«داعش» يتقدم باتجاه مدينة تدمر الأثرية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) حققوا مكاسب على الأرض اليوم السبت في قتالهم مع القوات السورية قرب مدينة تدمر الأثرية، وهي هدف في هجوم يشنه التنظيم وأثار مخاوف بشأن الموقع الذي أدرجته الأمم المتحدة

«داعش» يتقدم باتجاه مدينة تدمر الأثرية

مقاتلون معارضون لنظام الأسد أثناء اشتباك في ادلب يوم 12 أيار/ مايوم 2015 (رويترز)

 قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) حققوا مكاسب على الأرض اليوم السبت في قتالهم مع القوات السورية قرب مدينة تدمر الأثرية، وهي هدف في هجوم يشنه التنظيم وأثار مخاوف بشأن الموقع الذي أدرجته الأمم المتحدة ضمن مواقع التراث العالمي.

وذكر المرصد أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أعدموا 23 شخصا يوم الجمعة بينهم تسعة قاصرين وخمس نساء في مناطق سيطروا عليها خارج المدينة.

وقال مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار في سوريا 'ما زال الوضع داخل المدينة بخير تحت سيطرة الحكومة بشكل قوي. المعارك ما زالت في مكانها في المناطق الشمالية الشرقية بعيدة حوالي 1-2 (كيلومتر) عن المدينة، ونحن نترقب الوضع ونحن بحالة خوف ورعب لمجرد تصور سقوط المدينة بيد هؤلاء، أنا أشعر بالرعب.'

في حين قال مصدر عسكري إن القتال مستمر لكن 'على مسافة بعيدة' من المدينة.

وأضاف عبد الكريم لرويترز في مقابلة عبر الهاتف 'نحن اليوم في اليوم الرابع أو الخامس ماذا ننتظر؟ هناك أرتال تتجمع وتهاجم. ماذا يفعل المجتمع الدولي؟ هل ننتظر البكاء والحزن كما فعل في شمال العراق؟'

وتضم تدمر أطلالا كثيرة لأحد أهم المراكز الثقافية في العالم القديم. وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر عام 2013.

وتدمر مهمة أيضا من الناحية الاستراتيجية إذ تقع عند تقاطع طرق سريعة تربط المدينة بمدينتي حمص ودمشق على بعد نحو 240 كيلومترا إلى الجنوب الغربي.

وعبرت اليونسكو عن قلقها البالغ إزاء الأنباء عن القتال قرب تدمر.

وقال مصدر عسكري إن الجيش السوري أرسل تعزيزات إلى المدينة.

لكن الجيش تحت ضغط إذ خسر أراض في معارك مع مقاتلين آخرين في الشمال الغربي والجنوب منذ أواخر مارس آذار.

وذكر المرصد أن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على حقل للغاز إلى الشرق من تدمر وهو ما نفاه المصدر العسكري. وقال المصدر إن التنظيم المتشدد مستمر في هجومه لكن وتيرة القتال هدأت اليوم السبت.

والإعدام الجماعي الذي تحدث عنه المرصد السوري هو الثاني منذ تقدم تنظيم الدولة الإسلامية هذا الأسبوع في المنطقة. وكان المرصد أورد أن التنظيم أعدم في المرة الأولى 26 شخصا منهم عشرة قتلوا ذبحا.

وقال المصدر العسكري السوري إن المنطقة شهدت مذبحة واحدة على الأقل قتل فيها 30 شخصا أو أكثر بينهم مسنون.

ويشن الجيش السوري ضربات جوية تستهدف مقاتلي التنظيم المتشدد في المنطقة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن قتالا يدور بين الطرفين اليوم السبت قرب مبنى للمخابرات العسكرية في تدمر.

وزاد هجوم التنظيم في وسط سوريا من الضغوط على القوات الحكومية التي منيت بانتكاسات كبيرة منذ أواخر مارس آذار في الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات.

وتسيطر فصائل إسلامية مسلحة على مساحات واسعة في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد منذ أواخر مارس آذار. كما فقد الأسد السيطرة على معبر حدودي مع الأردن في الجنوب.

وتمكن الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معه من إخراج مقاتلي المعارضة من أجزاء واسعة من المنطقة الجبلية الواقعة شمالي دمشق الأسبوع الماضي ليحكم الأسد قبضته بذلك على المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان.

 

 

التعليقات