"داعش" يواصل هجومه على مدينة الحسكة والنظام يستقدم قوات

في حال سقوط الحسكة ستكون مركز المحافظة الثالث الذي يخرج عن سيطرة النظام بعد مدينتي الرقة وإدلب

مقاتلون أجانب إلى جانب الأكراد (أ.ف.ب.)

تستمر المعارك العنيفة اليوم الجمعة في محيط مدينة الحسكة التي يحاول تنظيم "داعش" انتزاعها من قوات النظام السوري، في وقت حصدت الغارات الجوية المتواصلة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة حوالي 100 قتيل في يومين.

وتتجه الأنظار إلى مدينة الحسكة الواقعة في شمال شرق سوريا التي ستكون، في حال سقوطها، مركز المحافظة الثالث الذي يخرج عن سيطرة النظام بعد مدينتي الرقة، الواقعة تحت سيطرة "داعش"، وإدلب التي استولى عليها "جيش الفتح" المكون من "جبهة النصرة" ومليشيات إسلامية.

وبدأ "داعش" في 30 أيار/مايو الفائت هجومه باتجاه الحسكة، مركز محافظة الحسكة، التي تتقاسم السيطرة عليها وحدات حماية الشعب الكردية والقوات النظامية.

وتتركز المعارك جنوب المدينة التي بات التنظيم على بعد حوالي 500 متر منها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "قوات النظام تواصل استقدام تعزيزات إلى المدينة".

وذكر ناشطون لوكالة فرانس برس أن عائلات نزحت من الأحياء الجنوبية والشرقية للحسكة التي يسيطر عليها النظام باتجاه أحياء المدينة الغربية والشمالية التي يسيطر عليها الأكراد خوفا من دخول التنظيم إلى المدينة، أو من تعرض مناطقهم لقصف بقذائف الهاون.

ولم يتدخل المقاتلون الأكراد حتى الآن في المعارك، بحسب المرصد. وكانت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات انتقدت أمس "تخاذل" الأكراد عن مساندة قوات النظام.

وقال المرصد السوري اليوم إنه "لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام مدعمة بكتائب البعث وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من طرف وتنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر في المشارف الجنوبية لمدينة الحسكة".

وأشار إلى أن "المنطقة تشهد منذ صباح اليوم قصفاً عنيفاً ومكثفاً من الطيران الحربي على مواقع للتنظيم في محيط المدينة وجنوبها".

وأسفرت العمليات العسكرية منذ اندلاعها عن مقتل 71 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم قائد كتائب البعث في الحسكة، و48 عنصراً على الأقل من "داعش"، بينهم 11 فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في مواقع لقوات النظام.

وتعرض النظام خلال الشهرين الأخيرين لسلسلة خسائر على الأرض، وهو يشن منذ أيام حملة قصف جوي بالطائرات الحربية أو البراميل المتفجرة على مناطق عدة خاضعة لسيطرة المليشيات المسلحة في شمال سوريا وجنوبها وشرقها. وتسبب هذا القصف "غير المسبوق"، بحسب ما وصفه عبد الرحمن، بمقتل 94 شخصا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.

ووثق مقتل عشرين طفلاً بين هؤلاء و16 امرأة، "إضافة إلى إصابة مئات آخرين بجروح ودمار في الممتلكات".

وواصل الطيران المروحي التابع للنظام الجمعة إلقاء البراميل المتفجرة على الأحياء الشرقية في مدينة حلب. وتسبب برميل سقط على حي الميسر بمقتل ثلاثة أشخاص هم والد ووالدة وطفلهما.

وأحصت منظمة العفو الدولية في العام 2014 مقتل ثلاثة آلاف مدني نتيجة القصف الجوي من طائرات النظام. وقتل المئات غيرهم منذ مطلع العام الجاري.

وبدأت قوات النظام استخدام البراميل المتفجرة في نهاية العام 2013 على مدينة حلب وريفها، ما أثار انتقادات عنيفة من منظمات دولية وغير حكومية.

على جبهة أخرى إلى أقصى الشمال في محافظة حلب، تتواصل المعارك بين "داعش" والمليشيات المسلحة ومعها "جبهة النصرة" في محيط بلدة مارع. واستولى "داعش" الاسبوع الماضي على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق إمداد رئيسي لميلشيات "جيش الفتح" من تركيا إلى حلب.

 

التعليقات