضع كقوة أساسية عندما يصبح المناخ ملائما للتوصل إلى حل دبلوماسي دولي'.

 

التعليقات